الغريفة 24 أبريل 2025 (الأنباء الليبية) – نعى المجلس الاجتماعي الأعلى وادي الآجال وفاة الشيخ أحمد عثمان البكاي، أحد أبرز أعلام وادي الآجال ووجوه فزان اللامعة في مجالات العلم والدعوة والإصلاح، الذي توفي يوم الخميس الماضي في قريته تكركيبة غرب مدينة سبها.
وُلد الشيخ البكاي في عام 1936م في تكركيبة، حيث نشأ في بيت علم وإيمان على يد والده الشيخ عثمان البكاي. بدأ تعليمه منذ سن مبكرة، حيث حفظ جزءًا كبيرًا من القرآن الكريم، ثم واصل تعليمه على يد كبار المشايخ في المنطقة. في عام 1956، التحق بالجامعة الإسلامية السنوسية في البيضاء، وأتم حفظ القرآن الكريم برواية ورش عن نافع، قبل أن يستكمل دراسته في المعهد الديني الفرعي بالبيضاء.
خلال مسيرته العلمية، عمل الشيخ البكاي مدرسًا للقرآن الكريم وخطيبًا في العديد من المساجد، حيث خرّج أعدادًا كبيرة من الطلاب والمشايخ في مختلف المدن الليبية، في عام 1970م، بدأ عمله في منطقة البردي، ثم انتقل في عام 1973 إلى طبرق، حيث عمل في عدد من الزوايا والمساجد، وفي عام 1983، عاد إلى تكركيبة ليواصل عمله في تعليم وتوجيه أهل المنطقة.
عرف الشيخ البكاي بذاكرته القوية ووعيه التاريخي، وكان يعد مرجعًا مهمًا في تاريخ وادي الآجال، إذ حفظ العديد من الأحداث التاريخية من خلال معايشته لها، كما كان يتمتع بمكانة كبيرة في المجتمع، حيث كان معروفًا بتواضعه ووفائه.
ترك الشيخ البكاي وراءه إرثًا علميًا كبيرًا، وكان له تأثير كبير على الأجيال التي تخرجت على يديه، كما حافظ على تواصله مع أبناء زملائه رغم تقدم سنه. ورغم كثافة مسيرته العلمية، بقي حلمه في استكمال دراسته في جامعة الأزهر غير مكتمل، لكنه عوّضه بتعليم نافع وأثر باقٍ.
ويُذكر أن الشيخ البكاي يُعد أحد الشخصيات البارزة في وادي الآجال، وهو رمز للعلم والوفاء في المنطقة. (الأنباء الليبية) ك و