بنغازي 26 ديسمبر 2024 (الأنباء الليبية) -نظمت جامعة بنغازي اليوم الخميس، ندوة ثقافية بارزة تحت شعار “من الاندثار إلى الازدهار” بمجمع الكليات الطبية، وتهدف الندوة إلى تعزيز الوعي بأهمية الحرف اليدوية في الحفاظ على التراث الثقافي الليبي ودورها في تشكيل الهوية الوطنية، حيث شهدت الندوة حضورا من الأكاديميين والخبراء المتخصصين في الموروث الثقافي الليبي، بالإضافة إلى مشاركين من أكاديمية العلوم الإنسانية والألمانية للعلماء الشباب ” إيجا”، وكلية التربية بجامعة بنغازي، ومكتب التعاون الدولي، ووكيل الجامعة لخدمة المجتمع والبيئة.
-الحرف اليدوية: بين التحديات والحلول
وقال رئيس اللجنة العلمية الاستشارية للخدمة الاجتماعية بجامعة بنغازي عبدالله المصراتي، للأنباء الليبية: تمثل الحرف اليدوية وسيلة هامة لتجسيد حضارات المجتمعات القديمة وتعريف الأجيال الجديدة بأساليب الحياة التي كان يتبعها الأجداد، مشيرا إلى أن غياب الدعم الحكومي أدى إلى تراجع الصناعات اليدوية، حيث ساهمت الآلات الحديثة في تقليل الاعتماد على الحرف التقليدية.
وأضاف المصراتي أن دولًا مثل الأردن ومصر نجحت في استثمار هذا القطاع، ما ساعد على دعم اقتصادها المحلي.
-أهمية الدعم الأكاديمي والتعليمي للحرف اليدوية
من جانبها، أكدت رئيس قسم التربية الفنية بكلية التربية بجامعة بنغازي أميرة بلاعو، أن الحرف اليدوية تشكل جزءا أساسيا من التراث الثقافي الليبي. وأشارت إلى أنه في ظل تراجع هذه الحرف، يجب العمل على إيجاد حلول عملية لدعم هذا القطاع عبر التدريب والتأهيل في مجالات الحرف والفنون التشكيلية، ودمج الأبحاث العلمية والفنية في هذا المجال.
وشددت بلاعو: “من الضروري تفعيل دور المؤسسات التعليمية والثقافية في توجيه الشباب نحو الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية.”
-التوصيات لدعم الحرف اليدوية والفنون التشكيلية
أوصى المشاركون في الندوة بمجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز دعم الحرف اليدوية والفنون التشكيلية في ليبيا، من أبرزها: دعم حكومي مستمر من الجهات الرسمية، وفتح مراكز تدريب للحرف والفنون التشكيلية تحت إشراف وزارة التعليم، ودمج الأبحاث العلمية والفنية، وإنشاء متحف دائم يعرض الأعمال الفنية المتعلقة بالحرف اليدوية.
كما أكدوا على أهمية التسويق الفعال لهذه الصناعات من خلال دعم الإعلام والمعارض المحلية والدولية، وتدريب وتأهيل الشباب في هذا المجال، مع الإشارة إلى أهمية دمج التصاميم التقليدية مع الأفكار الحديثة لتطوير المنتجات والحفاظ على أصالة الحرف اليدوية.
-نحو مستقبل ثقافي مزدهر
اختتمت بلاعو تصريحها بالقول: “الحرف اليدوية تمثل المدخل الأساسي للفن، وبدونها لن يستطيع الفن تقديم أي شيء، ويجب أن نتوجه نحو الاستثمار في هذا المجال الذي يعد أساسا لدعم الاقتصاد الثقافي وتحقيق النمو المجتمعي.”
وأكد المشاركون في الندوة على أهمية إشراك كافة الأطراف المعنية في الحفاظ على التراث الثقافي وتطويره بما يتماشى مع العصر، مما يسهم في بناء هوية وطنية قوية.(الأنباء الليبية بنغازي) س خ.
-متابعة: أحلام الجبالي