بنغازي 06 فبراير 2025 (الأنباء الليبية)- تبنّت جامعة بنغازي مشروعًا بحثيًا متميزًا، يهدف إلى دراسة تأثير الأعشاب المحلية على علاج السرطان، وذلك في إطار السعي لمواجهة تزايد حالات الإصابة بالمرض في ليبيا.
ويعد هذا المشروع، الذي تشرف عليه أ. د. عائشة الفيتوري، الأول من نوعه في البلاد ويستهدف استكشاف الخصائص الطبية للأعشاب المحلية التي قد تسهم في محاربة السرطان.
ويعكس المشروع التزام الجامعة بالبحث العلمي والابتكار في تقديم حلول طبية جديدة لمشاكل صحية معقدة مثل السرطان.
دراسة السرطان في ليبيا
وفي حديث لصحيفة “الأنباء الليبية”، أوضحت أ. د. عائشة الفيتوري أن فكرة هذا المشروع البحثي جاءت نتيجة للحاجة الماسة لدراسة السرطان في ليبيا، خاصة بعد تسجيل معدلات مرتفعة ومرعبة لحالات الإصابة بالمرض.
وقالت: “كانت فكرة إنشاء مركز أبحاث متخصص لدراسة السرطان على مستوى جامعة بنغازي ضرورية بالنظر إلى تزايد أعداد المرضى، وكان من المهم أن نقوم بعمل بحث علمي شامل ومبتكر يساهم في إيجاد حلول محلية.”
وأضافت، أن هذه الفكرة وجدت دعمًا من العديد من العلماء المتميزين، الذين ساهموا بخبراتهم العميقة في تطوير البحث.
وأشارت الفيتوري إلى الدعم الكبير الذي لقيه المشروع من إدارة جامعة بنغازي، حيث حظي الفريق البحثي بموافقة ودعم رئيس الجامعة، أ. د. عزالدين الدرسي، الذي أكد أهمية البحث في المجال الطبي، مما ساعد على تسهيل عملية إطلاق المشروع، إضافة إلى حصوله على الموافقات اللازمة من مجلس الجامعة.
أهداف البحث
وأوضحت الفيتوري أن المركز البحثي في جامعة بنغازي يركز بشكل خاص على استكشاف الأعشاب المحلية التي تنمو في ليبيا والتي يعتقد أن لها تأثيرات إيجابية في علاج السرطان.
وقالت: “نركز في بحثنا على دراسة الأعشاب التي جربها بعض المرضى وأفادوا بفاعليتها في محاربة السرطان. وسنقوم باستخلاص المواد الفعالة من الزهور والأعشاب، ثم نقوم باختبار تأثير هذه المواد على حيوانات التجارب المصابة بالسرطان.”
وأضافت الفيتوري أنه سيتم استخدام أسلوب التحليل الجزيئي المتقدم، الذي يعتمد على الكمبيوتر للتنبؤ بكيفية تفاعل الجزيئات الصغيرة مثل الأدوية مع المستقبلات في الخلايا السرطانية.
وأوضحت، أن هذه الطريقة تمكن العلماء من دراسة التأثيرات المحتملة للأعشاب بشكل دقيق، مما يساعد في تحديد ما إذا كانت هذه الأعشاب قابلة للاستخدام في علاج السرطان.
بدء التجارب
في السياق ذاته، أشارت الفيتوري إلى أن الفريق البحثي بدأ بالفعل تجارب عملية على بعض الأعشاب المحلية في الأسبوع الماضي، حيث تم تجهيز الأجهزة اللازمة لاستخلاص المواد الفعالة من النباتات.
كما استلمت الفئران المختبرية لبدء التجارب العملية، مشيدةً بجهود الفريق الفني في كلية الطب، خاصة الفني محمد سليمان من قسم علم الأدوية الذي ساعد في تشغيل الأجهزة المختبرية.
خطط المستقبل
وعن خطط الفريق البحثي في الأشهر المقبلة، أكدت الفيتوري أن العمل سيستمر في دراسة أنواع أخرى من الأعشاب المحلية التي قد تكون مفيدة في مكافحة السرطان.
وقالت: “نخطط لتوسيع نطاق البحث ليشمل أنواعًا أخرى من الأعشاب التي قد تحتوي على مواد فعالة في مواجهة السرطان، ونحن في انتظار نتائج الاختبارات الأولية التي نأمل أن تكون مشجعة.”
تقديم حلول مبتكرة
واختتمت الفيتوري حديثها بالقول: “يعد هذا البحث خطوة هامة في تاريخ الأبحاث الطبية في ليبيا. نحن نعمل جاهدين لتقديم حلول علمية مبتكرة تساعد في علاج السرطان وتساهم في تحسين حياة المرضى في بلادنا. كما أننا نسعى إلى فتح أفق التعاون مع المؤسسات العلمية الدولية لتحقيق نتائج أكثر فعالية.” (الأنباء الليبية) ف خ
تقرير: أحلام الجبالي