بنغازي 26 يناير 2025 (الأنباء الليبية) -تشهد ليبيا منذ سنوات أزمات سياسية واقتصادية متتالية أثرت بشكل مباشر على مختلف جوانب الحياة، خصوصا القطاع الصحي.
وتمثل أزمة مرضى الأورام أبرز القضايا الإنسانية التي تكشف عن حجم المعاناة التي يعيشها المواطن الليبي، حيث يواجه المرضى تحديات كبيرة في الحصول على العلاج اللازم بسبب غلاء الأسعار ونقص الأدوية والجرعات الحيوية.
-نقص حاد في الأدوية والجرعات الكيميائية
تعاني المستشفيات والمراكز الصحية في ليبيا من نقص حاد في الأدوية والجرعات الكيميائية الخاصة بعلاج الأورام، ما يضطر المرضى إلى البحث عن حلول بديلة، غالبا على نفقتهم الخاصة، حيث يشكل هذا النقص عبئا ماليا ثقيلا على الأسر الليبية، حيث يتجاوز العلاج قدراتهم المالية بكثير.
وتقول خديجة الشطشاط، إحدى المريضات التي تتلقى العلاج الكيميائي: “في كل مرة أحتاج إلى الجرعة، أجد نفسي أمام خيارين، إما دفع مبلغ باهظ للحصول على العلاج من الخارج، أو الانتظار لفترة طويلة مما يؤدي إلى تدهور حالتي الصحية”.
-ارتفاع تكلفة العلاج وغياب الدعم الحكومي
تشير فاطمة سعد، التي فقدت والدها وأخيها بسبب مرض السرطان، إلى أن الوضع الاقتصادي يعقد الأمور: “اضطررت لبيع سيارتي وما أملكه من ذهب، بالإضافة إلى تراكم الديون لتأمين الجرعات، ونحن نعيش في قلق دائم وشعور بالخذلان من غياب أي دعم حكومي حقيقي”.
وتتراوح تكلفة بعض الجرعات الكيميائية إلى آلاف من الدينارات، وهو مبلغ يفوق دخل الأسرة الليبية المتوسطة، مما يجعل المرضى أمام خيارات صعبة بين توفير العلاج أو التوقف عنه، ما يعرض حياتهم للخطر.
-تجاهل الحكومات لحياة المرضى
تتحدث إحدى الناجيات من مرض السرطان وعضو في جمعية “جمعنا القدر لمحاربة هذا المرض” أنوار بركة: “من المؤسف أن تصبح حياة المواطن الليبي مجرد رقم في حسابات لا تراعي الإنسانية، يجب أن تكون صحة المرضى أولوية للحكومة، لكن الواقع يعكس تهميشا واضحا لهذه الفئة”.
-التحديات في توفير العلاج والوعود الحكومية
رغم التصريحات الرسمية المتكررة بشأن وجود خطط لدعم القطاع الصحي، إلا أن هذه الوعود لم تتحقق على أرض الواقع، وما زالت المرافق الصحية تعاني من نقص في المعدات والأدوية، وسط غياب استراتيجية فعالة لتوفير العلاج لمرضى الأورام.
-مطالب المرضى وأسرهم بتوفير العلاج والحد من الاستغلال
يطالب المرضى وأسرهم الجهات المختصة باتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ حياتهم وتخفيف معاناتهم، وتشمل هذه المطالب توفير الأدوية بانتظام وتزويد المستشفيات بالجرعات الكيميائية الضرورية، كما يطالبون بمكافحة استغلال المرضى من خلال التصدي لتجار الأدوية الذين يستغلون حاجة المرضى.
-الأمل في توفير الدعم الحكومي وإنهاء الإهمال
وسط هذه المعاناة، يتمسك المرضى وأسرهم بالأمل في أن تتحمل الحكومة الليبية مسؤولياتها تجاه مواطنيها وتنهي هذا الإهمال الذي يهدد حياة آلاف المرضى، وتضيف فاطمة سعد: “حياة المريض ليست خيارا، نحن نحتاج إلى أفعال حقيقية تنقذ أرواحنا وتخفف آلامنا”.
وتظل أزمة مرضى الأورام في ليبيا اختبارا حقيقيا لقدرة السلطات على مواجهة التحديات الاقتصادية والصحية واتخاذ خطوات حاسمة لإنقاذ حياة آلاف المواطنين الذين يترقبون بصيص أمل وسط هذه الظروف القاسية.(الأنباء الليبية بنغازي) س خ.
-متابعة: حنان الحوتي