بنغازي 04 يناير 2025 (الأبناء الليبية)- يعد التشجير أحد الركائز الأساسية للحفاظ على البيئة وتحقيق الاستدامة البيئية في ليبيا، حيث يسهم بشكل كبير في تحسين جودة الهواء، تقليل آثار التغيرات المناخية، ومكافحة التصحر.
وتعمل وزارة البيئة والحكومة الليبية على تنفيذ هذه الحملات بهدف تحسين صحة البيئة المحلية، وزيادة المساحات الخضراء، والتقليل من تأثيرات التعرية وفقدان التربة في الأراضي الصحراوية.
وتستهدف هذه الجهود استدامة الموارد الطبيعية وتنمية المجتمعات المحلية من خلال توفير بيئة صحية ومستدامة للأجيال القادمة.
وفي حديث لـ”صحيفة الأنباء الليبية”، أكدت المهندسة انتصار محمد المجبري، مدير إدارة التعاون الدولي والفني بوزارة البيئة، على أهمية اختيار الأنواع النباتية المناسبة لكل منطقة، مشيرة إلى أن التنوع البيئي في ليبيا يتيح فرصة لزراعة أشجار تتلاءم مع الظروف المناخية والتضاريسية المختلفة.
وأضافت المجبري، أن عملية اختيار الأنواع المناسبة تعتبر أساسًا لتحقيق نجاح حملات التشجير وضمان استدامتها.
الأشجار المناسبة لبيئة ليبيا
وأشارت المجبري، إلى أن ليبيا تتمتع بتنوع بيئي كبير، مما يسمح بزراعة مجموعة متنوعة من الأشجار في مختلف المناطق، ففي المناطق الساحلية ذات المناخ المعتدل، تعتبر أشجار الزيتون والحمضيات مثل البرتقال والليمون الخيار الأمثل، أما في المناطق الجبلية، فإن شجرة الصنوبر الحلبي تمثل الخيار المثالي لهذه البيئة، لما لها من قدرة على التكيف مع التضاريس المناخية الخاصة.
وفيما يخص المناطق الصحراوية في جنوب ليبيا، قالت المجبري، إن أشجار النخيل والأكاسيا تمثل الاختيار الأفضل لهذه المناطق.
وأكدت أن الأكاسيا تلعب دورًا مهمًا في تحسين التربة ومكافحة التصحر من خلال تثبيت الرمال وتحسين خصوبة الأرض، مشيرة إلى أن زراعتها تساهم أيضًا في الحد من آثار التغيرات المناخية التي تشكل تهديدًا كبيرًا على المناطق الصحراوية.
دور التشجير في مكافحة التصحر
وأكدت المجبري، أن حملات التشجير لا تقتصر على تحسين جودة الهواء والجمال الطبيعي فقط، بل تلعب دورًا حيويًا في محاربة التصحر، حيث إن زراعة الأشجار على أطراف المناطق الصحراوية يساعد في تقليل تأثير الرياح الحارة التي تؤدي إلى تآكل التربة وفقدان المحاصيل الزراعية.
النخيل الأنسب لصحراء
أحد الأشجار التي تحظى باهتمام خاص في الحملات التشجيرية هو النخيل، خاصة في الواحات الصحراوية مثل سبها وغدامس.
وأشارت المجبري، إلى أن النخيل ليس مجرد شجرة في الصحراء، بل هو رمز للصمود في الظروف القاسية.
وأضافت، أن زراعة النخيل في هذه المناطق ليست فقط خطوة بيئية بل أيضًا اقتصادية، حيث يُنتج النخيل التمور التي تُعد مصدرًا غذائيًا مهمًا، وتساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي.
تحسين بيئة المدن في ليبيا
وفيما يتعلق بتحسين البيئة الحضرية، أكدت المجبري، أن أشجار الزينة تلعب دورًا كبيرًا في تحسين مشهد المدن ورفاهية المواطنين.
وقالت، إن الأشجار مثل “الكينا” و”الجاكرندا” تعتبر من الخيارات المثالية للمدن الليبية، حيث توفر مناطق خضراء للراحة والترفيه، كما تساهم في تنقية الهواء من الملوثات.
ضمان استدامة الأشجار
وأكدت المجبري أن وزارة البيئة تعتمد على أساليب وتقنيات علمية لضمان استدامة الأشجار بعد زراعتها.
وأوضحت أن الوزارة تستخدم نظام الري بالتنقيط الذي يساعد في توفير المياه، إلى جانب الأسمدة العضوية والكيميائية التي تُضاف وفقًا لاحتياجات التربة، كما يتم التقليم المنتظم للأشجار للحفاظ على صحتها وحمايتها من الآفات.
خطة الوزارة المستقبلية
وفيما يتعلق بالمستقبل، أكدت المجبري، أن حملات التشجير التي تنفذها وزارة البيئة هي استثمار طويل الأمد في البيئة الليبية.
وقالت: “نحن ملتزمون بتوفير بيئة صحية ومستدامة، وهذا يتطلب جهودًا مستمرة من جميع الأطراف، من الحكومة إلى المجتمع المحلي، لتحقيق النجاح في هذه الجهود البيئية.”
وأكدت أن الوزارة تعمل على ضمان استدامة مشاريع التشجير من خلال التركيز على اختيار الأنواع المناسبة وتوفير الرعاية اللازمة للأشجار لضمان نجاحها واستمراريتها. (الأنباء الليبية بنغازي) ف خ
تقرير: أحلام الجبالي