بنغازي 29 يناير 2025 (الأنباء الليبية)- منذ بداياته الفنية في عام 1987، حمل الفنان التشكيلي عبد القادر بدر إرثًا فنيًا مميزًا يعكس تنوع الثقافة الليبية وتاريخها العريق. بأسلوبه الفريد الذي يمزج بين الألوان الزيتية والمائية الثقيلة وفن الفسيفساء الورقية.
يقدم عبد القادر بدر رؤية جديدة مستوحاة من مشاهد البحر والعمارة المحلية التي تميز ليبيا، ليخلق عملاً فنيًا يجسد روح المكان ويعبر عن ارتباطه العميق بجمال طبيعته وثقافته.
في حوار حصري مع صحيفة الأنباء الليبية، يكشف بدر عن رحلته الفنية، ومشاركاته في معارض دولية، وتفاصيل معرضه الشخصي الخامس “تركواز” ببنغازي، الذي يعكس التداخل بين البحر والتراث الليبي في لوحاته الفنية.
البداية الفنية
الفنان عبد القادر بدر، الذي وُلد في 20 أغسطس 1963، تخرج من كلية العلوم في بنغازي، ثم حصل على ماجستير في علوم وهندسة البيئة من نفس المدينة، كما حصل على ماجستير آخر في العلوم من إنجلترا.
ورغم أن مشواره الفني بدأ منذ عام 1987، إلا أن تفرغه الكامل للفن بدأ في عام 2004، حيث أطلق أعماله الخاصة التي نالت إعجاب العديد من النقاد والجماهير.
المعارض والمشاركات
يستعرض بدر، في حديثه لصحيفة “الأنباء الليبية”، العديد من المشاركات والمعارض التي كان جزءًا منها، مثل معرض “المتوسط بحر السلام” عام 2005، ومعرض افتتاح قاعة السلفيوم بمجلس تنمية الإبداع في بنغازي عام 2007. كما شارك في مهرجانات ومعارض دولية مثل مهرجان محرس الدولي في تونس عام 2012، وملتقى الفنانين التشكيليين في المملكة المغربية في 2012 و2014.
أسلوبه الفني
عن أسلوبه الفني، أكد بدر أنه بعد عدة تجارب فنية، استقر على الأسلوب التجريدي الذي يعتمد عليه في معظم أعماله.
تتنوع لوحاته بين الزيتية والمائية والفسيفساء الورقية، وتتميز بموضوعات تتناول التراث الشعبي الليبي، العمارة المحلية، والمشاهد البحرية. أبرز أعماله كان معرض “تركواز” الذي استوحى من طبيعة البحر الليبي، حيث تجسد اللوحات الميناء، القوارب، الحيتان واللون التركواز الذي يرمز لزرقة البحر وصفاء المياه.
التحديات التي يواجهها الفنانون في ليبيا
أشار بدر إلى التحديات التي تواجه الفنانين التشكيليين في ليبيا، حيث يفتقر الفنانون إلى قاعات العرض المناسبة، بالإضافة إلى نقص الألوان ومواد الرسم، لكنه أكد أن الوضع تحسن قليلاً في السنوات الأخيرة.
وعلى الرغم من هذه التحديات، يرى بدر أن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من الاهتمام بالفن التشكيلي في البلاد.
دور الفن التشكيلي في المجتمع
وعن دور الفن التشكيلي في المجتمع، أكد بدر أن الفن هو وسيلة رائعة للتعبير عن الذات والمشاعر، كما يساهم في توثيق الأحداث التاريخية والاجتماعية، ويحفز التغيير الإيجابي. وقال: “الفن يساعد في تخطي الحواجز الثقافية، ويعزز من التواصل بين الأفراد والمجتمعات”.
رسالة للفنانين الشبان ومستقبل الفن التشكيلي
وفيما يتعلق بنصيحته للفنانين الجدد، قال بدر إنه يشجع دائمًا على عرض الأعمال الفنية للمجتمع. وأكد أن الفنانين يجب أن يكونوا مستعدين لمشاركة إبداعاتهم مع العالم، حيث إن العمل الفني يطلب الجمال والجمال يجب أن يكون متاحًا للجميع.
وأكد بدر على أنه يواصل عمله الفني بشغف، حيث يستمر في الرسم ويشارك في المعارض المحلية والدولية، مؤكدًا أن التعلّم المستمر والتطوير هو جزء من هويته. وتمنى أن يتمكن من تحقيق المزيد من النجاح ويسهم في تقديم الفن التشكيلي الليبي إلى العالم. (الأنباء الليبية) ف خ
حوار: بشرى العقيلي
تصوير: ناجي الشريف