بنغازي 02 يناير 2025 (الأنباء الليبية)- حذر المركز الليبي لأبحاث تغير المناخ في شرق ليبيا من زراعة الأشجار السامة أو الضارة في إطار حملات التشجير التي تُنفذ في سهل بنغازي، وذلك في مسعى للحفاظ على البيئة المحلية وحمايتها من التأثيرات السلبية.
جاء هذا التحذير في سياق استراتيجيات جديدة تهدف إلى تحسين فعالية الحملات وتشجيع التشجير المستدام الذي يساهم في تحسين جودة الحياة دون الإضرار بالبنية التحتية.
التخطيط الاستراتيجي والمراقبة الدقيقة
وفي حديث لـ “صحيفة الأنباء الليبية”، أكدت الدكتورة وضحة فوناس، مديرة المركز، أن النجاح في حملات التشجير يتطلب وضع خطط استراتيجية مع ضمان تنفيذها وفق معايير علمية دقيقة.
وشددت على أن هذه الحملات يجب أن تشمل مراقبة مستمرة لاختيار الأنواع المناسبة من الأشجار، خاصة تلك التي تتلاءم مع الظروف البيئية للمنطقة.
وأضافت فوناس، أن الهدف من هذه الاستراتيجيات هو تعزيز الاستدامة البيئية وتجنب المخاطر المرتبطة بزراعة أنواع غير مناسبة قد تؤدي إلى مشاكل بيئية في المستقبل.
مخاطر الأشجار السامة والضارة
وأوضحت فوناس، أن المركز أطلق تحذيرًا شديدًا بشأن زراعة الأشجار السامة أو تلك التي قد تضر بالبنية التحتية، مثل الأنواع التي تتشابك جذورها مع شبكات المياه والكهرباء، ما يتسبب ذلك في مشكلات كبيرة تشمل تسريب المياه وتضرر الأنابيب، أو حدوث مشكلات مع شبكات الكهرباء.
وأشارت إلى ضرورة تجنب زراعة أنواع قد تؤثر سلبًا على التنوع البيولوجي أو تساهم في انتشار أمراض معينة تؤثر على البيئة المحلية.
التنسيق بين الجهات المعنية
وأكدت فوناس، أن تنفيذ هذه الاستراتيجيات يتطلب تنسيقًا شاملاً بين مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك الهيئات الحكومية، المنظمات البيئية، والمجتمع المدني، بحيث يتم تنفيذ هذه الحملات وفقًا لمخططات تتماشى مع الظروف البيئية المحلية.
وشددت على توافر البنية التحتية اللازمة لضمان نجاح حملات التشجير، بما في ذلك تدريب الكوادر المتخصصة في الزراعة والغابات لتقديم الدعم الفني اللازم.
دور المجتمع في الحملات البيئية
وفي السياق نفسه، قال سامي الحراري، المدير التنفيذي لمنظمة سدر التطوعية ومدير إدارة جمعية البذور الأصلية، إن حملة التشجير التي تستهدف زراعة مليون شتلة تمثل خطوة هامة نحو تحسين البيئة المحلية، لكنها يجب أن تتم بعناية فائقة.
وأوضح الحراري، في حديث لـ”صحيفة الأنباء الليبية”، أن زراعة الأشجار الضارة أو السامة قد تؤدي إلى أضرار جسيمة في التربة والمياه، فضلاً عن التأثير على الحياة البرية.
وأكد الحراري، على ضرورة وجود مشرفين متخصصين في الزراعة والغابات ضمن هذه الحملات لضمان اختيار الأنواع المناسبة وتنفيذ العمليات بشكل علمي وفعّال، مشيرًا إلى أن هذه الحملة لا يجب أن تقتصر على زراعة الأشجار فقط، بل يجب أن تركز أيضًا على التوعية البيئية في المجتمع، حيث يُعد تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة وحمايتها من التلوث جزءًا لا يتجزأ من أهداف هذه الحملات.
التوجه نحو التنمية المستدامة
وأضاف الحراري، أن هدف هذه الحملة هو تحسين المساحات الخضراء وزيادة التنوع البيولوجي في المنطقة، ما يعزز التوازن البيئي ويحسن جودة الحياة في سهل بنغازي.
وأكد أن إشراك المجتمع في هذه الأنشطة سيخلق جيلًا واعيًا بأهمية البيئة ويساهم في الحفاظ عليها. (الأنباء الليبية بنغازي) ف خ
تقرير: أحلام الجبالي