بنغازي 28 ديسمبر 2024 (الأنباء الليبية)- تعد ظاهرة هروب الطلاب من المدارس واحدة من أكبر التحديات التي تواجه العملية التعليمية في مختلف المجتمعات، حيث تؤثر بشكل مباشر على تحصيلهم العلمي وتعرضهم لمخاطر اجتماعية ونفسية قد تضر بمستقبلهم.
هذه الظاهرة تمثل مشكلة معقدة تتطلب معالجة شاملة ودراسة دقيقة لأسبابها وآثارها.
ما أسباب الهروب؟
تقول الدراسات، إن أسباب هروب الطلاب من المدارس متعددة ما بين التربوية والنفسية والاجتماعية، ومن أبرز الأسباب التربوية هو عدم وجود بيئة تعليمية محفزة داخل المدرسة، حيث يفتقر بعض الطلاب إلى المناهج الدراسية التي تثير اهتمامهم أو أن الأجواء المدرسية قد تكون غير مشجعة على الدراسة.
إضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون ضعف الدعم النفسي والاجتماعي في المدرسة أحد العوامل المؤثرة، حيث يحتاج الطلاب إلى بيئة داعمة تساعدهم في التعامل مع التحديات الشخصية والعاطفية التي قد يواجهونها.
أما الأسباب النفسية، فقد تشمل القلق والاكتئاب، وصعوبة التكيف الاجتماعي، فيما تكمن الأسباب الاجتماعية في التنمر من الزملاء أو المعلمين، أو المشاكل الأسرية التي قد تؤثر سلبًا على الحالة النفسية للطالب.
ومن الناحية المدرسية، قد يكون هناك ضعف في العلاقة بين الطالب والمعلمين أو في مستوى الانضباط داخل المدرسة، مما يزيد من رغبة الطالب في الهروب.
الآثار السلبية
إن ظاهرة هروب الطلاب تؤدي إلى العديد من الآثار السلبية التي تشمل التأخر الدراسي والانقطاع عن المدرسة، ما يعمق المشكلة ويدفع الطلاب إلى سلوكيات سلبية، مثل التدخين، تعاطي المخدرات، أو حتى الانخراط في الجريمة.
وهذه السلوكيات قد تكون نتيجة لغياب الرقابة الأسرية والمدرسية، أو بسبب تراكم الضغوط النفسية والاجتماعية على الطالب.
حلول الظاهرة
وفي هذا السياق، أكدت مدير مكتب الخدمة الاجتماعية والصحة المدرسية والإرشاد النفسي بمراقبة التربية والتعليم بنغازي، رندة السوسي، في حديث لـ “صحيفة الأنباء الليبية”، على ضرورة تكاتف الجهود بين المدرسة والأسرة والمجتمع لمكافحة هذه الظاهرة.
وقالت السوسي: إن “الهروب المدرسي ليس مجرد غياب عن الحصص، بل هو مؤشر على وجود مشاكل اجتماعية ونفسية يعاني منها الطالب، ويتطلب تدخلاً متخصصًا من جميع الأطراف المعنية”.
وأضافت السوسي، أن دور الاختصاصي الاجتماعي في بناء علاقة مهنية مع الطالب أمر بالغ الأهمية، حيث يجب على الاختصاصي الاستماع الفعّال وفهم وجهة نظر الطالب، ثم تقديم الدعم المناسب له.
كما أشارت إلى أهمية توجيه الطالب للمشاركة في الأنشطة المدرسية التي تستهوي اهتماماته وتساعده على التعبير عن نفسه بشكل إيجابي.
ولفتت السوسي، إلى أن التوعية المستمرة داخل المدارس تعد خطوة أساسية للحد من ظاهرة الهروب، حيث يجب تعليم الطلاب أهمية التعليم والالتزام بالحضور المدرسي.
وأكدت، مدير مكتب الخدمة الاجتماعية والصحة المدرسية والإرشاد النفسي بمراقبة التربية والتعليم بنغازي، على أهمية التدخل المبكر لحل أي مشكلة يواجهها الطالب في مراحلها الأولية، الأمر الذي يساهم في تجنب تفاقم المشكلة والوصول إلى نتائج إيجابية في نهاية المطاف. (الأنباء الليبية بنغازي) ف خ
تقرير: حنان الحوتي