تونس 29 ديسمبر 2024 (الأنباء الليبية) – شارك أعيان ووجهاء وشخصيات عامة ليبية من جميع أنحاء البلاد في الملتقى الذي نظمته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على مدار يوميين متتالين، للتباحث في تعزيز سبل الحد من حدة العنف المجتمعي، والجهود المبذولة لمنع نشوب النزاعات.
جمع هذا الملتقى الذي عقد يومي 26 و27 ديسمبر شخصيات قيادية مؤثرة في المجتمع وأعيان وحكماء وأكاديميين ونساء وشباب ونشطاء في المجتمع من جميع أنحاء البلاد، حيث وقف المشاركون على البعض من هذه الإشكاليات التي تعاني مجتمعاتهم من بعضها أو لربما جلّها.
وشمل الملتقى جلسات تفاعلية ومجموعات عمل وفرص لتبادل الخبرات بين النظراء. واستمع المشاركون أيضاً إلى آراء ذوي الخبرة في المجال للنهوض بالقدرات الحالية في مجال الوساطة وفض المنازعات، بالإضافة إلى استعراض جهود البعثة في مجال الوساطة في عموم ليبيا بما في ذلك دورها في المنهج التجريبي الذي اتبع للحد من العنف المجتمعي في أوباري، ودور الشرطة المجتمعية في عموم ليبيا في فض النزاعات.
كما تدارس المشاركون خلال المناقشات التي جرت بين المجموعات بتيسير من شعبة المؤسسات الأمنية التابعة للبعثة بالإضافة إلى خبراء ليبيين في مجال الوساطة، بواعث النزاعات باحثين في إمكانية إيجاد حلول لها. ووقفوا كذلك على المهارات والمعارف التي يجدر بقيادات المجتمعات التحلي بها ليتسنى لهم الاضطلاع بدور الوساطة وحل النزاعات التي قد تنشب على الصعيد المحلي.
وفيما شدد المشاركون على كون الوساطة وسيلة ناجعة لمنع نشوب النزاعات، أكد أحد المشاركين من الوجاهات الاجتماعية على أهمية إحكام الدولة سيطرتها على السلاح وضرورة توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية.
وسلط المشاركون الضوء على أهمية الاستفادة من تجارب الوساطة في الماضي في سياقات مختلفة في معرض طرحهم لوسائل عملية للتفاوض ورحبوا بالإستراتيجيات التي عرضت، والتي تركز على بناء أواصر الثقة بين الأطراف المتنازعة وتعزيز حوار بنّاء والنهوض بسبل منع نشوب النزاعات، حاثين البعثة على تنظيم المزيد من الملتقيات والمشاورات من هذا النوع مجمعين على إعداد إطار لتكثيف التواصل والتعاون فيما بينهم.
وكان من أبرز مخرجات هذا الملتقى (إعداد ميثاق استرشادي حول الوساطة وحل الخلافات والنـزاعات في المـجتمع الليبي ويحدد خطوات يمكنها أن تساعد القائمين على الوساطة. وسيتم نشر هذا الميثاق في وقت لاحق، العمل على صياغة تشريعات تنظم آليات الوساطة وفض النزاعات وتعزيز دور الوسطاء والنهوض بتنفيذ النتائج التي تخلص إليها جهود الوساطة، دعوة البعثة لتكثيف عملها في بناء القدرات في مجال الحد من العنف المجتمعي والوساطة وتسخير الخبرات الدولية عبر المزيد من الملتقيات لتكثيف البحث في المواضيع التي تناولها هذا الملتقى، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية تعزيز قدرات المؤسسات الوطنية بالوقوف على التحديات التي تقف أمام حصر الاستخدام المسؤول للقوة بالدولة وتوحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية، تعزيز المناخ الملائم للعملية السياسية، التشديد على برامج الحد من حدة العنف المجتمعي دعماً للتهدئة ومنع نشوب النزاعات، الطلب من السلطات الليبية دعم جهود الوساطة والنتائج التي تخلص إليها، إنشاء قنوات للتواصل بين المشاركين لاستكمال مناقشاتهم ومشاركة تجاربهم). (الأنباء الليبية – تونس) هــ ع