الخرطوم 07 يناير 2025 (الأنباء الليبية) -أكدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، في تقريرها السنوي الذي نشرته مؤخرا، أن السودان شهدت نزوحا ضخما نتيجة الأوضاع الأمنية المتدهورة في البلاد بعد اندلاع الحرب في أبريل عام 2023.
وأوضح التقرير أن حوالي 200.000 شخص قد فروا من السودان في الأسابيع الأربعة الأولى من الأزمة، بينما سجل نزوح داخلي لما يزيد عن 700.000 شخص داخل السودان، والدول المجاورة مثل مصر وتشاد وجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى وإثيوبيا كانت من بين أبرز الوجهات التي استقبلت اللاجئين السودانيين.
كما أفاد التقرير بأن العدد الإجمالي للاجئين والعائدين من السودان قد وصل إلى حوالي 860.000 شخص بحلول أكتوبر 2023، مما يئكد على تداعيات الأزمة المستمرة.
ومع ذلك، لم يتطرق التقرير بشكل كاف إلى الوضع في ليبيا، حيث لم يذكر أعداد اللاجئين السودانيين الذين وصلوا إلى مدينة الكفرة، وقد تجاوز عدد هؤلاء اللاجئين 65 ألف شخص، وهو ما يعادل تقريبا عدد السكان الأصليين للمدينة.
وتجدر الإشارة إلى أن مفوضية اللاجئين كانت قد أعلنت في نهاية سبتمبر 2023 عن وصول أكثر من 100.000 لاجئ سوداني إلى ليبيا، وهو ما يبين حجم المعاناة التي يعانيها اللاجئون الذين فروا من النزاع المسلح في السودان.
-مفوضية اللاجئين وحقيقة الأوضاع في ليبيا
غاب ذكر الأزمة التي تواجهها مدينة الكفرة في تقرير المفوضية رغم أن هذه المدينة تعد واحدة من المحطات الأساسية التي يمر بها اللاجئون السودانيون في طريقهم إلى دول الجوار، المدينة التي تقع جنوب ليبيا تواجه ضغطا متزايدا نتيجة لاستقبال أعداد ضخمة من اللاجئين السودانيين، وهو ما يضيف أعباء إضافية على الموارد والخدمات المحلية.
من جهة أخرى، لم تذكر المفوضية في تقريرها التفصيلي الوضع في ليبيا بشكل كاف، على الرغم من أن الأرقام تشير إلى أن ليبيا باتت واحدة من الوجهات الرئيسية للاجئين السودانيين، هذا التجاهل قد يثير تساؤلات حول مدى قدرة المفوضية على توثيق الأزمات في مختلف الدول المعنية بشكل شامل ودقيق.
-التحديات الإنسانية
يشير تقرير المفوضية إلى أن غياب الحلول الفعالة للأزمة السودانية قد يدفع مئات الآلاف من الأشخاص إلى البحث عن ملاذات آمنة في دول الجوار، مما يفاقم معاناتهم الإنسانية، ونظرا لصعوبة الوضع، فقد يحتاج اللاجئون إلى مساعدات إنسانية عاجلة تشمل الغذاء والماء والرعاية الصحية، وهو ما يتطلب استجابة دولية منسقة لتلبية احتياجاتهم.
-استجابة المجتمع الدولي
لمواجهة هذا النزوح الكبير، كانت هناك دعوات من منظمات دولية عديدة إلى تقديم الدعم اللازم لدول الجوار التي تستقبل أعدادا كبيرة من اللاجئين، كما أثيرت مطالب بضرورة تكثيف جهود الإغاثة وتوفير التمويل اللازم للمنظمات الإنسانية من أجل ضمان تقديم المساعدة بشكل كافٍ وفعال.
يبقى الوضع في السودان وخارج حدوده معقدا ومشحونا بالتحديات الإنسانية التي تتطلب اهتماما دوليا عاجلا، بينما يعكس تقرير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين حجم النزوح الضخم، فإنه يترك فراغا في الحديث عن الأوضاع في ليبيا، وهو ما يسلط الضوء على ضرورة تكثيف العمل الدولي لضمان أن جميع المتضررين من الأزمة السودانية يحصلون على الدعم الذي يحتاجونه.(الأنباء الليبية الخرطوم) س خ.