البيضاء 08 مارس 2017 (وال) – اليوم العالمي للمرأة نظراً لأهميةِ المرأةِ ومكانتها؛ فقد تمَّ تخصيصُ يومٍ كاملٍ لها، وهو في الثامن من شهر مارس من العام الميلادي؛ حيثُ يتمّ في هذا اليوم الاحتفال بالإنجازات السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية التي تَتَحقّق على أيدي النساء، وهناكَ بعض الدول تَحوَّل فيها هذا اليوم إلى يوم إجازةٍ واستراحةٍ للنساء.
وقد جاء إصدارُ قرارِ الاحتفالِ بالمرأة في يومٍ خاص بها في عام ألف وتسعمائة وسبعةٍ وسبعين ميلادية، وذلك مِن قِبَل الأمم المتحدة، وبعد أنْ صَوّتَتْ الدّول على اختيارِ يومِ الثامن من شهرِ مارس ليكونَ اليومَ الخاص بهذه المناسبة.
تحيي النّساء الليبيات على غرار كلّ النساء في العالم، اليوم العالمي للمرأة. وهو اليوم الذي يعدّ مناسبة سنويّة كي يستمع العالم إلى صوتهنّ ويتعرّف على نضالهنّ المتواصل من أجل الحريّة والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية ولتحقيق مطالبهن المتعلّقة بحقوقهنّ السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وللكشف عن كلّ ما يتهدّد هذه الحقوق من مخاطر وتهديدات.
ورغم المحطّات النضالية العديدة والمشهودة للمرأة الليبية ومشاركتها القويّة في بناء الوطن واستعادة السلام والاستقرار وتحقيق التنمية الاجتماعية فإنّ إحياء النساء الليبيات لهذا اليوم يأتي في ظلّ مشهد تتنامى فيه الدّعوات إلى التراجع عمّا حقّقته من مكاسب وفي ظلّ وضع تتكاثر فيه المشاريع المكرّسة لاضطهادها ولانتهاك كرامتها وإنسانيتها وفي ظلّ تغييب لها عن منابر الإعلام وإقصاء ممنهج لها عن مقاليد الحكم خاصّة وكما تتنامى فيه أشكال العنف المعمّم والممنهج والذي وصل حدّ الاغتيال السّياسي الذي استهدف شهيدة الوطن / سلوي ابوقعيقيص والذي باستشهادها فقدت النساء الليبيات صوتا قويّا لنضالاتهنّ ضدّ كلّ أشكال التمييز والاستغلال والاضطهاد وكلّ المشاريع الرجعية التي تنوي العودة بهنّ إلى الوراء.
كما يأتي الاحتفال بهذا اليوم في ظلّ تردٍّ كبير للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والأمنية وما تشهده البلاد من تفاقم لمؤشرات الانتهاكات والجرائم وتهديدات الإرهاب ضد النساء واكتساح العنف لكلّ مجالات العيش المشترك مع ما لذلك من انعكاس أشدّ خطراً على النّساء باعتبارهن الضحيّة الأساسية لكلّ هذه المشاكل الناتجة عن فشل الحكومات الانتقالية المتعاقبة في إيجاد حلول لها.
إن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا،وهي تحيّي نضالات النساء الليبيات من أجل الحريّة والكرامة والعدالة والمساواة، فإنّها تدعو كلّ القوى الوطنية والديمقراطية إلى الوقوف ضدّ كل الدعوات الرجعية التي تعمل على العودة إلى ما دون المكاسب التي ناضلت نساء ليبيا من أجلها ودفعن حياتهنّ ثمنا لها وذلك عبر:-
- إحباط كلّ محاولة تستهدف حقّهن في المساواة التّامة وفي المواطنة الكاملة.
- النضال من أجل دسترة حقوقهنّ والحفاظ على المكاسب التي جاءت بها مجلّة الأحوال الشخصيّة ودعمها وتطويرها بما يتلائم مع منظومة حقوق الإنسان الكونيّة والتصدّي للهجمة الشّرسة التي تقوم بها دوائر الدّعاوى والفتاوى الظلامية التي تهدف إلى إرجاعهنّ إلى أدوارهنّ التقليديّة المزعومة وضرب ما تحقّق لهنّ من حقوق.
- مواصلة النضال ضدّ الصّورة النمطيّة التي حصرها ضمنها مجتمع السّوق في سعيه المتواصل إلى سلعنة صورتها مكرّسا بذلك لأشكال جديدة من أشكال التمييز والاضطهاد والاستغلال.
- الوقوف ضدّ كل أشكال العنف والإرهاب والإسراع في عقد مؤتمر وطني للإنقاذ حتّى تتمكّن بلادنا من تجاوز الخطر الذي هيّأت له أطراف الاستبداد والتصدّي لكلّ أشكال التمييز والعنف ضدّ النّساء.
- العمل على إرساء منظومة تربويّة وثقافيّة تؤسّس لمبادئ المساواة والحرية والكرامة والحقّ في الاختلاف ودعم مشاركة المرأة في بناء الوطن . (وال – البيضاء) ع م