طرابلس 13 فبراير 2025 (الانباء الليبية) – خلُص المشاركون في الندوة العلمية حول (لإعلام الليبي: رسالة للمصالحة الوطنية وتعزيز الهوية) إلى جملة من التوصيات العلمية والمهنية التي تهدف إلي تعزيز دور الإعلام المحلي في تكريس قيم المصالحة والتسامح وترسيخ بيئة إعلامية مسؤولة تدعم الاستقرار الاجتماعي وتواجه التحديات التي تعيق الإعلام المهني والموضوعي عن الإسهام في بناء مستقبل أكثر انسجاما.
ودعت التوصيات التي كللت أعمال هذه الندوة التي نظمها المركز الليبي للدراسات الاستراتيجية والأمن الوطني، اليوم الخميس في طرابلس، بالمشاركة مع الجمعية الليبية لعلوم الإعلام والدراسات الاستراتيجية والتنمية المستدامة، إلى تعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية للإعلام عبر إدماج البعد التنموي والمجتمعي في المحتوي الإعلامي، بناء استراتيجية إعلامية بما يتناسب مع متطلبات التحول السلمي والمصالحة الوطنية عبر استحداث برامج متخصصة في تحليل النزاعات وتقديم الحلول، إطلاق مبادرات محلية لدعم الصحافة المجتمعية في المناطق المتأثرة بالنزاعات، تفعيل دور الهيئات الرقابية الإعلامية بمنحها صلاحيات حقيقية في فرض المعايير، وتنظيم برامج تدريبة للصحفيين والإعلاميين، وإلزام وسائل الإعلام الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي بتطبيق سياسات واضحة لمكافحة خطاب الكراهية والتضليل الإعلامي بالتنسيق مع الشركات المالكة للمنصات الرقمية لضبط المحتوي غير المسؤول.
وقال عضو هيئة التدريس بالأكاديمية الليبية، محمد شرف الدين الفيتوري، إن الإعلام والسياسة وجهان لعملة واحدة، ولهما دور حاسم في هذه المرحلة التاريخية من تاريخ ليبيا، مشددا على أن للإعلام دورا مهما ليلعبه في تناول قضايا المصالحة الوطنية برؤية وطنية.
وأضاف الفيتوري في تصريح لمراسلة صحيفة (الأنباء الليبية) أن الإرادة السليمة ودوافع جبر الضرر مطلوبة لتحقيق المصالحة، مشيرًا إلى أن كلمة (مصالحة) قد تكون غير مناسبة في بعض الأحيان، نظرًا لعدم وجود خلافات حقيقية بين الليبيين، بل هي صراعات سياسية تتعلق بطموحات سلطوية.
وأكد الأكاديمي الليبي أن مصلحة الوطن يجب أن تكون فوق كل اعتبار، ورأى أن الليبيين في حاجة إلى فترة زمنية لفهم الواقع خاصة وأن الخلافات الموجودة هي في الغالب اختلافات سياسية وطموحات فردية يجب تجاوزها لصالح المصلحة العليا لليبيا.
وأستطرد أن لقاء الإعلاميين والمهتمين بموضوع المصالحة يجب أن يكون مثمرًا، ويتضمن توصيات قابلة للتنفيذ مؤكدا أن الجهود المبذولة في هذا الصدد يجب أن تثمر عن نتائج ملموسة تعزز العلاقة بين الإعلام والمصالحة بمفهومها الشامل.
ورأى الفيتوري أن ليبيا تمتلك ميزات جغرافية وثقافية يجب أن تُستغل بشكل جيد، داعيا جميع الأطراف إلى العمل من أجل مصلحة الشعب الليبي، بعيدًا عن الطموحات الفردية التي لا تخدم المصلحة العامة.
وأعلن مدير الدراسات الاستراتيجية بالمركز، محمد أبو صاع قزه، من جهته، أن المركز الليبي للدراسات الاستراتيجية والأمن الوطني الذي يرعى هذه الندوة، يُركز على عدة أهداف منها تعزيز البحث العلمي والتطوير المعرفي، وتطوير الإعلام ودوره في التنمية المستدامة، ودعم استراتيجيات صناعة القرار وتنظيم الفعاليات العلمية والتدريبة.
وأشار إلى أن هذه الأهداف تساعد في دعم استقلال قرار الدولة الليبية ومعالجة التحديات التي تواجهها بالإضافة إلى مراقبة الإعلام المضلل الذي يسهم في عدم استقرار البلاد ومواجهته بالحجة والبرهان.
ودعا قزه إلى تسليط الضوء على أهمية دور الإعلام في تحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز الوحدة الوطنية موضحا أن المركز عمل في الفترة السابقة مع الجمعية الليبية لعلوم الإعلام والدراسات الاستراتيجية والتنمية المستدامة، للوصول من خلال هذه الندوة إلى توصيات مهمة تساعد أصحاب القرار على تبني سياسات وطنية لتسريع المصالحة الوطنية وتحقيق الاستقرار في المجتمع الليبي وإشاعة ثقافة التسامح ونبذ العنف.
وأكدت عميد مدرسة الإعلام والفنون، إيمان محمد فرج، في تصريح لمراسلة صحيفة (الأنباء الليبية) أهمية الإعلام في نشر ثقافة الهوية والمصالحة الوطنية، وبناء جسور التواصل والربط بين القضايا الوطنية والثقافية، والمساهمة في تحقيق نتائج إيجابية للوصول بالبلاد إلى بر الأمان.
وأضافت فرج أن المدرسة تسعى إلى بناء جسور من التواصل والربط بين القضايا الوطنية والثقافية، للمساهمة في تحقيق نتائج إيجابية مركزة على أهمية دور الإعلام الفاعل في المدرسة، لما يشتمل عليه من تنوع في الأفكار والمواهب، مع التركيز على تعزيز المصالحة الوطنية، ودعت إلى ضرورة إدماج العنصر النسائي لضمان نجاح جهود المصالحة.
وأوضح عضو الهيئة الليبية للإعلام الليبي الدكتور إبراهيم أحمد الزويد، أن للإعلام دورا مهما ونزيها وشفافا في نشر ثقافة التآخي والدعوة إلى التعايش بين الليبيين، مؤكدا أن ليبيا تضم أكثر من 6 ملايين نسمة لا يرغب أي أحد منهم في وجود أية فجوات أو مشاحنات بين الليبيين.
وأكد الزويد أن الإعلام الصادق يجب أن ينبذ العنف، ويعمل على تنمية ثقافة الاقتداء، ودعم المصالحة الوطنية، مشيرا إلى وجود سلطة قضائية تتولى معالجة القضايا التي تمس الحقوق الشخصية، سواء كانت مادية أو غيرها.
يُذكر أن الجمعية الليبية لعلوم الإعلام والدراسات الاستراتيجية والتنمية المستدامة مؤسسة علمية غير ربحية تهدف الي تعزيز البحث العلمي والتطوير في مجالات الإعلام والدراسات وتساهم في تطوير البحث العلمي لتعزيز دور الإعلام كأداة فعالة للتنمية وتقديم الدراسات الاستراتيجية لدعم السياسيات العامة وتعزيز مفهوم التنمية في ليبيا. (الأنباء الليبية طرابلس) س خ.
-متابعة وحوار: أميرة التومي – ساسية اعميد