بنغازي 1 يناير 2025 (الأنباء الليبية) انطلقت صباح، اليوم الأربعاء، بمدينة بنغازي الحملة الوطنية للتوعية البيئية والتشجير التي أطلقتها وزارة البيئة بالحكومة الليبية.
بدأت الفعالية الأولى للحملة من داخل مدرسة نسيبة بنت كعب بمدينة بنغازي، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، بهدف تعزيز الوعي البيئي ونشر ثقافة الحفاظ على البيئة بين الأجيال الناشئة، إضافة إلى تسليط الضوء على أهمية الشجرة ودورها الحيوي في تحسين البيئة والمحافظة عليها خضراء ومستدامة.
وصرّح وزير البيئة بالحكومة الليبية، المهندس محمد زايد، لوكالة الأنباء الليبية أن اختيار المدارس كنقطة انطلاق للحملة جاء لكونها المكان الأمثل لتوعية النشء بأهمية الشجرة وأثرها الإيجابي على حياتهم والبيئة المحيطة. وأكد الوزير على أهمية التعاون بين المؤسسات المختلفة لتحقيق أهداف الحملة، داعيًا رئيس الحكومة إلى زيادة الدعم وتوفير الإمكانيات اللازمة لتوسيع نطاق الحملة لتشمل جميع أنحاء البلاد.
مؤكدا أن هذه الحملة تعكس حرص الحكومة الليبية على تعزيز الوعي البيئي وتحقيق التوازن البيئي، بما يسهم في تحسين نوعية الحياة وتوفير بيئة خضراء ومستدامة للأجيال القادمة.
من جانبه، عبّر وزير التربية والتعليم، جمعة اجديد، لوكالة الأنباء الليبية عن دعمه الكامل لهذه المبادرة، مشيرًا إلى أن الحملة تأتي في إطار إيمان الوزارة بأهمية الشجرة ودورها في التوازن البيئي، مؤكدًا استعداد الوزارة لتقديم كافة أشكال الدعم لإنجاح هذه الجهود. وأضاف أن الشجرة ليست فقط رمزًا للحياة بل هي عامل أساسي في تحقيق التوازن البيئي وتحسين نوعية الحياة.
بدوره، وفي تصريحه لصحيفة الأنباء الليبية شدد وزير الزراعة والثروة الحيوانية، يونس بالحسن، على أهمية تنظيم العمل مع الجمعيات الزراعية لضمان سلامة الأشجار والشتلات المستخدمة في الحملة. وأشار إلى أن بعض الشتلات المستوردة، مثل نخيل الزينة، تسببت في مشاكل بيئية خطيرة بسبب انتشار أمراض مثل سوسة النخيل.
وأكد الوزير أن الوزارة تسعى إلى تعزيز التنسيق مع الجمعيات الزراعية، مشيرًا إلى أنه سيتم عقد اجتماع قريب لتنظيم هذه الجهود ودعم الحملة بشكل فعال.
وفي ذات السياق أوضح مدير الحملة، مصباح غريب، لوكالة الأنباء الليبية أن الحملة تمثل جهدًا مشتركًا بين مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية، على رأسها وزارة البيئة ووزارة التربية والتعليم، مشيرًا إلى أنها تمكنت من الحصول على حوالي 100 ألف شتلة تم توفيرها بالتعاون مع جهات متعددة. وأضاف أن الفكرة الأساسية للحملة بدأت من جمعية الشجرة المباركة، التي كانت وراء إطلاق الحملة الوطنية للتوعية البيئية، مؤكدًا أن التعليم هو الركيزة الأساسية التي يمكن من خلالها نشر الوعي البيئي.
وبيّن غريب أن الحملة ستنفذ على ثلاث مراحل متتالية المرحلة الأولى تشمل 35 مدرسة في بنغازي، حيث سيتم إنشاء حدائق تعليمية نموذجية داخل هذه المدارس بإشراف ومتابعة جمعية الشجرة المباركة لتعليم معلمي النشاط المدرسي من خلال ندوات وجلسات عمل أما المرحلة الثانية فستركز على تشجير الحدائق العامة بالتعاون مع المجالس المحلية، بينما ستخصص المرحلة الثالثة لإعادة إحياء الغابات وإنشاء غابات جديدة بالتنسيق مع وزارة الزراعة، مع مراعاة طبيعة البيئة في كل منطقة عند اختيار أنواع الأشجار المناسبة.
وأشار مدير الحملة إلى أن الأشجار التي تم زراعتها في اليوم الأول للحملة شملت أصنافًا دائمة الخضرة مثل السرو العمودي، والصنوبر، والكافور، والكزوارينا، والدادنيا، بالإضافة إلى أشجار تجميلية أخرى، وأكد أن وزارة البيئة دعمت الحملة بحوالي 20 ألف شتلة، فيما قدم مشروع استثمار مياه النهر 25 ألف شتلة سيتم زراعتها في منطقتي سلوق وجردينة لإنشاء مصدات رياح تحمي المزارع من التصحر.
وفي ختام حديثه، دعا غريب المواطنين للمشاركة في الحملة والإسهام في زراعة الأشجار سواء في المناطق السكنية أو الأحياء أو الأراضي المفتوحة، مؤكدًا استعداد الحملة لدعم جهود المواطنين وتقديم المساعدة في عمليات التشجير.
وشهدت الاحتفالية حضور عدد من الوزراء، من بينهم وزير التربية والتعليم جمعة اجديد، وزير البيئة محمد عبد الحفيظ، وزير الزراعة والثروة الحيوانية يونس بالحسن، وزير الاستثمار علي السعيدي، ووزير التعليم العالي فرج خليل.
كما حضر ممثلون عن مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات تعليمية متعددة، في مشهد يجسد التكاتف المجتمعي لتحقيق أهداف الحملة الوطنية للتوعية البيئية والتشجير. (الأنباء الليبية) ص و
متابعة: مراد بوكر
تصوير: محمد فليفل