بنغازي 25 يناير 2025 (الأنباء الليبية)- بدأت لعبة “الشو داون” للمكفوفين لأول مرة في ليبيا، لتفتح أمامهم فرصة جديدة للمنافسة والتفاعل الرياضي، وتكون مصدر إلهام وإبداع داخل جمعيات المكفوفين في مختلف المدن الليبية، وبالأخص في مدينة بنغازي.
تعد ولادة هذه اللعبة في بنغازي حدثاً استثنائياً، حيث تمثل رياضة جديدة تستهدف فئة المكفوفين، وهو ما يترتب عليه مجموعة من التحديات، مثل الحاجة إلى بنية تحتية ملائمة، وإدارة صحيحة، وتحكيم فعال، وتمويل كافٍ لضمان نجاح اللعبة.
وتتحدث فتحية سالم العمامي، أول مدربة نسائية وحكم ليبي في هذه اللعبة، لصحيفة الأنباء الليبية، عن هذه الرياضة الجديدة، حيث تصفها بأنها مثيرة وتحفز الذهن وتستهدف تنمية المهارات الذهنية للمكفوفين من خلال سرعة الإيقاع والصوت الذي تصدره الكرة البلاستيكية والأجراس المدمجة فيها لتوجيه انتباه اللاعب.
تُعرف العمامي الشو داون على أنها لعبة تنس طاولة مخصصة للمكفوفين، تلعب فردياً أو زوجياً في البطولات الدولية، ويمكن أن تُلعب أيضاً بثلاثة لاعبين في اللقاءات الودية.
وأضافت أن اللعبة دخلت الرياضة الليبية عام 2024 بعد أن خاض المدرب الدولي “محمد الحراري” تجربة دولية في هذا المجال، حيث استطاع التعرف على قوانين اللعبة، التي تهدف إلى منح المكفوفين فرصة لتطوير مهاراتهم الرياضية.
تعتمد لعبة الشو داون على طاولة خشبية مقسمة إلى جزئين بشكل مستطيل، يتوسطهما شبكة زجاجية، وتُستخدم كرة جرس لكي يتمكن اللاعب من سماع حركتها أثناء اللعب، كما تتطلب اللعبة مضرباً خاصاً بطول 30 سم، مع وجود شرط لعب في مكان معزول عن الأصوات الخارجية لضمان تركيز اللاعب.
تعود بداية هذه اللعبة إلى عام 1977 على يد شابين كنديين مكفوفين ابتكرا أدوات رياضية جديدة تلبي احتياجات المكفوفين، حيث تضمنت الأدوات طاولة خشبية، مضرباً، وقفزات، بالإضافة إلى نظارات خاصة، في عام 1980، بدأت اللعبة بالانتشار على مستوى العالم، مع تنظيم البطولات الدولية للمكفوفين في هذه اللعبة.
وتعتبر جمعية النور للمكفوفين في العاصمة طرابلس من أبرز الداعمين لهذه اللعبة في ليبيا، حيث اقترح “محمد طاهر الحراري”، المقيم في ألمانيا، إطلاق اللعبة في ليبيا بالتعاون مع الدكتور صالح الحضيري من الجمعية، مما أسهم في تطوير اللعبة محلياً.
كما أسس الحراري دورة تدريبية عن بُعد لتأهيل حكام الشو داون في ليبيا، حيث استهدفت الدورة ثلاث حكام من مختلف المدن الليبية: الصادق عبدالله من طرابلس، وفتحية سالم العمامي من بنغازي، وعبدالله الشيخي.
وفي ختام حديثها، ناشدت العمامي جميع الجهات المعنية والمجتمع الرياضي بضرورة دعم هذه اللعبة وتوفير المناخ الملائم لها في صالات جمعيات المكفوفين الليبية لضمان نجاحها وضمان إسهامها في تطوير الرياضة المكفوفة في البلاد. (الأنباء الليبية) ص و
متابعة: عبدالسلام المشيطي