بنغازي 07 يناير 2025 (الأنباء الليبية)- “كلما نظرت إلى معالم ليبيا السياحية، يتملكني شعور بالأسى. كانت سوسة وأوباري في يوم من الأيام قلب التاريخ والحضارة، واليوم أصبحت مجرد أطلال تنتظر من يعيد إليها الحياة”.
هكذا عبَّرت المهتمة بالشأن السياحي رانيا محمد، من منطقة بطه في الجبل الأخضر، عن مشاعرها تجاه ما آلت إليه المواقع السياحية في ليبيا. وأضافت: “رغم كل التحديات، ما زال هناك أمل، والتوجه الحالي لإعادة تأهيل هذه المواقع وتحسين البنية التحتية سيعطي فرصًا لشبابنا ويعزز اقتصادنا، لكن الوقت ليس في صالحنا، فلنحرك عجلة التغيير قبل فوات الأوان”.
السياحة لتنمية اقتصاد ليبيا
وفي حديث مع “صحيفة الأنباء الليبية”، كشف يسري محمد عبد الحفيظ، مدير مكتب الإعلام والعلاقات العامة بوزارة السياحة، أن الوزارة بصدد إعادة تأهيل العديد من المعالم السياحية الحيوية في ليبيا، خاصة تلك التي تأثرت بالحروب والتدمير.
وأشار عبد الحفيظ، إلى أن الوزارة تركز حاليًا على ترميم المعالم التاريخية مثل متحف قصر ليبيا بالجبل الأخضر، إضافة إلى متحف جرمة في أوباري.
وقال: إن “إعادة تأهيل هذه المواقع يشمل ترميم المباني، وكذلك تطوير البنية التحتية بما يتماشى مع احتياجات السياح المحليين والدوليين”.
وأكد عبد الحفيظ، أن مشاريع إعادة التأهيل ستكون محورية في تحفيز الاقتصاد الوطني من خلال جذب السياح وزيادة الإيرادات. وأضاف: “نسعى من خلال مشاريعنا إلى خلق فرص عمل جديدة في قطاعات السياحة والفندقة والصيانة، مما يسهم في تقليص البطالة وتحفيز الاقتصاد المحلي في المناطق التي تتمتع بإمكانات سياحية كبيرة”.
الترويج للسياحة
وأضاف عبد الحفيظ، أن الوزارة تعتمد على استراتيجيات متعددة للترويج للسياحة في ليبيا، بما في ذلك تنظيم مهرجانات دولية مثل مهرجان غات السياحي، الذي يعزز من تسليط الضوء على التراث الثقافي والتاريخي للبلاد. كما تركز الوزارة على الحملات التسويقية عبر الإنترنت ووسائل الإعلام لزيادة الوعي بالمقومات السياحية التي تتمتع بها ليبيا.
وفي إطار استراتيجياتها المستقبلية، أوضح عبد الحفيظ أن الوزارة تعمل على مشاريع سياحية بيئية في المناطق الريفية مثل المنتجع السياحي على بحيرة لبر عون في سبها، ما سيسهم في الحفاظ على البيئة الطبيعية وتوفير فرص عمل للمواطنين.
التحديات التي تواجه السياحة في ليبيا
من جانبه، تحدث عبدالمنعم خيرالله العمروني، الباحث في مراقبة آثار بنغازي، عن التحديات التي تواجه قطاع السياحة في ليبيا. وقال لـ “الأنباء الليبية”: إن “البنية التحتية للسياحة في ليبيا تؤثر بشكل مباشر على المواقع الأثرية، ما يتطلب تطوير البنية التحتية بشكل يتماشى مع حماية التراث الأثري، مثل إنشاء متاحف داخل المواقع الأثرية لتعزيز السياحة”.
وأضاف العمروني: “إذا تم تطوير المواقع الأثرية بطريقة متوازنة، فإن هذا سيساهم في جذب المزيد من السياح والحفاظ على التراث الثقافي في نفس الوقت”.
الاستثمار في السياحة
من جهتها، أكدت نجوى العقوري، الخبيرة الاقتصادية والمستشارة المالية في مجلس النواب، أن السياحة تعد من أهم دعائم الاقتصاد الليبي، حيث تمتلك البلاد موارد طبيعية ومعالم تاريخية تجعلها وجهة سياحية متميزة.
وأكدت في حديث لـ “صحيفة الأنباء الليبية”، إلى أن استقرار المناخ السياسي والأمني هو أحد العوامل الرئيسية لجذب الاستثمارات المحلية والدولية في هذا القطاع. وقالت: إن “لتحقيق النجاح في هذا المجال، يجب أن تكون هناك استراتيجيات واضحة تهدف إلى تحسين البنية التحتية، مع ضمان بيئة سياسية آمنة”.
وأضافت، “إذا تم تنفيذ هذه الحلول بشكل مدروس وشامل، يمكن أن تصبح ليبيا وجهة سياحية بارزة على الخريطة العالمية، مما يسهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة”.
تتمتع ليبيا بتراث إنساني غني وفريد، حيث تضم العديد من المواقع الأثرية والتاريخية المميزة، إلى جانب التنوع الجغرافي الكبير الذي يجعلها وجهة سياحية واعدة. يمكن استغلال هذه الميزات الطبيعية والثقافية لتعزيز القطاع السياحي، مما يسهم في تحفيز الاقتصاد الوطني المعتمد كلية على النفط، وخلق فرص عمل جديدة للشباب في مختلف المجالات. (الأنباء الليبية بنغازي) ف خ
تقرير: أحلام الجبالي