بنغازي 17 فبراير 2025 (الأنباء الليبية) -تؤدي الجمعيات الاستهلاكية دورها الاقتصادي في توفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة، مما يساهم في تحسين مستوى معيشة المواطنين والحد من ارتفاع الأسعار.
وتعد هذه الجمعيات مؤسسات تعاونية غير ربحية تهدف إلى تقديم المنتجات بأسعار مدعومة، مما يعزز استقرار الأسواق ويساهم في تعزيز القدرة الشرائية للأسر الليبية.
كما تسهم الجمعيات الاستهلاكية في تحقيق العديد من الأهداف التي تخدم المجتمع بشكل عام، وأبرزها توفير السلع الأساسية بأسعار مدعومة لكبح الاحتكار التجاري والتلاعب بالأسواق، كذلك تحسين جودة المنتجات المعروضة في الأسواق المحلية، وتعزيز ثقافة الاستهلاك المسؤول وتوجيه الأسر نحو ترشيد الإنفاق بما يتماشى مع احتياجاتهم الفعلية.
وأيضا دعم الفئات ذات الدخل المحدود، مما يرفع قدرتها الشرائية ويخفف من الأعباء الاقتصادية التي تواجهها، وبالتالي فإن جملة هذه الأهداف تعمل على خلق بيئة اقتصادية أكثر استقرارا، وتعد عاملًا رئيسيا في مواجهة تحديات ارتفاع الأسعار، مما يعود بالنفع على المواطن الليبي بشكل عام.
-مبادرة دعم السلع
أطلق صندوق موازنة الأسعار مبادرة لدعم السلع الغذائية عبر الجمعيات الاستهلاكية، وذلك في إطار الجهود الرامية لمواجهة الغلاء، وجاءت المبادرة بدعم وتمويل من القيادة العامة، ووزارة الاقتصاد، وتهدف إلى تمكين المواطنين من الحصول على المواد الأساسية بأسعار مخفضة.
وفي هذا الجانب أكد مدير الإدارة العامة للصندوق جمال المبروك، أن السلع ستُباع بنصف قيمتها المالية، وتشمل الدقيق، الأرز، السكر، الزيت، والطماطم المحفوظة.
وأوضح المبروك أن المخازن تحتوي على كميات كافية من السلع لتغطية احتياجات المواطنين خلال شهر رمضان والشهرين التاليين.
وأشار إلى فتح باب التسجيل للأسر الليبية الجديدة في منظومة الجمعيات الاستهلاكية، مؤكدا إلى أن المواد الغذائية الموزعة قد خضعت لمعايير جودة صارمة، وتضم مزيجا من السلع المستوردة والمنتجات المحلية، دعما للإنتاج الوطني.
وأوضح مدير الإدارة العامة صندوق موازنة الأسعار، أن المبادرة تهدف إلى تخفيف العبء الاقتصادي على المواطنين، خصوصا في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية، وتوفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة للفئات المستحقة، مما لتعزيز قدرة الأسر الليبية على تلبية احتياجاتها الغذائية.
–التحديات والفرص للجمعيات الاستهلاكية
قال المواطن خالد المشيطي للأنباء الليبية: إن الجمعيات الاستهلاكية تعد واحدة من الأدوات الاقتصادية الفعالة لتحقيق الاستقرار المعيشي وتثبيت الأسعار، كما تمنع المضاربات التجارية.
وأضاف أن الجمعيات توفر بدائل اقتصادية بأسعار تنافسية وتساهم في دعم الصناعات المحلية من خلال تسويق المنتجات الوطنية، مما يعزز الأمن الغذائي عبر ضمان توفر السلع الأساسية بأسعار معقولة، ورغم الدور الإيجابي الذي تلعبه هذه الجمعيات في تعزيز استقرار الأسواق، إلا أنها تواجه عدة تحديات.
وأوضح المشيطي من أبرز هذه التحديات نقص التمويل وضعف الإمكانيات التشغيلية التي تؤثر على قدرتها على توسيع نطاق خدماتها، كما يعاني الإقبال على الجمعيات من ضعف ملحوظ مقارنة بالأسواق التجارية الكبرى التي تتمتع بتنوع أكبر في السلع، بالإضافة إلى ذلك، تواجه هذه الجمعيات منافسة شديدة من المحلات التجارية التي تقدم خيارات متعددة وبأسعار مغرية، ما يضعف قدرتها التنافسية.
ويختتم، تعاني الجمعيات من صعوبات في ضمان استمرارية الإمداد وتوافر السلع بشكل مستمر، ما يؤثر على قدرتها على تلبية احتياجات المواطنين بشكل مستدام.
-تطوير الجمعيات الاستهلاكية لضمان استمراريتها
يشدد الخبراء الاقتصاديون على ضرورة تطوير الجمعيات الاستهلاكية لضمان استمراريتها وتقديم خدمات متميزة للمواطنين. ويتطلب ذلك تحسين إدارة الجمعيات وتعزيز آليات العمل، مثل تحسين التمويل وضمان استدامة الإمدادات، وبهذه الطريقة، يمكن للجمعيات الاستهلاكية الاستمرار في دعم الاقتصاد المحلي وحماية المستهلكين من تقلبات الأسعار.
كما يعمل تطوير هذه الجمعيات على تعزيز دورها كمصدر رئيسي لتوفير السلع الأساسية بأسعار معقولة، مما يسهم في تحقيق التوازن الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع. (الأنباء الليبية بنغازي) س خ.