طرابلس 19 أبريل 2025 (وال) – قال رئيس النقابة العامة لأخصائي التغذية، محمد الشيباني، إن الأطفال حديثي الولادة سيتمتعون بصحة جيدة في حالة كانت الرضاعة طبيعية، خاصة في الأشهر الستة الأولى من الولادة، وفي حال التزام الأمهات بنظام غذائي سليم يُنتج حليبا كاملا ومتوازنا لنمو الأطفال.
وجاء تصريح الشيباني لصحيفة الأنباء الليبية على هامش مشاركته في أعمال المؤتمر السادس لأخصائي التغذية العلاجية الذي انطلقت أعماله صباح اليوم السبت بفندق كورنثيا في طرابلس بمناسبة يوم التغذية الليبي،
وأوضح الشيباني أن المؤتمر يأتي لتوعية الناس بمخاطر سوء التغذية وتأثيرها على المؤشرات الحيوية للفرد، وأشار أن التغذية الصناعية المكملة تؤثر بالسلب على صحة الرضيع وتجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة منها السمنة والسكري، وشدد على أهمية دور أخصائيو التغذية في توعية الأمهات بأهمية الرضاعة الطبيعية ونشر ثقافة التغذية الجيدة.
ودعا الشيباني لتجنب الأكل في المطاعم التي تقدم وجبات مليئة بالدهون الضارة والأحماض الدهنية المشبعة والمحورة والتي تدخل في تركيبتها محسنات غذائية وألوان صناعية ومواد حافظة ما يُعرض المستهلكين لمثل هذه الأطعمة لمخاطر السمنة والأمراض المزمنة.
وتضمنت محاور المؤتمر تأثير التغذية على الجينات وصحة الأفراد من الفئات العمرية المختلفة، وتأثيرها على المصابين بالأمراض المزمنة، السكري والضغط والنقرص، وتطرقت المحاور لارتفاع الدهون ومخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسرطان.
من جانبها أكدت أخصائية التغذية، وعضو النقابة العامة لأخصائي التغذية، غادة نشنوش على ضرورة توعية المجتمع بأهمية المحافظة على تغذية صحية وسليمة لتجنب الكثير من الأمراض واستشهدت في هذا الصدد بالكثير من حالات التسمم جراء تناول أطعمة خارج البيت، أدت بعضها إلى حالات وفاة موثقة.
ودعت نشنوش إلى ضرورة الاعتماد على الأكل في المنازل لما يوفره من ظروف آمنة من حيث الإعداد والنظافة، وأرجعت أسباب انتشار بعض الأمراض المزمنة، خاصة السكري، إلى الاعتماد الكلي على الأكل السريع والجاهز في المطاعم والمقاهي الذي يشتمل على الكثير من السكريات والمعجنات ناهيك عن انعدام نظافة المكان والأدوات وحتى العاملين.
كما حذرت نشنوش من تناول المياه المعبأة في القوارير البلاستيكية التي تتعرض لأشعة الشمس المباشرة سواء عند النقل أو التخزين والتي قد تسبب الإصابة بأمراض خطيرة من بينها السرطان.
من جانبه بين عضو هيئة التدريس بكلية العلوم الصحية بجامعة مصراتة، حسين العصودي، أن انتشار الكثير من الأمراض المزمنة في السنوات الأخيرة خاصة بين الأطفال يعود إلى النمط السيء للغذاء.
وأضاف العصودي في تصريح لـ (صحيفة الأنباء الليبية)، أن من بين الأسباب التي يُعزى لها زيادة انتشار هذه الأمراض، تناول الأغذية المشبعة بالمواد الصناعية والرضاعة الصناعية وقلة ممارسة النشاط البدني.
وأوضح أنه في غياب الرقابة على المطاعم وانعدام المسؤولية الأخلاقية لدى أصحاب المطاعم أنفسهم الذين يستخدمون، عن قصد أو بدونه، مواد مصنعة قد يكون لها تأثير مسرطن على المدى البعيد، زادت من نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة في المجتمع الليبي.
ودعا العصودي إلى أهمية توعية الأطفال بالحرص على تناول الطعام الامن في المنازل، وتجنب تناول الأطعمة الجاهزة والمعلبة خارج البيت.
وبين العصودي أن المؤسسات الصحية والغذائية الليبية في حاجة إلى العديد من الأبحاث لتسليط الضوء على مثل هذه الممارسات الخاطئة ومحاولة إيجاد الحلول الواقعية للحد من انتشار الأمراض الناتجة عن سوء الغذاء مطالباً بتشديد الرقابة على المنافذ والتفتيش على كافة المواد الغذائية التي تدخل إلى السوق الليبي خاصة أن قرابة 90 في المائة مما نستهلكه اليوم يأتي من الخارج.
(الأنباء الليبية) – متابعة / محمد الزرقاني – تصوير / فتحي شلفيط