بنغازي 02 مارس 2025 (الأنباء الليبية)- يفتح شهر رمضان المبارك أبواب الرزق للكثير من الليبيين حيث تتزين الأسواق والمقاهي والمحلات التجارية بعروض وتوجهات موسمية تتماشى مع عادات الصائمين، وتعدّ هذه المهن الموسمية فرصًا ذهبية تتيح للكثير من الناس تحقيق دخل إضافي يعينهم على مواجهة متطلبات الحياة الرمضانية الذي يعد الموسم الاكثر غلاء في الأسعار.
الخضرة المقطعة الجاهزة: توفير الوقت والمجهود
وسط الزحام الذي يرافق تحضير الإفطار، تبرز الخضروات المقطعة الجاهزة كحل مثالي للعديد من العائلات الليبية، خصوصًا للأمهات العاملات. إذ تجدها منتشرة في الأسواق، بدءًا من البصل وصولًا إلى البطاطس الجاهزة للقلي والخضار المشكّلة لتحضير الشوربة توقفا عن اصناف المحاشي.
“فاطمة”، التي تعمل في بيع الخضروات المقطعة، تقول: “رمضان هو موسمنا الأكبر. الناس يفضلون شراء الخضار المقطعة لتوفير الوقت والمجهود، خاصة لدى الأمهات العاملات اللواتي يفضلن الطازج عن الخضروات المجمدة ” وقد أصبح هذا النشاط جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية للعائلات في هذا الشهر الكريم.
السفنز: طبق رمضان الأصيل
لا تكتمل عادات رمضان في ليبيا دون طبق “السفنز” الشهي، ذلك العجين المقلي الذي يزيّن المائدة الرمضانية. ورغم أن عدد محلات السفنز قد تراجع في السنوات الأخيرة، لا يزال بعض الأماكن في بنغازي تشهد ازدحامًا غير عادي مع اقتراب موعد الإفطار، حيث يتوافد الناس للحصول على حصتهم قبل أذان المغرب. “في رمضان، يزداد الطلب بشكل كبير، ونضطر أحيانًا لزيادة عدد العمال لتلبية الإقبال الكبير”, يقول “سالم”، صاحب أحد المحلات في المدينة.
حلويات رمضان: مذاق لا يُنسى
تعدّ الحلويات الرمضانية جزءًا أساسيًا من ثقافة الإفطار في ليبيا، مع تزايد الإقبال على الكنافة وبلح الشام والقطائف، تنتشر المحلات المتخصصة والباعة المتجولون في أنحاء المدينة لبيع هذه الحلويات اللذيذة. “عبدالله”، صاحب محل حلويات في بنغازي، يشرح: “في رمضان، ترتفع مبيعاتنا ثلاثة أضعاف مقارنة بالأشهر الأخرى، حيث يعدّ الكنافة بأنواعها وبلح الشام والبقلاوة من الحلويات المفضلة لدى الصائمين.”
خبزة التنور: عبق الأصالة الليبية
تعدّ “خبزة التنور” من أبرز الرموز الغذائية التي يفضلها الليبيون خلال رمضان. ورغم بساطتها، تتمتع هذه الخبزة بمذاق مميز ورائحة زكية تجعلها تستهوي الكثيرين.
“في رمضان، يصبح الطلب على خبزة التنور أكبر بكثير، حيث يفضلها الناس على الخبز العادي، خاصة مع تناول الشوربة أو احتساء الشاي.” تقول “الحاجة عائشة”، إحدى بائعات خبزة التنور، التي تعمل طوال الشهر بمساعدة أبنائها لتلبية الطلب المتزايد.
عصائر رمضان على قارعة الطريق
لا تخلو شوارع ليبيا في رمضان من باعة العصائر الذين يقدمون مشروبات تقليدية مميزة مثل ، “التمر هندي”، “القمردين”، و”البرتقال الطبيعي”، ” التوت “، يقول “خالد”، بائع عصائر متجول : “الصائمون يشترون العصائر بكثرة لتعويض السوائل بعد يوم طويل من الصيام، مما يجعل الشهر الكريم فرصة لتحقيق مكاسب جيدة.”
التفسير الاقتصادي للظاهرة
ويفسر الاقتصادي عبد السلام بوسن هذه الظاهرة قائلاً: “يكمن السبب في زيادة الطلب الموسمي على منتجات وخدمات مرتبطة بشهر رمضان، مثل الحلويات والعصائر والخضروات المقطعة. هذا التحول في عادات الاستهلاك يخلق فرص عمل مؤقتة ويسهم في تنشيط الأسواق المحلية. كما أن المحلات التجارية تتكيف مع هذا الطلب عبر تكثيف الإنتاج، مما يعزز الإيرادات. ورغم التحديات الاقتصادية، يظل رمضان فرصة اقتصادية مهمة لدعم الأسر عبر خلق فرص دخل إضافي.”
في الختام، يمثل شهر رمضان في ليبيا فترة انتعاش اقتصادي لعدد كبير من أصحاب المهن المؤقتة، فرغم أن هذه المهن تنشط لفترة قصيرة، إلا أنها تظل بمثابة فرصة ثمينة للكثيرين الذين يسعون للاستفادة من موسم الرزق الرمضاني، مما يساهم في تحسين وضعهم المالي وتلبية احتياجاتهم اليومية. (الأنباء الليبية) ص و
متابعة: هدى الشيخي