سلوق 9 يناير 2025(الأنباء الليبية)- في ختام البطولة التمهيدية للملواح بسلوق، التي أشرفت عليها الهيئة الليبية للصيد البري والرماية، بمشاركة 357 صقارًا من مختلف أنحاء ليبيا، تألقت صورة مميزة خطفت الأنظار، صورة طفلتين صغيرتين من مدينة طبرق، تحملان شغفًا لا حدود له بهذه الهواية القديمة التي ورثتاها عن والدهما.
تالين وجوري، الطفلتان اللتان لم تتجاوزا بعد سن العاشرة، أصرَّتا على أن تكونا جزءًا من هذا الحدث الكبير، فجر الخميس، كانتا قد رافقتا والدهما خليل عيسى السعداوي، الذي مارس الصيد لأكثر من 50 عامًا، في رحلةٍ من مدينة طبرق إلى وادي الباب بالقرب من بلدية سلوق للمشاركة في فئة سباق “شاهين الجير”.
كان الصقارون من مختلف المدن الليبية قد حضروا للمنافسة، لكن في تلك اللحظة، كانت الأنظار تتوجه إلى الطفلتين اللتين أطلقن صقورهن “أنثى الشاهين” بكل عناية واهتمام، ليشاركن في مسابقة رياضية تكرّس تقاليد قديمة في الصيد البري.
شغف تالين وجوري بصيد الطيور
يقول الأب خليل، الذي بدأ مشواره مع الصيد منذ سن التاسعة: “الصيد كان شغفي الأول، وأصطحبني والدي منذ طفولتي إلى الصحراء، واليوم، وبعد أن أصبح لي ستة أبناء، لم أكن أتوقع أن تكون بناتي أكثر شغفًا بهذه الهواية من إخوانهن الذكور، رغم أن الجميع كان يتابعنا في هذه الرحلات.”
منذ نعومة أظفارهما، رافقت تالين وجوري والدهن في مغامراته الصحراوية، وتعلمتا أصول الصقارة والعناية بالطيور، اليوم، أصبحتا تتحملان مسؤولية تامة في رعاية صقورهن، ويعكس سلوكهما ارتباطًا قويًا بهوايتهما حتى في ساعات النوم، لا تفترق الطفلتان عن صقورهما، بل تختاران النوم بالقرب منها، فيما تظهر علامات الصداقة العميقة بينهن وبين الطيور.
مستشفى خاص للطيور الجارحة
وفي حديثها عن “العز”، صديقتها من أنثى الشاهين التي تبلغ من العمر 13 عامًا، تقول تالين: “العز هي صديقتي المفضلة. رغم تقدمها في السن، استطاعت أن تظل قادرة على الصيد بفضل العناية والاهتمام الذي أوليته لها، أما جوري، فقد اختارت لأنثى الشاهين الأخرى اسم “در”، وهي صديقتها البالغة من العمر 6 سنوات.
شغف الصيد البري أمل وحلم لا ينتهي
ورغم التحديات التي يواجهها ممارسو هذه الهواية، مثل صعوبة الحصول على الأدوية والمستلزمات، فإن العائلة لم تدخر جهدًا في توفير كل ما يحتاجه الطير من رعاية، الأدوية أصبحت متوفرة الآن في ليبيا، لكننا لا نزال نضطر لتحمل تكاليفها من جيوبنا الخاصة، نأمل أن تتحقق الأخبار المتداولة حول إنشاء مستشفى خاص للطيور الجارحة. إذا تحقق هذا، سيكون له أثر إيجابي كبير على رعاية هذه الطيور وحمايتها”، يضيف الأب.
وهكذا، تظل هذه العائلة الطبرقية محافظة على إرثها العريق في الصقارة، وتواصل نقل شغفها وحبها لهذا التراث العظيم إلى الأجيال القادمة، فبين الصحراء وقصص الطيور، يبقى شغف الصيد البري أملًا وحلمًا لا ينتهي. (الأنباء الليبية) ص و
متابعة: هدى الشيخي
تصوير: محمد الرياني