بنغازي 15 فبراير 2025 (الأنباء الليبية)- يحتفل العالم اليوم السبت باليوم العالمي لسرطان الأطفال، الذي يصادف يوم 15 فبراير من كل عام. ويعد هذا اليوم مناسبة هامة تركز على ضرورة رفع الوعي حول هذا المرض ودعم الأطفال المصابين بالسرطان وأسرهم.
ويعتبر التشخيص المبكر عاملاً حيويًا في تحسين فرص الشفاء وتخفيف المعاناة التي يواجهها الأطفال.
في هذا السياق، تحدث رئيس قسم الأورام بمستشفى الأطفال المكلف في بنغازي، لصحيفة “الأنباء الليبية”، عن الخطوات الأساسية التي يمكن اتخاذها لتحقيق التميز في تقديم الرعاية الصحية للأطفال المصابين بالسرطان، بالإضافة إلى التحديات والفرص المتاحة لتحسين مستوى العلاج في ليبيا.
الوعي المبكر.. أساس للعلاج الفعّال
وأوضح رئيس قسم الأورام أهمية أن يكون لدى الأطباء والمختصين في المراكز الصحية الأولية دراية كاملة بالأعراض المبكرة للسرطان عند الأطفال، مثل الشحوب المستمر، الإرهاق العام، فقدان الشهية، ونقص الوزن.
وقال: إن “هذه الأعراض قد تكون إشارات قوية على وجود السرطان، ومن خلال الاكتشاف المبكر لهذه العلامات، يمكن بدء العلاج في وقت مناسب مما يزيد من فرص الشفاء بشكل كبير.”
نشر الوعي وتوجيه الأسر
وأشار رئيس قسم الأورام إلى الدور البالغ الأهمية الذي يلعبه الإعلام في نشر الوعي بين الأسر والمجتمع حول سرطان الأطفال.
وقال: إن “الإعلام هو الشريك الأساسي في تعزيز الوعي حول السرطان وضرورة العلاج المبكر. يجب أن يعرف المجتمع أن العديد من الأطفال المصابين بالسرطان يمكنهم الشفاء والعودة إلى حياتهم الطبيعية بعد العلاج المناسب.”
تحديات تشخيص وعلاج السرطان
ورغم الجهود المبذولة، أشار رئيس القسم إلى العديد من التحديات التي يواجهها الأطفال المصابون بالسرطان في ليبيا، لاسيما فيما يتعلق بالتشخيص والعلاج.
وقال: “ما زالت ليبيا تواجه نقصًا في التحاليل الدقيقة التي تتيح تشخيص الأورام بشكل صحيح، كما نواجه صعوبة في توفير الأدوية الكيماوية والعلاج المناعي والمضادات الحيوية الضرورية، مما يضطر بعض الأطفال للسفر إلى الخارج للحصول على العلاج.”
الحاجة للتدريب والتطوير
وأشار رئيس قسم الأورام إلى أن هناك حاجة ملحة لتعزيز كوادر الرعاية الصحية في مجال علاج الأورام، خاصة في فرق التمريض.
وأضاف: “نحتاج إلى تعزيز الطاقم الطبي من خلال استقطاب فرق طبية من الخارج أو تدريب وتطوير الكوادر المحلية لضمان تقديم أفضل رعاية للأطفال المصابين.”
فرص الشفاء
وأكد رئيس قسم الأورام، أن هناك فرصًا كبيرة للشفاء من سرطان الأطفال في حال تم اكتشاف المرض في مراحله المبكرة.
وأوضح: أن “الدعم النفسي من الأسرة والمجتمع يعد أمرًا بالغ الأهمية. يجب أن يكون المحيطون بالمريض، سواء من الأسرة أو الأصدقاء، داعمين له طوال فترة العلاج وبعدها، لأن هذا الدعم يسهم بشكل كبير في تحسين فرص الشفاء.”
وفيما يتعلق بالتطورات في علاج سرطان الأطفال، أشار رئيس قسم الأورام بمستشفى الأطفال ببنغازي إلى أهمية العلاج المناعي والجراحة الدقيقة التي ساعدت في شفاء العديد من الأطفال.
كما تحدث عن الأبحاث الجارية حول لقاحات ضد الأورام، قائلاً: “أبحاث التطعيم ضد السرطان قد تمثل نقلة نوعية في الوقاية والعلاج، ونحن نأمل أن يحقق هذا المشروع نتائج إيجابية في المستقبل القريب.”
وشدد المسؤول الصحي، على أن دراسة أسباب انتشار السرطان في المجتمع ضرورية لفهم المرض بشكل أعمق، مشيرًا إلى ضرورة البحث في العوامل البيئية والجينية التي قد تساهم في زيادة نسبة الإصابة.
وأضاف: “يجب أن نأخذ في الاعتبار التأثيرات الناتجة عن العوامل الغذائية، الإشعاعات، والمواد الكيميائية المستخدمة في بعض الصناعات لتحديد أسباب زيادة حالات السرطان.”
رسالة تضامنية: دعم المركز الوطني للأورام
ووجه المسؤول، رسالة للمجتمع بمناسبة اليوم العالمي لسرطان الأطفال، داعيًا إلى ضرورة التضامن مع المركز الوطني للأورام.
وقال: “من الضروري أن يواصل المجتمع دعم المركز الوطني للأورام بكل السبل الممكنة، سواء عبر الدعم المادي أو المعنوي، لتوفير أفضل رعاية ممكنة للأطفال المصابين بالسرطان وتحسين نتائج العلاج.”
يُعتبر السرطان من الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال والمراهقين في جميع أنحاء العالم، حيث يُصاب سنويًا نحو 400 ألف طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 0 و19 عامًا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
ويهدف اليوم العالمي لسرطان الأطفال هذا العام إلى تقليل الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية بنسبة 25 بالمئة بحلول عام 2025، مع التركيز على أهمية التوعية والكشف المبكر. (الأنباء الليبية) ف خ
تقرير: أحلام الجبالي