بنغازي 07 يناير 2025 (الأنباء الليبية) -أثارت تصريحات وزيرة الخارجية الموقوفة في حكومة الوحدة نجلاء المنقوش، حول لقائها مع وزير الخارجية السابق للاحتلال الصهيوني إيلي كوهين، موجة غضب في الشارع الليبي، حيث استنكر العديد من الساسة والنشطاء والحقوقيين هذه التصريحات، واعتبروها تجاوزا خطيرًا لثوابت الدولة الليبية.
– تصرف مدان
أكد رئيس الحكومة الليبية أسامة حماد، أن لقاء مسؤولين من “العدو الصهيوني” يمثل سقوطا أخلاقيا وقانونيا.
وأوضح أن هذا اللقاء يعد انتهاكا للقانون رقم 62 لعام 1957 الذي يجرم أي شكل من أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال.
وأضاف حماد أن هذا التصرف “مدان ولا يعبر عن الشعب الليبي الذي تربى على دعم القضية الفلسطينية”، مشيرا إلى أن مثل هذه التصرفات لا تتوافق مع التشريعات الليبية التي ترفض أي نوع من التطبيع.
جاء ذلك خلال كلمته في جلسة المساءلة أمام مجلس النواب أمس الإثنين.
-تساؤلات النواب وتحميل المنقوش المسؤولية
عضو مجلس النواب عبد السلام نصية أبدى استغرابه من وصف المنقوش للقاء بـ “العارض”، متسائلا: “هل تعلم السيدة المنقوش أن اللقاء العارض يحدث بالصدفة في ممر دون ترتيب وليس في فندق؟”.
من جهته، حمل النائب صالح افحيمة المسؤولية الكاملة للمنقوش عن هذا “التجاوز غير المقبول”، متهما إياها بـ “خيانة” ثوابت الدولة الليبية ومصالحها الوطنية.
-مظاهرات حاشدة في طرابلس ومصراتة
فور إذاعة المقابلة التي أجرتها المنقوش مساء الإثنين على “منصة 360” التابعة لقناة “الجزيرة”، خرجت مظاهرات في مدن عدة، وكان أبرزها الاحتجاج الذي وقع أمام استراحة رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة، في طريق الشط بالعاصمة طرابلس.
كما شهدت مدينة مصراتة تظاهرة احتجاجية ضد الدبيبة، حيث طالب المتظاهرون بتنحيته، بعدما أكدت المنقوش أن اللقاء مع المسؤول الصهيوني جاء بموافقة الحكومة وترتيبها.
–تظاهرات في الزاوية وبني وليد وصبراتة
في مدينة الزاوية، التي تشهد عملية عسكرية ضد أوكار التهريب، نظم المواطنون تظاهرة ضد ما وصفوه بـ “التطبيع مع الاحتلال الصهيوني”، وأشعلوا النار في بعض الإطارات، في محاولة لقطع الطريق الساحلي.
أما مدن أخرى مثل بني وليد وصبراتة، إضافة إلى مدن جنوبية أخرى، فقد شهدت هي الأخرى مظاهرات مماثلة، رفعت خلالها شعارات مناهضة للتطبيع وداعمة للقضية الفلسطينية، وطالب المتظاهرون بإقالة حكومة الدبيبة والتحقيق في تصريحات المنقوش.
–ردود فعل سياسية وبرلمانية
من جانب آخر، عبرت أطراف سياسية وبرلمانية وحقوقية عن استهجانها لتصريحات المنقوش، حيث وصف التحالف الليبي لأحزاب التوافق الوطني اللقاء مع المسؤول الصهيوني بأنه “جريمة نكراء”، ودعا النائب العام إلى محاسبة كل من تورط فيها، كما طالب حزب الجبهة الوطنية كلا من المجلس الرئاسي والنائب العام بفتح تحقيق شامل وعاجل مع الدبيبة والمنقوش وبقية المشاركين في التنسيق لهذا اللقاء.
-المحامون: تصريحات المنقوش اعترافات بتورطها في مخالفة القانون
أما المحامي عبد السلام أبوغالية، فقد اعتبر تصريحات المنقوش بمثابة “اعترافات” بتورطها في مخالفة القانون الليبي الذي يجرم مجرد المقابلة مع الأشخاص والكيانات الحاملة للجنسية الصهيونية.
– دعوات لإقالة حكومة الدبيبة والتحقيق مع المسؤولين
كما انضم عضو المجلس الانتقالي السابق عن مدينة مصراتة سليمان الفورتية، إلى الدعوات التي تطالب بفتح تحقيق مع المنقوش والدبيبة والمجلس الرئاسي، مطالبا برحيل حكومة الدبيبة وتشكيل لجنة لإدارة شؤون البلاد.
-تساؤلات الدباشي: ما علاقة الاحتلال الصهيوني بمصالح ليبيا؟
من جانبه، وصف مندوب ليبيا الأسبق لدى الأمم المتحدة إبراهيم الدباشي، تصريحات المنقوش بأنها “لا علاقة لها بالدبلوماسية”، متسائلا: “ما هي القضايا الاستراتيجية الحساسة التي يمكن مناقشتها مع عدو؟ وما علاقة الاحتلال الصهيوني بحدودنا البحرية ومواردنا وفلسطين لا تحدنا لا برا ولا بحرا؟”.(الأنباء الليبية بنغازي) س خ.