بنغازي 02 فبراير 2025 (الأنباء الليبية) – انتشرت في الآونة الأخيرة تجارة البيع والشراء عبر صفحات شبكات التواصل الاجتماعي بطرقٍ متعددة، منها صفحات ممولة لشركات ومحلات تجارية، وصفحات أخرى لعرض الأثاث المستعمل، بالإضافة لمندوبي المبيعات الذين يعرضون بضائع المواطنين لبيعها بعد الاتفاق معهم على نسبة معينة. ناهيك عن صفحات بيع الوجبات بخدمة التوصيل.
لكن هذه التجارة لم تخلُ من وقوع بعض عمليات الغش والنصب والاحتيال على من يلجأ لمثل هذه الخدمات عبر العالم الافتراضي، حيث يفتقر هذا القطاع إلى الرقابة أو الضبط.
وفي هذا السياق، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، العقيد طارق الخراز، في حديثه لوكالة الأنباء الليبية، أن تتبع ومراقبة مثل هذه الصفحات يُعد أمرًا صعبًا، مشيرًا إلى ضرورة أن يكون المواطن أكثر وعيًا وحرصًا أثناء التعامل مع هذه الصفحات، خاصةً تلك التي تعرض عروض السفر والعمل.
وأكد على أن بعض الصفحات تنتحل صفة مؤسسات حكومية، مثل وزارة الصحة أو وزارة العمل، مُحذرًا من أن القانون لا يحمي “المغفلين”.
تجارب المواطنين
وفي استطلاع أجرته وكالة الأنباء الليبية، قالت الشابة مريم إنها تعرضت لعملية احتيال بعدما راسلت صفحة بيع ملابس مناسبات واختارت فستانًا بقيمة مالية مرتفعة، وبعد دفع نصف قيمته، استلمت فستانًا غير الذي تم عرضه على الصفحة، وبجودة سيئة جدًا، وعندما اعترضت على الأمر وأرادت استرجاع المبلغ، قام المسؤولون عن الصفحة بحظرها وإغلاق الهاتف.
أما أمل، فقد قالت إن تجربتها مع شراء الوجبات عبر صفحات فيسبوك كانت إيجابية، إذ تتعامل فقط مع الصفحات المعروفة، وكل ما تطلبه يصلها كما ترغب.
وفيما يخص الموظفة نوارة، أكدت أنها طلبت طاقم فرش بألوان معينة من صفحة معروفة، لكن ما وصلها لم يكن كما طلبت، وبعد مراسلة الصفحة وإثبات المخالفة، تم استرجاع المبلغ ورد المنتج.
من جانبها، قالت سارة إنها تتعامل فقط مع صفحات المطاعم لطلب الوجبات ولم تتعرض لأي نوع من الاحتيال الإلكتروني.
تجارب سلبية
أما المواطنة هويدا، فذكرت أنها اشترت مشطًا حراريًا عبر إحدى صفحات فيسبوك، لكن المنتج الذي وصلها كان من صنع تايواني ولم يكن مطابقًا لما تم عرضه، ورغم محاولاتها للتواصل مع المندوب، رفضت الصفحة استرجاع المنتج أو الرد على رسائلها.
تجربة الأخت نجاح كانت مماثلة عندما اشترت آلة لتقطيع الفواكه والخضروات من إحدى صفحات فيسبوك، والتي لم تكن كما عرضت في الصورة، وكانت غير عملية. لكنها أكدت أن المندوب كان محترمًا وتولى استرجاع المنتج.
تجارب ناجحة
على الجانب الآخر، قالت السيدة حنان إنها لم تواجه أي مشاكل في تعاملاتها مع صفحات بيع الملابس عبر فيسبوك، حيث كانت القطع دائمًا كما طلبتها.
وتشاركنا أمال تجربتها الوحيدة التي لم تكن ناجحة، حيث اشترت طقمًا من خلال صفحة على فيسبوك وكان ناقصًا ومقاسه غير مطابق، مما دفعها إلى التوقف عن الشراء عبر هذه الصفحات.
مواقف أخرى
أيمن ذكر تجربتين مختلفتين؛ الأولى تتعلق بلعبة أطفال اشتراها من صفحة ممولة على فيسبوك، وعند وصولها كانت مجرد لعبة عادية جدًا، وعندما تواصل مع الصفحة أكدوا أنهم أرسلوا له نفس اللعبة، أما في المرة الثانية، فقد طلب فستانًا عبر صفحة لأحد المحلات في طرابلس، وعندما وصل لم يكن القياس كما طلب. ومع ذلك، تم تغييره دون أي زيادة في الثمن.
محمد، من جهته، تحدث عن مشكلة أخرى تتعلق بتوصيل المنتجات عبر صفحات فيسبوك، حيث يواجه صعوبة في وصف مكان السكن خاصةً عند التعامل مع النساء، ما يضطره في بعض الأحيان إلى قضاء وقت طويل للوصول إلى العنوان.
خلاصة
تظل تجارة البيع والشراء عبر صفحات فيسبوك في ليبيا، بين فُرص للرزق ومخاطر النصب والاحتيال، بينما يتزايد استخدام هذه المنصات للتجارة، لا تزال هناك حاجة مُلحة لتوفير رقابة وتنظيم أفضل لحماية المستهلكين وضمان حقوقهم. (الأنباء الليبية – بنغازي) هـــــ ع / ر ت
تقرير | هدى العبدلي