بنغازي 02 فبراير 2025 (الأنباء الليبية)- تشهد المعاهد الفنية المتوسطة في مدينة بنغازي تطورًا ملحوظًا في تطوير المناهج والتخصصات التعليمية لتلبية احتياجات سوق العمل الليبي. مع مجموعة متنوعة من التخصصات التقنية والمهنية، تسهم هذه المعاهد في تخريج جيل من الشباب المتمكن القادر على دخول سوق العمل والمساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني.
شبكة واسعة من المعاهد لتأهيل الشباب
صرح جمال المسماري، مدير مكتب المعاهد الفنية المتوسطة في بنغازي لصحيفة الأنباء الليبية، إلى أن مدينة بنغازي تضم 15 معهدًا فنيًا متوسطًا، منها 13 معهدًا داخل المدينة وثلاثة في بلدية سلوق وجردينا وقمينس.
هذه المعاهد تغطي مجموعة متنوعة من التخصصات تشمل المهن الهندسية، مثل الإنشاءات العامة، والكهرباء، والميكانيكا، إضافة إلى التخصصات الأخرى مثل السياحة والضيافة، والإدارة المالية، والطب، وغيرها من التخصصات الحديثة التي تواكب احتياجات السوق.
وأوضح المسماري أن معهد بن خلدون، على سبيل المثال، يقدم تخصصات شاملة للبنات في مجالات متعددة، بينما معهد عبد المنعم رياض يتخصص في تدريب الطلاب على المهن الكهربائية والميكانيكية، مع التركيز على الجانب التطبيقي والتدريب العملي.
تخصص جديد في صيانة المعدات الطبية
واستعرض المسماري إدخال تخصص جديد في معهد بنغازي الجديدة بداية من العام القادم، وهو “صيانة المعدات الطبية”، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى ليبيا. وأكد أن هذا التخصص سيوفر فرصًا هائلة للطلاب لتأهيلهم للعمل في المستشفيات والمراكز الصحية، مع التركيز على توفير العنصر الوطني المؤهل للصيانة والتشغيل المستمر للمعدات الطبية.
وأضاف أن هذا التخصص سيسهم بشكل كبير في تقليص الاعتماد على الخبرات الأجنبية ويقلل من تكاليف الصيانة، ما يعود بالفائدة على القطاع الصحي في ليبيا.
آفاق جديدة في تطوير المعاهد التقنية
وأشار المسماري إلى أن هناك معهدين آخرين تحت الإنشاء في مدينتي بنينا وسيدي خليفة. معهد بنينا سيتخصص في المهن الزراعية ليواكب احتياجات المناطق المجاورة، بينما معهد سيدي خليفة يتطلب تفعيلًا أكبر من أجل استكمال تجهيزاته وتفعيل دوره في التدريب المهني.
وتحدث المسماري عن دور المعاهد الفنية في خلق فرص عمل حقيقية لخريجيها، مشيرًا إلى أن حصول الطلاب على دبلوم متوسط يؤهلهم للالتحاق بسوق العمل مباشرة، كما يمكنهم استكمال تعليمهم في المعاهد العليا أو الجامعات للحصول على درجات أعلى.
التطوير المستمر ضرورة مواكبة العصر
وأكد مدير مكتب المعاهد الفنية المتوسطة أن المعاهد بحاجة إلى إمكانيات حديثة ومتطورة تواكب التقدم التكنولوجي في العالم، من خلال تحديث المعدات والبرامج الدراسية. وأشار إلى أن تخصصات مثل الطاقة الشمسية والتقنيات الحديثة الأخرى تحتاج إلى دعم أكبر من خلال توفير معدات وأدوات تدريب متطورة لضمان تأهيل الشباب بشكل كامل.
دعوة للتوعية والالتفات إلى المعاهد الفنية
ودعا المسماري إلى ضرورة زيادة الوعي بأهمية المعاهد الفنية المتوسطة، مشيرًا إلى أن هناك حاجة ملحة لتثقيف المجتمع وتشجيع الشباب على الالتحاق بهذه المعاهد، كونها من أفضل الطرق لدخول سوق العمل والمساهمة الفاعلة في دفع عجلة التنمية.
وأكد المسماري أن حملات توعية وتثقيفية يجب أن تُنظم لدعم الانخراط في هذه المعاهد، والتي توفر فرصًا حقيقية في مختلف المجالات الفنية والتقنية، من بينها فنيي التكييف، الكهرباء، والتمريض، بالإضافة إلى تخصصات أخرى عدة.
النهوض بالتعليم التقني وتوفير الاحتياجات في المعاهد الفنية
من جهته، أشار مدير الشؤون الإدارية والمالية بالمكتب، صلاح العرفي، إلى أهمية النهوض بالتعليم التقني والمعاهد المتوسطة، مشدداً على ضرورة تلبية الاحتياجات المتزايدة في بعض التخصصات الأكاديمية مثل اللغة العربية، الإنجليزية، والحاسوب.
ولفت العرفي إلى أن نقص هذه التخصصات يؤثر سلباً على سير العملية التعليمية وعلى الأداء الوظيفي داخل المعاهد، خاصة في ظل النقلة النوعية التي تشهدها المعاهد من حيث تنوع وتجديد التخصصات العلمية الجديدة التي تواكب التطور التكنولوجي العالمي وتلبي متطلبات سوق العمل المحلي والدولي.
تظل المعاهد الفنية المتوسطة في بنغازي تمثل حجر الزاوية في تأهيل جيل جديد من الفنيين المهرة القادرين على تلبية احتياجات سوق العمل الوطني والمحلي، مما يسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في ليبيا بشكل عام. (الأنباء الليبية) ص و
متابعة: أحلام الجبالي
تصوير: وليد الحفار