بنغازي 13 يناير 2025 (الأنباء الليبية) – عقب تكريمه مؤخرًا من قبل كلية الإعلام بجامعة بنغازي، تجسيدًا للتقدير والاعتراف بإسهاماته الكبيرة في الساحة الفنية، وهو بمثابة رسالة تشجيع لجميع الفنانين لمواصلة العطاء والإبداع في مختلف المجالات.
ميلود العمروني، من مواليد عام 1961 بمدينة بنغازي، حاصل على بكالوريوس إدارة ودبلوم كهرباء عامة، عضو المسرح الحديث في بنغازي منذ عام 1974، ممثل وكاتب ومخرج ومؤرخ مسرحي، تحصل على دورات مسرحية في مجال التمثيل والإدارة والسينوغرافيا، والإخراج.
ساهم العمروني، بفضل رؤيته الفنية الثاقبة وأعماله التي تمس قضايا الواقع، في ملامسة قلوب الجمهور، وأن يجسده بصدق وأمانه على خشبة المسرح والشاشة، واستطاع بناء قاعدة جماهيرية واسعة وأصبح اسمه مرتبطًا بالضحك والمرح.
صحيفة الأنباء الليبية، كانت حاضرة للاحتفالية التكريم، والتقت بالفنان القدير وأجرت مع حوار التالي:
س. بدايةً، نهنئك على تكريمك الأخير، كيف شعرت بهذه اللحظة؟
ج/ أشكر الله على هذا التكريم، الذي أعتبره بمثابة تقدير لمشوار طويل من العمل في المجال الفني، وهذا التكريم لا يخصني فقط، بل هو تقدير لجميع الفنانين الذين يعملون بجد في هذا المجال، وهو رسالة للجميع للاستمرار في العطاء والإبداع، فالفن له دور مهم في تشكيل المجتمع ونقل القيم الثقافية.
س. حدثنا عن بداياتك في مجال الفن، وكيف بدأت مسيرتك الفنية؟
ج/ بدأت رحلتي الفنية منذ عام 1974 عندما انضممت إلى المسرح الحديث في بنغازي، ورغم أنني حصلت على بكالوريوس في إدارة الأعمال ودبلوم في الكهرباء، فإنني وجدت شغفي الحقيقي في الفن، وبدأت أتعلم وأطور مهاراتي في التمثيل والإخراج، واجتهدت في المشاركة في دورات مسرحية وتعلمت العديد من التقنيات المختلفة التي ساعدتني في تطوير مسيرتي.
س. اللحظة التي شعرت فيها بأنك حققت نجاحًا كبيرًا في مسيرتك الفنية والأكثر تأثيرًا؟
ج/ لحظة نجاح كانت عرض مسرحية نوارة في يوم الأحد الموافق 21/2/1983 م، كان يومًا مميزًا ورائعًا من خلال تجاوب وانسجام الجمهور على خشبة المسرح.
س. أكثر الأعمال الفنية التي تعتبرها أهم محطة ونقطة تحول في حياتك المهنية؟
ج/ هناك العديد من الأعمال التي كان لها واقع على حياتي ومسيرتي المهنية، منها: نوارة، شيع وطي، خرف يا شعيب، أصل وصورة، قالك ولع لي، المستشفى، داير لون في المكسيك، جيش احميده الدولي، أبلة تعويضه، أمنع الكلام.
س. من هم الأشخاص الذين كان لهم تأثير كبير في مسيرتك الفنية؟
ج/ يرجع الفضل من بعد فضل الله سبحانه وتعالى، للأستاذة مصطفى صالح العمروني، محمد عمر الرملي، محمد على الورفلي، فرج الطيرة، عمر أحمد القلال، فرج الربع، على بو جناح، خميس مبارك، داوود الحوتي، محمود الزردومي.
س. أبرز التحديات التي واجهتك وكيف تغلبت عليها خلال رحلتك الفنية؟
ج/ في حقيقة الأمر، واجهتني مشكلة واحدة وهي عدم وجود معهد للتمثيل بالمعنى الحقيقي، وقد تغلبت عليها من خلال الممارسة العملية والفعلية للمسرح، والتلفزيون، والراديو، كتابة وتمثيل بعض التجارب الإخراجية.
س. مصادر الإلهام التي اعتمد عليها الفنان ميلود في أعماله ككل؟
ج/ أهم مصادر الإلهام هي تجاربي الشخصية والحياتية، وتجارب الآخرين وملاحظاتهم وانطباعاتهم حول ما أقدمه من أعمال.
س. كيف تتصور تطور الفن في المستقبل، وهل تعتقد أنك ستساهم في هذا التطور؟
ج/ الفن في خطر في ظل وجود الذكاء الاصطناعي، والغباء الطبيعي، وأيضًا غياب المعاهد الفنية، والأنشطة المدرسية والجامعية، باعتبارها من أهم روافد الحركة الفنية في البلاد، ولدي مجموعة من المخطوطات أسعى لإصدارها، وكذلك بعض البرامج الثقافية والمنوعات وفيلم سينمائي ومسرحية.
س. كيف ترى دورك كفنان في تعزيز القيم الثقافية والاجتماعية؟
ج/ دوري كفنان يكمن في تفعيل المسرح في مختلف المواسم، وإتاحة الفرص للمواهب الشابة، وكذلك تفعيل بعض الصالونات الثقافية لخلق حراك ثقافي طيلة العام.
س. ما هي النصائح التي يمكن أن تقدمها للفنانين الشباب الذين يسعون لتحقيق النجاح في مجال الفن؟
ج/ أنصح نفسي أولا ومن ثم الشباب الواعد الاهتمام بالدارسة، والاطلاع المستمر، والاستماع إلى نصائح من سبقونا في هذا المجال، للاستفادة من تجاربهم المختلفة كسبًا للوقت، وعدم تكرار نفس الأخطاء السابقة.
س. إذا لم يكن الفنان ميلود ممثلًا، ما هي المهنة التي كان يفضل أن يعمل فيها؟
ج/ إذا لم أكن ممثلا، فأنا سأكون كاتبًا ومخرجًا.
س. هل سنرى الفنان ميلود في مشاريع فنية جديدة في المستقبل القريب؟
ج/ أجل ستكون هناك عمل مسرحي بعنوان “بندير موالف زفة”، لفرقة المسرح الشعبي بنغازي، وهي من تأليف على موسى الفلاح، ومن إخراج أسامة محمد بركة.
س. ما هي الرسالة التي تود أن توجهها إلى الوسط الفني بشكل عام؟
ج / أريد أن أقول إنه يجب أن يكون الفن هادف، وله رسالة سامية ونبيلة، لا تتنافى مع ديننا الإسلامي الحنيف. (الأنباء الليبية – بنغازي) م ب/ ر ت
حوار | مصطفى بوغرارة – عبد السلام المشيطي
تصوير | ناصر الحاسي