بنغازي 18 فبراير 2025 (الأنباء الليبية) – في مدينة بنغازي، حيث تعج الأجواء بالاحتفالات الرمضانية، برزت شابة تحمل طموحًا يعانق السماء، بالرغْم أن عمرها لم يتجاوز التسعة عشر عامًا.
رتاج الزوي، ابنة مدينة الكفرة، التي أتت إلى المَعْرِض السنوي “هلا رمضان”، لتحمل معها قطعًا من الإبداع والمذاق الرفيع، لم تكن رتاج مجرد مشاركة عابرة، بل كانت تُمثل قصة كفاح وموهبة حقيقية تألقت على أنغام الحَلْوَيَات التي صنعها قلبها قبل يديها.
في لقاء مع صحيفة الأنباء الليبية، تقول رتاج: “بدأت في صنع الحَلْوَيَات منذ أن كنت صغيرة، لكنّما جعل حلمي يتجسد هو دعم أمي وخالاتي، اللواتي شجعنني على تطوير موهبتي”.
وتضيف: “بدأت العمل في هذا المجال منذ أن أطلقت صفحة صغيرة على فيسبوك في عام 2022، لعرض أعمال والتواصل مع الزبائن، وكانت كل قطعة حلوى تروي قصة من السعي والعمل الدؤوب، وكل تفاعل مع الزبائن كان يدفعني إلى الأمام”.
وتتابع: “عملت على توسيع نطاق أعمالي، فبدأت بالتعاون مع قاعة مناسبات محلية، حيث كنت بإعداد كميات ضخمة من الحَلْوَيَات تصل إلى 500 قطعة في المناسبة الواحدة، وأكثر الأنواع التي كانت تطلب بشكل متكرر هو “الموس كيك”، ذلك الحلوى التي أحبه وأجد فيه روحي، إلى جانب التشيز كيك، حلى الكاسات، وتورتة المناسبات الصغيرة الحجم، لكن أسعار هذه التحف الصغيرة من السكر والشوكولاتة تختلف حَسَبَ نوع الحلوى والمكونات التي أختارها”.
ورغم التحديات، لم تتوقف رتاج عن متابعة الآخرين الذين نجحوا في هذا المجال، مثل الشيف سالمة الدروقي والشيف رشا مينا، حيث تعلمت منهما الكثير من الحرفية في فن تحضير الحَلْوَيَات، وهي لم تكتفِ بذلك بل جعلت منهما مصدر إلهام مستمر.
وفي ختام حديثها، كانت دعوات رتاج تحمل بين طياتها الأمل والجرأة: “أي شخص يحب هذا المجال عليه أن يجرؤ على المحاولة، فصناعة الحَلْوَيَات مجال واسع ومتشعب، ومع مرور الوقت تجد فيه فرصًا كبيرة للنمو، لا تخافوا من البَدْء، فكل بداية صغيرة يمكن أن تكون نقطة انطلاق لشيء عظيم”.
هكذا، كانت رتاج الزوي تُترجم حلمها الصغير إلى واقع ملموس، وترفع علم موهبتها العالية في سماء مدينة بنغازي، تاركةً خلفها أثرًا من الحلاوة والنجاح الذي لا يتوقف. (الأنباء الليبية – بنغازي) هـــــ أ / ر ت
متابعة | هدى العبدلي