بنغازي 07 أبريل 2025 (الأنباء الليبية)-نظّم قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة بنغازي، وبالشراكة مع مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (أرسيكا) التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، ندوة علمية بعنوان “وثائق بنغازي في الأرشيف العثماني ودور مركز أرسيكا في كتابة التاريخ العثماني العربي”، اليوم الاثنين بقاعة الاقتصاد في مدينة بنغازي.
شهدت الندوة حضور القنصل المصري في بنغازي، ونائب السفير التركي لدى ليبيا، ورئيس مركز أرسيكا، وعدد من أعضاء هيئة التدريس بجامعة بنغازي، إضافة إلى باحثين ومهتمين بالشأن التاريخي.
وخلال الجلسة الافتتاحية، ألقى الدكتور محمد الوليد كلمة رحّب فيها بالحضور، مشيدًا بتلبيتهم الدعوة ومشاركتهم الفاعلة التي أسهمت في إنجاح الندوة.
وأكد الوليد على أهمية العلاقة التاريخية المشتركة بين الدولة العثمانية والشعب الليبي، مشيرا إلى ضرورة ربط تاريخ برقة بسجلات الدولة العثمانية لإثراء السجل التاريخي الوطني.
من جانبه، استعرض المدير العام لمركز أرسيكا، محمود إيرول قليج، دور المركز في جمع وتحقيق ونشر الوثائق العثمانية، مشيرًا إلى أهمية هذه الوثائق في إعادة كتابة تاريخ ليبيا، خصوصا ما يتعلق بمدينة بنغازي.
كما أعلن عن تنظيم المركز لمؤتمر سنوي حول الحضارات الإسلامية، ومسابقة للخط العربي تُقام كل ثلاث سنوات، كاشفا أن الدورة المقبلة ستُعقد في تونس، تليها ليبيا عام 2026.
وفي تصريح خاص لصحيفة الأنباء الليبية، عميد كلية الآداب بجامعة بنغازي، قال دكتور أحمد نجم إن هذه الندوة تعد فرصة لإلقاء الضوء على الوثائق العثمانية المتعلقة بمدينة بنغازي، موضحا أن المدينة لعبت دورًا محوريًا في تجارة الصحراء مع سلطنة وداي في القرن الثامن عشر، إلى جانب نشاطها التجاري مع اليونان، إسطنبول، وإيطاليا، مما ساهم في ازدهارها الاقتصادي.
وكشف نجم عن وجود أكثر من 200 ألف وثيقة خاصة ببنغازي داخل الأرشيف العثماني، تتناول الحياة الاجتماعية والاقتصادية وحتى صورا فوتوغرافية من عهد السلطان عبد الحميد الثاني.
وفي ذات السياق أعلن محمود قليج، في تصريح لصحيفة الأنباء الليبية، أن المركز يعتزم إصدار مجلدين يتناولان تاريخ مدينة بنغازي خلال الحقبة العثمانية، ويشرف عليهما الدكتور فاضل بيّات.
وأوضح أن المركز يحوز ملايين الوثائق المتعلقة بليبيا، مضيفا أن الحديث عنها يحتاج إلى شهور واصفا الكم الهائل من الوثائق بأنه “نقطة في نهر”.
وأشار قليج إلى أن الدولة العثمانية أولت أهمية كبيرة للتوثيق، حيث قامت بحصر السكان بشكل دقيق ومنظّم، وسجّلت المعلومات على مستوى كل منزل وفرد، ما أسفر عن تكوين أرشيف ضخم وشامل.
وذكر أن هناك وفودا من دول مثل السعودية ومصر والكويت سبق أن زارت المركز للبحث عن سجلات العائلات في العهد العثماني.
وتناولت الندوة عدة محاور، أبرزها أهمية الوثائق العثمانية في دراسة تاريخ بنغازي، تنظيم الأرشيف وتصنيف الوثائق، فهم المخطوطات، التحديات اللغوية، دفاتر الطابو والأوقاف، تقارير المسؤولين، وتاريخ المدارس الأولى في بنغازي وأسماء الطلبة والمعلمين. (الأنباء الليبية) ص و
متابعة: مراد بوكر