بنغازي 05 مارس 2025 (الأنباء الليبية)- أكد الدكتور الصدّيق خليفة حفتر، رئيس المفوضية العليا للمصالحة الوطنية، في لقاء على قناة الحرة الأمريكية، أن تحقيق المصالحة الوطنية في ليبيا يتطلب أولًا وأخيرًا أن يكون الحوار بين الأطراف الليبية داخل البلاد وبمشاركة جميع الأطراف دون استثناء.
وشدد الصديق خليفة، على أن المصالحة لا يمكن أن تتم عبر وسيط أجنبي أو من خلال أي أطراف خارجية، بل يجب أن تكون محلية تمامًا، مشيرًا إلى أن الليبيين قادرين على التوصل إلى حلول طالما أن لديهم الإرادة الصادقة للتصالح والتعاون.
وأشار رئيس المفوضية العليا للمصالحة الوطنية إلى أن القائد العام للقوات المسلحة، المشير خليفة حفتر، قد أرسل رسالة رسمية إلى رئيس الكونغو، الذي يتولى الملف الليبي حاليًا، لدعم عقد مؤتمر جامع للمصالحة في مدينة سرت، الذي سيجمع كل الأطراف الليبية للجلوس على طاولة واحدة.
وأكّد، أن تلك المبادرة ستخلق فرصة للليبيين للتنازل عن بعض مواقفهم من أجل تحقيق المصالحة الحقيقية التي طال انتظارها.
كما أكّد أن هذه الخطوة تعد حيوية لإيجاد حلول دائمة وداعمة للاستقرار في ليبيا.
الصدق والإخلاص
وقال: “إن المصالحة تتطلب الصدق والإخلاص في التعامل مع الله والشعب الليبي”. وأضاف أن هناك العديد من الحكمة والكفاءات التي يمتلكها الشعب الليبي التي ستساعده في تجاوز هذا التحدي.
وتابع: “المصالحة تحتاج إلى الإرادة الصادقة للسلام والرغبة الحقيقية في جبر الضرر وتحقيق الاستقرار، ولا يمكن أن تكون عبر المصالح الضيقة أو بتدخلات خارجية”.
وأشاد الصديق خليفة حفتر، بالدور الذي تقوم به القبائل الليبية في مسار المصالحة الوطنية، مؤكدًا أن المفوضية عملت بشكل دؤوب على إشراك جميع الأطراف، بما في ذلك مشايخ القبائل في مختلف المناطق الليبية.
وأوضح أن كل من التقى بهم أبدوا دعمًا كاملاً للمصالحة الوطنية، وكانوا على استعداد للعمل مع جميع الأطراف بغض النظر عن انتماءاتهم الجغرافية أو السياسية.
وتحدث الصديق حفتر عن أهمية الجلوس مع جميع القبائل في ليبيا كأولوية في المرحلة الحالية، مشيرًا إلى أن المفوضية قد عقدت لقاءات مع قبائل مصراتة وطرابلس والجبل والأمازيغ.
وأضاف، أن العمل جارٍ على تنظيم لقاءات مع الأطراف في المنطقة الغربية، مؤكدًا استعداده للجلوس مع أي طرف يرغب في المشاركة في الحوار الوطني دون استثناء.
وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، أكد الصديق حفتر أن المصالحة الوطنية ستكون خطوة أساسية لتحقيق الاستقرار الذي يعد من أهم العوامل لنمو الاقتصاد الليبي.
وقال: “إن المفوضية تعمل على إيجاد بيئة آمنة ومستقرة لإجراء انتخابات وطنية شفافة ونزيهة تعكس الإرادة الحقيقية للشعب الليبي”. وأوضح أنه من خلال المصالحة الوطنية، سيتم خلق الظروف المناسبة لتحقيق التنمية الاقتصادية، وإنهاء المعوقات التي تؤثر على حياة المواطن الليبي.
وفي ختام لقاءه، كشف الدكتور الصديق حفتر عن مشروع لإنشاء أكاديمية لإعداد القادة السياسيين، موضحًا أنها تهدف إلى تدريب قادة سياسيين قادرين على تحمل المسؤولية الحقيقية، وعلى إدراك أبعاد المناصب التي يتقلدونها.
وأضاف، أن الأكاديمية ستهدف إلى تكوين قادة يعرفون أن المناصب ليست وسيلة للنفوذ، بل هي مسؤولية وأمانة أمام الشعب الليبي.
كما أكّد على ضرورة وجود رقابة فعالة على جميع الأجهزة لضمان الشفافية والمساءلة في كل الخطوات التي يتم اتخاذها على المستوى السياسي والاقتصادي. (الأنباء الليبية) ص و