بنغازي 12 فبراير 2025 (الأنباء الليبية)- نظّمت الجمعية الليبية للمناخ والبيئة والتنمية، بالتعاون مع المركز الليبي لبحوث تغير المناخ والهيئة الليبية للإغاثة، اليوم الأربعاء، ندوة علمية تحت شعار “التشجير مفتاح المستقبل”، وذلك بمقر جامعة العرب للعلوم الطبية والتكنولوجيا.
وشهدت الندوة حضورًا واسعًا من المهندسين، الأكاديميين، والخبراء البيئيين من مختلف أنحاء ليبيا، إلى جانب المهتمين بقضايا البيئة والتشجير كحل استراتيجي لمواجهة تحديات المناخ.
التشجير كحل لمواجهة التغيرات المناخية
في حديث لصحيفة “الأنباء الليبية”، أكدت الدكتورة فاطمة الشريف، عضو هيئة التدريس ورئيس قسم الجغرافيا بكلية الآداب في اجدابيا، على أهمية التشجير في التصدي للمخاطر البيئية والتغيرات المناخية.
وقالت:”نحن اليوم نسلّط الضوء على أهمية تشجير المدن، وخاصة بنغازي، كوسيلة لتعزيز بيئة صحية ومستدامة للأجيال القادمة”.
وأضافت، أن المساحات الخضراء تساهم في تحسين صحة السكان، لا سيما في المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة، مشددة على ضرورة تعزيز التشجير الحضري وتحفيز المواطنين على زراعة الأشجار سواء في منازلهم أو في الأماكن العامة.
التصحر والتحديات البيئية في ليبيا
من جانبه، حذّر محمد بن لامة، رئيس الجمعية الليبية للمناخ والبيئة والتنمية، من المخاطر البيئية التي تواجه ليبيا، مشيرًا إلى مشكلة التصحر وتدهور الغطاء النباتي، خصوصًا في مناطق الجبل الأخضر والشريط الساحلي.
وقال: “أصبح من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من المخاطر البيئية، ومن أبرز الحلول الفعالة هو التشجير على نطاق واسع في مختلف المناطق”.
إطلاق مبادرة “أصدقاء الشجرة”
وفي إطار التوعية البيئية، أطلق الطالب عمر محمد بعيو، من مدرسة نور المعارف، مبادرة “أصدقاء الشجرة”، داعيًا الطلاب والمجتمع إلى الانخراط في زراعة الأشجار وحماية المساحات الخضراء.
وقال:”الشجرة ليست مجرد مصدر للظل والجمال، بل هي عنصر أساسي في توازن البيئة، وموطن للطيور والحياة البرية.”
مسؤولية مشتركة
وأكد الدكتور عبد الله أحمد عبد الله، رئيس اللجنة الدائمة للخدمة الاجتماعية بجامعة بنغازي، على أهمية تعزيز الوعي البيئي، معتبرًا أنه عنصر أساسي في بناء مجتمع مسؤول يحافظ على المساحات الخضراء، فيما شدد الدكتور غيث عبد الله سليماني، رئيس مجلس جامعة العرب للعلوم الطبية والتكنولوجيا، على التزام الجامعة بدعم المبادرات البيئية.
وقال سليماني: “نحن نؤمن بأن التشجير جزء أساسي من استراتيجيتنا، وسنعمل على دعم مشاريع الاستدامة البيئية لتعزيز الوعي المجتمعي.”
وأكد الدكتور محمد بن لامة على أهمية توسيع نطاق حملات التشجير، مشيرًا إلى أن زراعة الأشجار لا تقتصر فقط على المناطق الزراعية، بل يجب أن تشمل شوارع المدن والميادين وحتى أسطح المباني.
وأضاف: “التشجير لا يُحسّن المنظر الطبيعي فحسب، بل يُعدّ أداة فعالة لمكافحة تغير المناخ، حيث تمتص الأشجار الكربون وتقلل من الانبعاثات الضارة”.
في الختام أكد المشاركون أن الاهتمام بالتشجير وإعادة تأهيل المساحات الخضراء يمثل خطوة أساسية نحو بيئة أكثر استدامة، حيث يمكن لكل شجرة أن تكون درعًا واقيًا ضد التغيرات المناخية المتسارعة. (الأنباء الليبية) ف خ
تقرير: أحلام الجبالي
تصوير: ناجي الشريف