بنغازي 03 فبراير 2025 (الأنباء الليبية)- تشهد المجتمعات في الفترة الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في ظاهرة التنمر، التي تعد سلوكًا عدوانيًا متكررًا يستهدف الأفراد بهدف إلحاق الأذى بهم، سواء جسديًا أو نفسيًا أو عاطفيًا.
وتنقسم أشكال التنمر إلى اعتداء جسدي، إساءة لفظية، عزل اجتماعي، بالإضافة إلى التحرش الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي إطار مواجهة هذه الظاهرة، أطلق مجموعة من طلاب كلية الطب البشري، بالتعاون مع قادة حملة “حماية المجتمع وخدمة البيئة”، مبادرة توعوية تستهدف المدارس العامة والخاصة، وركزت على الفئات العمرية في المراحل الابتدائية والإعدادية.
وأطلقت الحملة في بداية فبراير 2025 في مدرسة حسان بن ثابت، وتستمر اليوم الإثنين في مدرسة شهداء العقيلة.
وفي حديث لصحيفة “الأنباء الليبية”، قالت آية العرفي المشرفة في الحملة، إن الحملة تهدف إلى رفع الوعي بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس حول التنمر وأسبابه وآثاره السلبية، كما تشمل الحملة إشراك أولياء الأمور لتعليمهم كيفية التعامل مع أبنائهم لتجنب هذه السلوكيات السلبية.
وأضافت، أنه جرى تنفيذ الحملة في ثماني مدارس، ومن المقرر أن تختتم فعالياتها في 22 فبراير 2025 في “جامعة العرب الطبية”، حيث ستعرض نتائج المبادرة ومدى تأثيرها على المجتمع.
وأضافت آية العرفي، أن التنمر يعود إلى عدة أسباب، منها ضعف الوعي القيمي والأخلاقي، والرغبة في فرض السيطرة، إضافة إلى تأثير البيئات العنيفة التي تساهم في تبني بعض الأفراد لهذا السلوك.
وأشارت إلى أن الحسد والغيرة يلعبان دورًا في انتشار هذه الظاهرة، حيث يسعى بعض الأشخاص إلى التقليل من الآخرين لتحقيق شعور زائف بالتفوق.
وقد حذرت الدراسات من العواقب الوخيمة للتنمر على الضحايا، بما في ذلك مشكلات نفسية خطيرة مثل فقدان الثقة بالنفس، العزلة، والاكتئاب، وقد تصل الأمور في بعض الحالات إلى التفكير في الانتحار. كما أن المتنمرين أنفسهم قد يواجهون مشكلات قانونية واجتماعية في المستقبل نتيجة تصرفاتهم العدوانية.
وشددت الحملة على أن تقليل انتشار التنمر يتطلب تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطره، وتفعيل دور الأسرة والمدرسة في التوعية، إضافة إلى توفير الدعم النفسي للضحايا.
وأكدت الحملة أن مواجهة التنمر هي مسؤولية مشتركة بين الأفراد والمؤسسات، مشددة على أهمية نشر ثقافة الاحترام والتسامح لخلق بيئة آمنة للجميع. (الأنباء الليبية) ف خ
حنان الحوتي
تصوير: عبدالسلام الفيتوري