بنغازي 29 يناير 2025 (الأنباء الليبية)- عين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الغانية هانا سيروا تيتيه رئيسة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، لتتولى قيادة الجهود الأممية في متابعة تطورات الوضع السياسي والأمني في البلاد. ويأتي هذا التعيين في وقت حساس تشهد فيه ليبيا حالة من الجمود السياسي، مما يضع أمام تيتيه تحديات كبيرة في السعي لحل الأزمة الليبية التي طال أمدها.
ورحب النائب الأول لرئيس مجلس النواب، فوزي النويري، بتعيين هانا تيتيه. وأكد على أهمية تكثيف جهود البعثة لمعالجة جذور الأزمة الليبية وتقديم الدعم للشعب الليبي. كما دعا النويري إلى تشكيل لجنة دولية برعاية الأمم المتحدة تضم الدول المتدخلة في الشأن الليبي لضمان توافق دولي وإقليمي يسهم في استقرار البلاد.
ترحيب النويري أعقبه كذلك ترحيب لرئيس الحكومة الليبية، حيث أكد أسامة حماد في بيان رسمي أن الحكومة تأمل في أن تؤدي المبعوثة الجديدة دورها بما يعكس دعم الأمم المتحدة للجهود الليبية في حل الأزمة دون تقويض هذه الجهود.
كما شددت الحكومة على ضرورة أن تتبع تيتيه نهجًا عمليًا يشمل دعم جميع الأطراف على قدم المساواة، مع رفض أي تدخلات خارجية تتعارض مع مصلحة الشعب الليبي.
آراء المحللين السياسيين
وفي مقابلات لصحيفة “الأنباء الليبية”، تعددت آراء المحللين السياسيين الليبيين حول تعيين هانا تيتيه، حيث أبدى البعض تشككًا في تأثير هذا التعيين في حل الأزمة الليبية.
الكاتب والمحلل السياسي أحمد التهامي، يرى أن هذا التعيين لا يمثل تحولًا جوهريًا في سياسة الأمم المتحدة تجاه ليبيا، ويعتبره مجرد إدارة مؤقتة للوضع الحالي دون أي تغيير حقيقي.
وأشار التهامي في حديث لصحيفة “الأنباء الليبية” إلى أن التقدم الفعلي لن يحدث إلا إذا تم التوصل إلى توافق بين القوى الكبرى المتدخلة في الأزمة الليبية.
من جانبه يرى الدكتور رمضان البحباح، السياسي والدبلوماسي، أن الأمم المتحدة تواجه تحديات كبيرة في ليبيا بسبب التدخلات الخارجية، خصوصًا الغربية، ما ساهم في تعقيد الأزمة. ودعا البحباح في حديث لصحيفة “الأنباء الليبية” إلى ضرورة اتخاذ قرارات مدروسة بناءً على استراتيجيات دقيقة.
أما محمد المطيردي، المحلل السياسي، فقد أبدى تفاؤله بشأن تعيين المبعوثة الجديدة، معتبرًا أنها ستجد أمامها أرضية جاهزة للعمل بفضل الجهود التي بذلتها نائبة الممثل الخاص للأمين العام للشؤون السياسية، القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستيفاني خورى.
وتوقع المطيردي، في حديثه لصحيفة “الأنباء الليبية”، أن تحظى تيتيه بدعم دولي كبير، مما يوفر لها فرصًا أفضل مقارنة بالمبعوثين السابقين. كما أشار إلى أن التقارب بين الإدارة الأمريكية الجديدة والإدارة الروسية قد يعزز دعم جهود تيتيه في الملف الليبي.
ويعتقد محمد المطيردي أن على تيتيه فرض عقوبات فعالة ضد الجهات التي تساهم في عرقلة الانتخابات، من خلال آليات قانونية من قبل مجلس الأمن.
تعكس آراء المحللين أن تعيين هانا تيتيه يمثل فرصة جديدة لمعالجة الأزمة الليبية، ولكن النجاح في مهمتها يتطلب تضافر الجهود الدولية والإقليمية، إضافة إلى ضرورة استجابة الأمم المتحدة بشكل عملي لمتطلبات الوضع الليبي. وسيكون من الضروري أن تلتزم تيتيه بالنهج المدروس لتجاوز العقبات التي حالت دون تحقيق التقدم في الماضي. (الأنباء الليبية) ف خ
تقرير: بشرة الخفيفي