بنغازي 09 فبراير 2025 (الأنباء الليبية) – تواجه شركات الطيران الوطنية في ليبيا تحديات كبيرة تشمل صعوبات اقتصادية وقيودًا دولية تؤثر على تأمين قطع الغيار وصيانة الطائرات، ويزيد التفاوت في الرقابة بين الشركات الوطنية والخاصة من تعقيد الوضع، حيث تعاني الخطوط الجوية الليبية من أوضاع مالية صعبة تؤثر على موظفيها الذين لم يتقاضوا مرتباتهم منذ عامين.
تحديات الشركات الوطنية للطيران في ليبيا بسبب القيود والرقابة
وأكد رئيس نقابة الملاحين الجويين في الخطوط الجوية الليبية، يوسف محمد عكش، لصحيفة الأنباء الليبية، أن الشركات الوطنية مثل الخطوط الجوية الليبية والأفريقية تمر بمرحلة صعبة ومعقدة.
وقال عكش إن القيود المفروضة على ليبيا بموجب البند السابع، يجعل تأمين قطع الغيار وصيانة الطائرات أمرًا بالغ الصعوبة، كما أن الإجراءات المتعلقة بالاستيراد والتعاملات الدولية تزيد من تعقيد الوضع”.
وأضاف عكش أن الخطوط الجوية الليبية تخضع لرقابة مشددة من قبل سلطة الطيران المدني، بينما تتمتع بعض الشركات الخاصة بمرونة أكبر في العمل بعيدًا عن هذا النوع من الرقابة المستمرة.
و أوضح عكش أن هذا التفاوت في الرقابة يشكل تحديًا حقيقيًا للشركات الوطنية، مما يضعها في موقف صعب مقارنة مع الشركات الخاصة التي لا تتعرض لنفس المعايير الرقابية.
وبيّن عكش أن إغلاق الشركات الوطنية ليس هو الحل، بل دعمها وتعزيز قدرتها على العمل هو السبيل الوحيد لضمان استمراريتها. بدلاً من تقديم تسهيلات لحل مشكلات الصيانة وتوفير قطع الغيار، تواجه الشركات المزيد من القرارات التي تسهم في تدهورها تدريجيًا.”
التحديات المالية: موظفو الخطوط الليبية في خطر
وأشار عكش إلى الوضع الصعب الذي يعيشه موظفو الخطوط الجوية الليبية، حيث يعاني حوالي 4000 موظف من عدم الحصول على مرتباتهم منذ عامين.
وأوضح أن هذه الأوضاع تؤثر على نحو 20,000 شخص من أسر الموظفين، الذين في حاجة ماسة للدعم.
وأضاف أن الوضع المالي للشركة يعكس أزمة حقيقية، حيث تتحمل الخطوط الليبية ديونًا بمئات الملايين من الدنانير لعدة جهات.
إعادة النظر في نقل تبعية الشركات
وفيما يخص مذكرة النائب العام الأخيرة حول نقل تبعية الشركات إلى هيئة الاستثمارات والخصخصة، دعا عكش إلى إعادة النظر في هذا القرار.
وأوضح أنه من الأفضل أن تتولى وزارة المواصلات مسؤولية الشركتين بدلاً من نقلها إلى هيئة الاستثمارات، مما يضمن بقاء الشركات على قيد الحياة ويحمي القطاع من فقدان الشركات الوطنية في مجال الطيران.
وأكد عكش على أن الخطوط الجوية الليبية، التي تأسست عام 1964، هي أكثر من مجرد شركة طيران؛ فهي تحمل العلم والشعار وتعد رمزًا سياديًا لدولة ليبيا.
وقال: “من غير المقبول أن نرى مثل هذه الشركات الوطنية تتعرض لمثل هذه الأوضاع الصعبة، نحتاج إلى الوقوف جميعًا إلى جانبها لضمان بقائها في المستقبل”.
ودعا عكش جميع الجهات المعنية إلى التدخل الفوري لدعم شركات الطيران الوطنية، مؤكدًا أن القطاع بحاجة ماسة إلى سياسات تدعمه وتضمن استقراره.
يذكر أن الخطوط الجوية الليبية تأسست في عام 1964 تحت اسم “الخطوط الجوية للمملكة الليبية”، بهدف تعزيز قطاع الطيران الوطني وربط ليبيا بالعالم الخارجي. في عام 1969، تم تغيير اسم الشركة إلى “الخطوط الجوية العربية الليبية”، ثم في عام 2006 تم تحديث اسمها ليصبح “الخطوط الجوية الليبية”، وهو الاسم الذي تحمله اليوم.
و قدمت الخطوط الجوية الليبية خدماتها لآلاف الركاب على الصعيدين المحلي والدولي، وكانت ولا تزال الناقل الرسمي الذي يرفع العلم الليبي في سماء العالم. (الأنباء الليبية ـ بنغازي) ك و
أحلام الجبالي