بنغازي 23 ديسمبر 2024 (الأنباء الليبية) – لا يزال معرض “انثو ليبيا” الفني الثقافي في مدينة بنغازي يشهد إقبالًا كبيرًا وتفاعلًا ملحوظًا من الزوار منذ انطلاقه في 19 ديسمبر الجاري.
ويعد المعرض بمثابة حدث ثقافي مميز يجمع بين الفن والأدب، حيث يقدم مجموعة من الأعمال الفنية التي تبرز تاريخ وثقافة ليبيا بأسلوب مبتكر.
ويشكل المعرض منصة لإبراز إبداع الفنانين والكتّاب المحليين، ويهدف إلى تسليط الضوء على التنوع الثقافي والتاريخي للبلاد، مما يجعل الزوار يتفاعلون بشكل إيجابي مع ما يعرض من أعمال تحكي قصصًا عن حضارات ليبيا القديمة وأساطيرها الغنية.
تقول الدكتورة شفاء سالم، الفنانة المشاركة في المعرض، إنها قدمت لوحات فنية جسدت من خلالها شخصيات ليبية وحضارات قديمة تعود إلى ما قبل التاريخ، مما يعكس ثقافة ليبيا القديمة وتنوعها.
هذه اللوحات تجسد حياة الليبيين الأوائل في الصحراء ومختلف المناطق، وتعبر عن التراث الليبي العميق.
ويقول الكاتب حمزة الفلاح، الذي أسهم مع شفاء سالم في كتابة وطباعة نصوص مشتركة، قال في حديث لـ “صحيفة الأنباء الليبية” أن كتابه “مدارات الثعابين الليبية” يتناول القبائل الليبية القديمة وعلاقاتها بالحضارات الأخرى مثل الحضارة الإغريقية والرومانية. كما أشار إلى أن الكتاب يتطرق أيضًا إلى الأساطير الليبية التي شكلت جزءًا من التراث الثقافي في المنطقة. وأضاف أن الكتاب يعرض تاريخ ليبيا بطريقة جديدة، تجمع بين الأدب والفنون الإنسانية، مشيرًا إلى أن النصوص تتنوع بين الإثنوغرافيا والإثنولوجيا، وتهدف إلى تقديم سردية تاريخية تدمج بين الفنون والأدب.
مدارات الثعابين الليبية (حوار مع بناة العالم القديم): الكتاب من تأليف حمزة الفلاح ويتناول تاريخ القبائل الليبية في فترات ما قبل التاريخ.
ويستعرض الكتاب علاقة ليبيا بالحضارات القديمة مثل الإغريق والرومان، بالإضافة إلى حكايات عن الصراع الليبي الروماني.
ويعتمد الكتاب على أسلوب متعدد التخصصات، حيث يدمج بين الأدب والتاريخ والعلوم الإنسانية.
-رواية “موت الآنسة ألكسندرين تين في ليبيا”: للكاتب محمد عبد الله الترهوني، وتتناول حياة المستكشفة الهولندية “ألكسندرين تين” التي اختفت في الصحراء الليبية في القرن التاسع عشر. تركز الرواية على غموض وفقدان هذه الشخصية وسط صعوبات الحياة الصحراوية. الرواية تستكشف الإثنوغرافيا الصحراوية وحياة الأبطال في بيئة قاسية.
-مساهمات الفنانة شفاء سالم
وشاركت الفنانة شفاء سالم في المعرض بلوحات فنية تنقل الحكايات الليبية القديمة. وبعض أعمالها تتناول الشخصيات الليبية من العصور القديمة وتصور حياتهم في البيئة الصحراوية، إضافة إلى تقديم تصور جديد لأسطورة الليبيين عبر الألوان والفن التشكيلي.
أثر المعرض على الزوار
ولاقى المعرض إقبالاً كبيرًا من الشباب، وخاصة طلاب كلية التربية في بنغازي الذين زاروا المعرض وناقشوا موضوعات الفن والخيال الشعبي.
وقد عُرضت الأعمال بأسلوب يتناسب مع الجيل الحالي الذي يعتمد بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي والصور الرقمية، مما يعكس سعي المنظمين لجذب فئة الشباب وتقديم تاريخ ليبيا بشكل حديث وجذاب.
وفي ختام حديثه، أشار الكاتب حمزة الفلاح إلى إمكانية تحويل بعض الأعمال الأدبية والفنية في المعرض إلى أعمال سينمائية أو مسرحية في المستقبل.
وأكد أن هذه الأعمال تحتمل أن تصبح مشاريع درامية تعرض تاريخ ليبيا بصورة مبدعة تجذب الجمهور العالمي.
وأضاف أن المعرض يعكس فهمًا جديدًا للتاريخ الليبي ويهدف إلى تقديمه بشكل يتجاوز الكتابة التقليدية للتاريخ، ويعتمد على أساليب سردية مبتكرة تجمع بين الأدب والفن.
يمثل معرض “انثو ليبيا” الفني الثقافي منصة فنية فريدة من نوعها لعرض تاريخ ليبيا بأسلوب جديد، يجمع بين الأدب والفن التشكيلي ليروي قصصًا وحكايات عن الشعب الليبي وحضارته.
ويسعى المعرض لإعادة سرد التاريخ الليبي بطرق مبتكرة، وتحقيق التفاعل بين الأجيال الجديدة مع تاريخهم وثقافتهم. (الأنباء الليبية بنغازي) ف خ
-تقرير: بشرى العقيلي/ فاطمة الورفلي