طرابلس 26 أبريل 2025(الأنباء الليبية) – دعت الجمعية الليبية لمتلازمة داون إلى أهمية رعاية هذه الفئة من المجتمع وتمكينهم من حقوقهم التي كفلها القانون.
وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية، فوزي آدم، أن الاحتفالية الرمزية بهذا اليوم العالمي التي جرى تنظيمها اليوم السبت، بطرابلس تحت شعار (المناصرة الذاتية لمن لديهم متلازمة داون حق وواجب)، أخذت هذا العام شكلا غير معتاد من خلال دعم أفراد هذا المكون والمطالبة بتحقيق كافة متطلباتهم ومنحهم حقوقهم، دون تهميش أو تمييز، ومساعدتِهم على نيلها.
يُشار إلى أن اليوم العالمي لمتلازمة داون يُحتفل به في 21 مارس من كل عام. وفي هذا اليوم، يجتمع الأشخاص الذين يعانون من متلازمة داون، وأولئك الذين يعيشون ويعملون معهم في جميع أنحاء العالم لتنظيم والمشاركة في الأنشطة والفعاليات لزيادة الوعي العام وإنشاء صوت عالمي واحد للدفاع عن حقوق الاندماج والرفاهية من ذوي متلازمة داون.
وأضاف آدم في تصريح لصحيفة (الأنباء الليبية) أن السلطات الليبية المختصة مسؤولة عن تلبية متطلبات الذين يُعانون من متلازمة داون والاستجابة لحقوقهم مثل التعليم والتدريب والإدماج ليكونوا مكونا من مكونات المجتمع وعدم تهميشهم، مشيرا إلى أن الاتفاقية العالمية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة التي صدقت عليها ليبيا شاملة لجميع حقوق ومتطلبات هذا المكون.
وأكد نقيب أولياء الأمور في الجمعية الليبية لمتلازمة داون، عبد الناصر الطاهر، أن الجمعية تعمدت عدم إحياء هذا اليوم في موعده احتجاجا على أن هذا المكون مهمش وليس له حقوق ولا توجد مقرات للجمعية أو مدارس خاصة أو تأمين طبي للمصابين موضحاً أن أكثر حقوق هذه الفئة مهضومة بالرغم من أنهم مكون من مكونات الشعب الليبي ويجب منحهم حقوقهم بقوة القانون.
وطالب عبد الناصر في تصريح لـ (الأنباء الليبية) جهات الاختصاص بمنح هذا المكون حقوقه الكاملة من خلال توفير مدارس لتعليمهم وتأهليهم ومساعدتهم على الاندماج في سوق العمل ودعم حقهم في الحصول على تأمين طبي شامل مضيفاً أنه لا يوجد اهتمام بهذه الفئة في ليبيا من قبل الحكومات المتعاقبة منذ ستينيات القرن الماضي.
وأوضح مسؤول دعم الفئات الخاصة بمراقبة تعليم سوق الجمعة، عبد الرحمن نوفل، من جهته، أن فئة متلازمة داون تحتاج إلى دعم كبير خاصة أن مدارسهم وأماكن تعليمهم وتدريبهم تم الاستيلاء عليها وإخراجهم منها.
وطالبا نوفل السلطات المعنية بالمساهمة في إيجاد مقر لهذه الفئة مؤكدا أن حوالي 120 تلميذا من هذه الفئة كانوا يتعلمون ويتدربون في هذه المقرات وبينهم من استطاع شغل وظائف في مؤسسات الدولة ودعا إلى الاهتمام بالمصابين بمتلازمة داون واسترداد مقرهم أو منحهم مقرا بديلا ودعمهم للاندماج مع أفراد المجتمع.
وأكدت عضو الجمعية الليبية لمتلازمة داون، نادية بن جابر، أن الجمعية كانت تتوفر على مقر في زناته (الضاحية الشرقية لطرابلس)، ضمن مدرسة علي الجزيري تأقلم فيه أفراد هذا المكون، وتم تشجيره، وكان الوضع في أحسن حال إلا أن الجمعية فوجئت بأمر إخلاء فوري بحجة أن المكان كان يتبع قطاع واصفة أمر الإخلاء بـ “التعسفي” و”المؤامرة” ضد هذه الفئة الهشة.
وقالت إن الجمعية بعد أن أطلقت نداءات متعددة تحصلت على مكان تبرع به فاعل خير عام 2017 إلا أن أبناءه حضروا فيما بعد واستردوا المبنى ولا زلنا مستمرين في البحث.
ودعت عضو الجمعية الليبية لمتلازمة داون، هند المزوغي، إلى الالتزام بالاتفاقية المبرمة بين وزارة التربية التعليم ووزارة العمل والتأهيل في المؤتمر الأول حول تكافؤ فرص العمل لذوي الاحتياجات الخاصة وخلق بيئة عمل داعمة للمصابين بمتلازمة داون وتدريبهم وتأهيلهم وإتاحة فرص العمل لهم وفق الاتفاقية المذكورة.
وطالبت المزوغي بضرورة منح هذه الفئة الحقوق التي يكفلها لهم القانون منها حق التعليم والتأمين الصحي وغيرها من الحقوق لتشجيعهم على الاندماج مع غيرهم من أفراد المجتمع.
وصدحت إحدى أفراد مكون متلازمة داون، الفتاة الليبية شهد الطاهر، بمرافعة للمطالبة بحقوق هذه الفئة، من خلال منبر وكالة الأنباء الليبية، يعجز عنها الكثير من الأصحاء قالت فيها ما نصه: ” يقاس تقدم الدول بمستوى دعمها لذوي الإعاقة وبما تقدمه لهم من خدمات … من حقنا نحن افراد متلازم داون أن تتوفر لنا الخدمات التالية: برامج التدخل المبكر لتنمية مهاراتنا وقدراتنا، عيادات طبية تلبي احتياجاتنا، دمج حقيقي في التعليم بشكل صحيح ووظائف مناسبة لقدراتنا… وأخيرا آذان صاغية وعقول واعيه وقلوب رحيمة تلبي مطالبنا”. (الأنباء الليبية طرابلس) س خ.
-متابعة: محمد الزرقاني
-تصوير: فتحي شلفيط