تطاوين 02 مارس 2017 (وال) – انطلقت أمس الأربعاء في تطاوين بجمهورية تونس الدورة الـ 38 للمهرجان الدولي للقصور الصحراوية بتطاوين، الذي تنظمه وزارة الشؤون الثقافية والمندوبية الجهوية لشؤون الثقافية بتطاوين، وتستمر الدورة حتى الرابع من مارس الجاري.
وتشارك ليبيا في أنشطة المهرجان بكوكبة من الباحثين والشعراء الشعبيين والفنانين التشكيليين والفرسان، وبعض الحرفيين في الصناعات التقليدية.
وعقدت على هامش الدورة ندوة فكرية تحت عنوان “التراث المادي بين سبل الحفاظ وآليات الاستغلال” ترأس الحصة الأولى أمس الدكتور فتحي البحري. وقدم فيها الدكتور حسن عمر الرجباني، ورقة علمية بحثية بعنوان ” أهمية دراسة التراث الشفهي… التجربة الليبية نموذجا”
وشاركت من منطقة مرزق الفنانة الليبية التشكيلية مبروكة الوافي، بعدد من اللوحات الفنية ،
كما قدم اليوم الخميس الشاعر والقاص الليبي جمعه الفاخري في الحصة العلمية الثانية التي ترأسها الدكتور: ياسين الأكحل ورقة بعنوان “غناوة العلم.. تراث شفهي متجدد” ومما قال فيها معرفا بغناوة العلم الليبية أنها
“شي يومي كالمثل الشعبي السائر كالنكتة، هي البيت الشعري الذي يلاطف به المرء أحبابه وأصحابه. هي تهوين عن الأوجاع، والآلام التي يمر بها الإنسان، ولذلك من الصعب أن نقبض ع كل ما يولد من غناوي العلم بالقيمة التي نعرفها عنها لأسباب كثيرة لعل أولها إن غناوة العلم كانت فناً شفهياً قبل أن يعرف جُل الليبيين القراءة، حين كان المجتمع مجتمعا بدويا لا يحسن القراءة والكتابة فكانت ذاكرات الناس هي المدونة الوحيدة التي توضع وتحفظ فيها هذه الغناوي لذلك الأعداد لا حصر لها. ففي هذه اللحظة التي نتحدث فيها هنا تولد ألاف غناوي العلم في ليبيا وغناوة العلم فن ارتجالي في الأصل ليس فنا معدا له. في الغالب وأنا شاعر فصيح أُعد للقصيدة ربما البس لها لباسها الخاص بها، وأجهز قهوتي ومكاني الأثير، وابعدوا عني الصغار.. وأتهيأ للقصيدة كما يتهيأ العاشق للقاء معشوقته.. لكن غناي العلم كانت القصيدة تخرج من وجدانه مرة واحدة، واحدة كأنها واحدة، وحينما تقدم الناس ودخل الغانيون في الجامعات ودرسوا بدأ الفنانون في نسج هذه القصيدة فبدا التقديم والتأخير مثلا ” سوك عزاز.. ياااا ماراح.. إن جوك جو.. ما جوك يا خذوا”، لدنيا تعبير شعبي وهناك فرق بينه وبين المثل الشعبي، عندما يحدث للمرء شيء حادثة ما سيء نقول له ” سوك راح” بمعنى ابتعد عنك السوء، والشر. فصار تعبيرا شعريا.. فشرح الغناوة السابقة كالتالي ” سوك عزاز” وعزاز هو جمع عزيز، والعزيز هو المحبوب ” ياااا ما راح ” ما أكثر الأشياء التي تضيع في هذه الدنيا ونفقدها ، ” إن جوك جو” إن ما جاءك أحبابك فأهلاً، فهذا خبر سار لك، ” وإن ما جوك ياخذوا” ماذا يأخذوا؟ يأخذوا سوك بمعنى اخذوا ما قدر لك من سوء، وشر أخذه هؤلاء الـ عزاز فبدا هنا التقديم والتأخير في غناوة العلم الليبية، وشهد المهرجان مشاركات عديدة من الجزائر والسعودية والمغرب . (وال- تطاوين) س أ / ع م