بنغازي 30 يناير 2025 (الأنباء الليبية) – يعد النهوض بالقطاع الصحي في ليبيا ضرورة أساسية لضمان صحة المجتمع وجودة الحياة، حيث تسعى الدولة لتحسين الخدمات الصحية من خلال تشريعات جديدة تعزز جودة الرعاية وتوفر التأمين الصحي، مع التركيز على تدريب الكوادر الطبية وتوسيع الشراكات الدولية لتحقيق تطور مستدام في النظام الصحي.
إطلاق تشريعات جديدة
يقول النائب حسن الزرقا ونائب رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب إن اللجنة قامت بإصدار قانون إنشاء هيئة اعتماد المؤسسات الصحية، الذي يهدف إلى إعادة تقييم المؤسسات الصحية وفقًا لمعايير الجودة.
وأفاد في حديث لصحيفة “الأنباء الليبية” بأن هذه الهيئة تعد مسؤولة عن تقييم المؤسسات الصحية والتأكد من قدرتها على تقديم الخدمات الصحية بشكل فعّال.
كما أشار إلى أن اللجنة تدرس حاليًا عددًا من القوانين الأخرى التي ستساعد في تطوير القطاع الصحي، مثل قانون التأمين الطبي وقانون النفايات الطبية، بالإضافة إلى قانون يعالج المستشفيات والمراكز الصحية في المناطق النائية.
وأشار الزرقا إلى أن مجلس النواب بصدد وضع خطط تشريعية تهدف إلى تحسين الرعاية الصحية في المناطق الريفية والنائية.
وأكد أن إعطاء علاوات مالية للعاملين في هذه المناطق سيكون من بين التدابير التي ستسهم في تحفيز الكوادر الطبية على العمل في الأماكن التي تعاني من نقص الخدمات الصحية، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء إلى تحقيق توازن في تقديم الخدمات الصحية على مستوى جميع المناطق.
التحديات التشريعية
وأوضح الزرقا أن أبرز التحديات التي تواجه القطاع الصحي هي الانقسام السياسي الحاصل في البلاد، حيث تسبب وجود حكومتين في عرقلة تنفيذ القوانين والتشريعات الصحية التي يتم إقرارها. وذكر أن هذه الوضعية السياسية تؤثر سلبًا على تنسيق الجهود بين الجهات المعنية، مما يساهم في تأخير تحقيق الأهداف المرجوة في القطاع الصحي.
وأكد الزرقا أن النهوض بالقطاع الصحي يتطلب استراتيجية شاملة تأخذ في اعتبارها التشريعات، التدريب المستمر، وتحسين الرعاية الصحية في المناطق النائية.
وأضاف أن هذه الجهود المتكاملة ستسهم في تحقيق رفاهية المجتمع وتحسين نوعية الحياة للمواطنين في ليبيا.
الأولويات الأساسية لتحسين الرعاية الصحية
من جانبه قال الدكتور مفتاح طويلب، مدير مركز تطوير النظام الصحي، إن هناك أولويات استراتيجية يجب التركيز عليها لضمان تحسين نوعية الحياة للمواطنين.
وأوضح، أن هذه الأولويات تشمل اعتبار الصحة حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان، وتحسين خدمات الرعاية الصحية الأولية لتلبية احتياجات المواطنين بشكل أفضل.
كما أكد طويلب لصحيفة “الأنباء الليبية”، على أهمية توفير نظام تأمين صحي يضمن أن الرعاية الصحية ليست عبئًا ماليًا على المواطنين، بالإضافة إلى تحقيق تحسين الجودة والشفافية في القطاع الصحي من خلال استثمار التكنولوجيا الصحية وتحليل البيانات.
وأشار إلى ضرورة تعزيز الشراكات الدولية للاستفادة من الخبرات العالمية في تطوير النظام الصحي.
تطوير العاملين في القطاع الصحي
طويلب أكد أن التدريب المستمر للعاملين في القطاع الصحي يُعد أمرًا بالغ الأهمية لمواكبة التطورات الحديثة في مجال الرعاية الصحية.
وأوضح أن التعليم المستمر يسهم في تحسين كفاءة العاملين ويعزز من قدرتهم على تقديم رعاية صحية عالية الجودة، بالإضافة إلى تحسين نتائج الرعاية الصحية بشكل عام.
الشراكات الدولية والقطاع الخاص
وأشار طويلب إلى أهمية الشراكات الدولية في تطوير النظام الصحي الليبي، حيث يمكن لتعاون الدولة مع الدول المتقدمة في مجال الرعاية الصحية أن يسهم في إدخال التقنيات الحديثة وتحسين الجودة.
كما أكد على أهمية القطاع الخاص في دعم عملية التحديث وتطوير الخدمات الصحية عبر الاستثمارات والابتكارات. (الأنباء الليبية) ف خ
تقرير: أحلام الجبالي