بنغازي 24 فبراير 2025 (الأنباء الليبية)- نظم المركز الليبي للثقافات المحلية التابع لوزارة الثقافة والفنون بالحكومة الليبية، اليوم الإثنين، ندوة توعوية تحت عنوان “المحافظة على الهوية الوطنية الليبية في عصر المعلومات المضللة”، وذلك في قاعة الشهيد مفتاح بوزيد بمقر وكالة الأنباء الليبية في بنغازي.
صرحت وزيرة الثقافة والفنون بالحكومة الليبية، صالحه التومي الدروقي لصحيفة الانباء الليبية، قائلة: “اليوم نسلط الضوء من خلال هذه الندوة على أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية الليبية، ودور الإعلاميين في كشف الأخبار الكاذبة وتعزيز المصداقية”.
وأوضحت التومي أن “نشر الأخبار الزائفة بشكل متعمد أصبح أداة تستخدم على نطاق واسع بهدف التلاعب بالرأي العام وخداع الجمهور، بهدف توجيه تفكيرهم في اتجاه معين”، مؤكدة أن “التربية الإعلامية أمر أساسي لتمكين المجتمع من التحقق من الأخبار التي تساهم في توجيه الرأي العام، وهي خطوة أساسية لمواجهة المعلومات المضللة”.
كما أكدت التومي على أن “نشر الأخبار الزائفة يشوه صورة وسائل الإعلام والصحافة المهنية، ويهدف إلى التشكيك في مصداقيتها وتقليل تأثيرها”.
وأشارت إلى أن “الحد من انتشار الأخبار الزائفة يتطلب تحركاً جماعياً من الحكومات والمؤسسات والأفراد على حد سواء، من خلال تعزيز الوعي الإعلامي بمخاطرها وتعزيز المهارات الضرورية للتمييز بين الأخبار الحقيقية والزائفة”.
أوضح مدير عام المركز الليبي للثقافات المحلية، منذر فرج ميلاد، قائلاً: “نظمنا اليوم هذه الندوة التي تركز على تأثير المعلومات المضللة على الهوية الوطنية الليبية، ونحن في المركز نعتبر من أهم أهدافنا حماية هذه الهوية ضد الأخبار والمعلومات المضللة التي تؤثر سلباً على عاداتنا وتقاليدنا”.
وأشار رئيس تحرير منصة نورني للتحقق من الأخبار المضللة، أحمد محمد زعيليك، إلى “التحديات التي تواجه المحافظة على الهوية الوطنية في ظل انتشار المعلومات المضللة، خاصةً بعد الاعتماد الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وأوضح زعيليك أن “المعلومات المضللة تستهدف الهوية الوطنية، التاريخية، الرموز الوطنية، العادات، التقاليد، والدين. لذلك يجب أن يمتلك الصحفي الأدوات التي تمكنه من التحقق من الأخبار المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وأكد زعيليك أن “هناك آليات خاصة للتحقق من الصور والفيديوهات، إضافة إلى استراتيجيات للتحقق من صحة المعلومات قبل نشرها أو مشاركتها، حتى لا يقع الصحفي في نقل معلومات خاطئة أو مضللة”.
أثريت الجلسة بنقاشات بين الحاضرين الذين شاركوا في طرح العديد من الأسئلة والمداخلات حول سبل تعزيز الوعي الإعلامي في مواجهة المعلومات المضللة، وتم تبادل الآراء حول أهمية دور الإعلام الوطني في الحفاظ على الهوية الليبية، مع التأكيد على ضرورة تدريب الصحفيين على أدوات التحقق الحديثة، كما تطرق النقاش إلى كيفية مواجهة تحديات العصر الرقمي الذي أصبح مصدرًا رئيسيًا لنشر الأخبار المضللة.
وتناولت الندوة عدة محاور هامة، أبرزها مفهوم الهوية الوطنية الليبية، وتأثير المعلومات المضللة على الهوية الوطنية، وأشكال المعلومات المضللة وتأثير الأخبار الكاذبة على الوعي المجتمعي، كما تطرقت إلى دور الإعلام الوطني في مواجهة المعلومات المضللة، مسؤولية وسائل الإعلام الوطنية، ودور الإعلاميين في كشف الأخبار الكاذبة وتعزيز المصداقية، إضافة إلى أهمية التربية الإعلامية في تمكين المجتمع من التحقق من الأخبار.
تهدف الندوة إلى تعزيز فهم المواطنين لأهمية الهوية الوطنية الليبية وضرورة حمايتها، وتوعية المجتمع بآليات كشف الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، كما أكدت على تفعيل دور المؤسسات التعليمية والإعلامية في الحفاظ على الهوية الليبية، وتحقيق التنسيق بين مختلف الجهات لتعزيز الوعي الوطني في العصر الرقمي.
أوصت الندوة بعدد من الخطوات الهامة لتعزيز دور الإعلام في الحفاظ على الهوية الوطنية ومكافحة المعلومات المضللة، وإنشاء هيئة تنظيمية لمراقبة وسائل الإعلام والتصدي للأخبار المضللة والمزيفة، بالإضافة إلى وضع قوانين صارمة تعاقب من ينشر الأخبار الكاذبة أو يضلل الجمهور، كما تم التأكيد على أهمية دعم وسائل الإعلام الوطنية وتشجيعها على نشر المحتوى الذي يعزز الهوية الوطنية، فضلاً عن تعزيز المصداقية في وسائل الإعلام المحلية لضمان تقديم معلومات صحيحة ومحايدة.
ودعت التوصيات إلى العمل مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية لمكافحة التضليل الإعلامي وتبادل الخبرات، إضافة إلى تطوير أدوات وتقنيات الكشف عن الأخبار المزيفة وتحليل المحتوى الإعلامي. وأوصت أيضًا بتعزيز الذكاء الاصطناعي والتعليم الآلي لمساعدة في مراقبة وتنظيم المحتوى الإعلامي لضمان حماية المجتمع من الأخبار المضللة. (الأنباء الليبية) ص و
متابعة: أحلام الجبالي
تصوير: عبدالسلام الفيتوري