وكالات | 19 أبريل 2025 (الأنباء الليبية) – قال مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط مسعد بولس، إن الإدارة الأميركية بصدد إحياء مسار الحل السياسي المتوقف في ليبيا، في إطار تصور شامل يضمن مشاركة جميع الأطراف الليبية.
وأوضح بولس، أن التصور الأمريكي يستند إلى مقاربة عملية ومتوازنة، ويركّز على دعم استقرار ليبيا من خلال إشراك مختلف الفاعلين الليبيين في العملية السياسية.
وقال إن واشنطن لن تسمح باستمرار حالة الجمود السياسي في ليبيا ، مشيرًا إلى أن التحرك الأميركي يستند إلى رؤية واضحة تضع مصلحة الليبيين في المقام الأول.
وكانت رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، هانا تيتيه، قد دعت خلال إحاطة لها الخميس الماضي أمام مجلس الأمن الدولي إلى وضع خريطة طريق توافقية لحل الأزمة السياسية في ليبيا، وإتمام المرحلة الانتقالية، معتبرة أن دمج الانتخابات في إطار سياسي شامل، سيعزز من بناء الدولة الليبية الجديدة.
وأشارت بأنها قد أجرت مشاورات مع الجهات الليبية الفاعلة، سياسياً وعسكرياً وأمنياً وقضائياً، ومع قيادات مؤسسات الرقابة والأحزاب السياسية وقيادات المجتمع المدني والقيادات النسائية والسلك الدبلوماسي.
وأوضحت أن المشاورات كشفت عن آراء متباينة ألا أنها تتضمن أمر إيجابي وهو اتفاق معظم القادة الليبيين لأهمية الذهاب إلى عملية سياسية شاملة لإنهاء الإجراءات الأحادية، وتوحيد المؤسسات، واستعادة الاستقرار.
وأعلنت تيتيه أن البعثة الأممية تدعم عمل اللجنة الاستشارية لوضع خيارات لمعالجة القضايا الانتخابية الخلافية.
وأشارت أن اللجنة الاستشارية عقدت سلسلة جلسات في بنغازي وطرابلس، شملت جلسات مع «لجنة 6 + 6» والمفوضية الوطنية العليا للانتخابات، وتوقعت تيتيه أن تقوم اللجنة الاستشارية بتقديم تقريرها بحلول نهاية شهر أبريل الجاري.
كما أكدت المبعوثة الأممية أن انتخابات المجالس البلدية في ليبيا مهمة جداً في إرساء الحكومة الديمقراطية وستكون عامل مهم يساعد في إجراء الانتخابات الوطنية الشاملة التي ستساهم بشكل كبير في أنهاء الأزمة الليبية وإرساء السلام والاستقرار.
ودعت تيتيه على هامش إحاطتها لمجلس الأمن كل الشركاء الدوليين إلى دعم العملية السياسية في ليبيا وولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، حيث التقت بالممثلين لدى الأمم المتحدة لكل من ليبيا، والصين، ومصر، وفرنسا، وإيطاليا، وقطر، وروسيا، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة. كما التقت بسفراء مجموعة أفريقيا التي تضم الجزائر، وسيراليون، والصومال، وغيانا.
وقالت تيته إن دعم الشركاء الإقليميين والدوليين أمر بالغ الأهمية لنجاح أي اتفاق سياسي”. مضيفةً أنها تسعى لاستكشاف خيارات لتعزيز فعالية وشمول آليات التنسيق القائمة على المستويين الإقليمي والدولي لبناء الدعم اللازم لدفع العملية السياسية قدمًا.
وأكدت لتيته لممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن على ضرورة استعادة الشرعية المؤسسية، وأهمية إجراء الانتخابات البلدية والوطنية، والحاجة إلى التوصل إلى تسويات بين الأطراف الليبية.
كما تناولت النقاشات إدارة المالية العامة وجهود مكافحة الفساد في ليبيا، حيث دعت تيته إلى الحفاظ على استقلالية مؤسسات الرقابة وإنشاء ميزانية وطنية موحدة.
وقدمت تيته أيضًا إحاطة لسفراء مجموعة أفريقيا التي تعرف بـ (A3+1)، وهم سفراء الجزائر، غيانا، الصومال، وسيراليون، حول الوضع السياسي والاقتصادي والإنساني في ليبيا، وجهود البعثة المستمرة.
من جهتهم أعرب السفراء عن قلقهم بشأن العقوبات، والانقسام المؤسسي، والتوتر بين الواقع السياسي والإصلاح، والاعتقالات التعسفية، وانحسار الفضاء المدني، والاستعدادات للانتخابات البلدية وتوحيد الميزانية. كما شمل الحديث مسألة تهريب النفط، والفساد، والتدخل الأجنبي، وفرص التعاون الإقليمي في إصلاح قطاع الأمن.
وشددت تيته على ضرورة توحيد النهج من قبل الجهات الدولية الفاعلة، مؤكدة أن الحلول يجب أن تكون بملكية وقيادة الليبيين أنفسهم، محذرة من التدخلات الأجنبية، وداعية إلى احترام السيادة الليبية. (الأنباء الليبية)
