بنغازي 17 مارس 2025 (الأنباء الليبية) – مع حلول شهر رمضان المبارك، يتجمع الليبيون حول مائدة الإفطار ليواكبوا مشهدًا ثابتًا في حياتهم، وهو متابعة المسلسلات الرمضانية.
عدّ الدراما الليبية، التي كانت ولا تزال موضوعًا مثارًا للحديث في سهرات رمضان، محط اهتمام واسع، حيث شهدت تطورًا ملحوظًا في بعض الجوانب، إلا أن هناك تحديات مستمرة تؤثر على جودة الإنتاج.
التطورات الأخيرة
شهدت الدراما الليبية تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا في تقنيات التصوير والمونتاج، حيث أُتيحت الفرصة لمواهب شابة لدخول مجال الإنتاج.
ورغم ذلك، ما زالت القضايا المتعلقة بالتمويل وتركز الإنتاج على بعض الموضوعات التقليدية تشكل عوائق كبيرة أمام منافسة الدراما الليبية على المستوى العربي.
التحسينات التقنية
أكد المخرج حمزة بليبلو على تحسن التقنيات المستخدمة في الإنتاج الليبي، مثل التصوير، المونتاج، وتأثيرات بصرية.
ولكن بالرغْم هذا التحسن، ما يزال هناك نقص في الإنتاجات ذات الجودة العالية التي تؤهلها للمنافسة في الساحة العربية.
أشار بليبلو إلى أن الحفاظ على الهُوِيَّة الليبية في الأعمال ليس مشكلة كبيرة، بل يظل هذا عنصرًا أساسيًا في نجاح الأعمال المحلية. نقص النصوص وجودة الكتابة بالرغْم التقدم التقني، يظل ضعف النصوص أحد أكبر العوائق التي تحد من تطور الدراما الليبية.
الأكاديمي د. نزار الزوبير أشار إلى أن الدراما الليبية لا تزل تركز على الأعمال الكوميدية القصيرة التي تفتقر إلى العمق الدرامي.
كما أضاف الزوبير أن إنتاجات هذا العام عانت ضعف في معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية التي تهم المواطن الليبي، مما جعلها أقل قدرة على جذب الجَمهور العربي.
التحديات تواجه الفنانين الشبان
بالرغْم التحسن العام، لا يزال الفنانون الشباب يواجهون تحديات في الحصول على أدوار رئيسية، مما يعيق ظهورهم في الأعمال الدرامية البارزة.
الفنان مصطفى الصادق، أشار إلى أن تضارب مواعيد عرض المسلسلات على القنوات الليبية شكل عائقًا أمام المشاهدين لمتابعة جميع الأعمال الرمضانية، بالإضافة إلى وجود صعوبة في دخول الفنانين الشباب إلى الأدوار المؤثرة.
التأثيرات التجارية والإعلانات
أثار تأثير الإعلانات على القرارات الإخراجية جدلاً واسعًا هذا العام، حيث يواجه المخرجون ضغوطًا من الممولين لإدراج منتجاتهم في المشاهد الدرامية، وهو ما يراه البعض تدخلًا غير مرغوب فيه في السياق الدرامي.
كما أكد الزوبير أن التمويل الضعيف يظل أحد الأسباب الرئيسة لضعف الإنتاجات الليبية، حيث يضطر بعض المنتجين إلى تقديم أعمال بميزانيات محدودة، مما يؤثر سلبًا على الجودة النهائية.
ردود فعل الجَمهور
في حين أن الدراما الليبية شهدت هذا العام تنوعًا في الشخصيات والمضامين، إلا أن الجَمهور أصبح أكثر انتقائية من أي وقت مضى.
الصحفية رجاء الشيخي، أكدت أن الجَمهور الليبي أصبح يبحث عن الجودة في النصوص والأداء، وأصبح يرفض الأعمال الضعيفة بغض النظر عن كونها محلية.
مسلسل “شط الحرية” كان أحد الأعمال التي لا تزل تحظى بشعبية كبيرة، ويرجع ذلك إلى قوة النصوص وبراعة المؤلف في بناء الشخصيات.
التحديات المستقبلية
بالرغْم التحسن الكبير الذي شهدته الدراما الليبية من حيث التقنيات والفرص المتاحة للمواهب الشابة، إلا أن هناك العديد من التحديات التي ما تزال تقف أمام تطور هذا القطاع، أبرزها ضعف النصوص، قلة التمويل، والتدخلات التجارية.
هذه التحديات تضع علامات استفهام حول قدرة الدراما الليبية على المنافسة في الساحة العربية في المستقبل القريب. الدراما الليبية في رمضان 2025 قدمت تحسنًا ملحوظًا في بعض الجوانب التقنية، ولكن يبقى هناك العديد من العقبات التي تمنعها من تحقيق التقدم الكامل.
في معالجة القضايا الرئيسية مثل ضعف النصوص، قلة التمويل، والتدخلات التجارية، يمكن للدراما الليبية أن تفتح الطريق أمام إنتاجات أكثر تنوعًا وقوة، ما يساعد على إحداث نقلة نوعية في المشهد الفني المحلي والعربي. (الأنباء الليبية – بنغازي) أ ج/ ر ت
متابعة | أحلام الجبالي