بنغازي 22 مارس 2017 (وال) – في ليبيا اعتمدت الجماعات الإرهابية في سرت وبنغازي ودرنة خلال معاركها على زرع الألغام والمتفجرات في الطرقات والمباني والأحياء حتى تعيق تقدم قوات الأمن نحوها وتؤمن نفسها، وفي الفترة الأخيرة بعد خسارتها للعديد من المناطق التي كانت تسيطر عليها، بدأ الأهالي الذين هربوا من الموت بالعودة إلى بيوتهم في سرت ومناطق غرب بنغازي ليجدوا أنفسهم أمام خطر جديد يهدد حياتهم.
ولا يجد الناس عند عودتهم الدمار في مدينتهم فقط، بل يجدون أجساما غريبة في طريقهم أو في مزارعهم أو في بيوتهم والأسوأ أنها تكون دائما مخفية سواء تحت باطن الأرض أو تحت الأغراض حتى لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، فيتعايش معها الناس لكنه تعايش دموي، فهي إما تقتلهم أو تبتر أطرافهم وتسبب لهم إعاقات دائمة.
ولا يكاد يمر يوم في ليبيا إلا ويشاع خبر انفجار لغم وإصابة أو مقتل أحد المدنيين أو أحد أفراد الهندسة العسكرية ببنغازي وسرت الذين يقومون بعمليات التفكيك، ففي حي الليثي بمدينة بنغازي لم تكن تعلم عائلة الهادي السعيطي أن فرحهم بالعودة إليه بعد تحريره من الإرهابيين سيفقدهم ابنهم اسعد البالغ من العمر 12 سنة بسبب انفجار لغم كان مزروعا في الطريق الفرعية التي توصل إلى بيته ، أسعد ليس الضحية الوحيد للألغام والمتفجرات من بقايا المعارك في ليبيا، فهناك المئات الآخرين ممن ماتوا وهناك العشرات ممن بترت أحد أطرافهم وتعرضوا لإعاقات بدنية، لكن يبدو أن هذه المتفجرات المزروعة مازالت ستحصد أرواح الكثير من المواطنين، فعمليات إزالتها ما زالت تحتاج لسنوات أخرى
حيث ما زالت الألغام موجودة بكثرة خاصة في أغلب المناطق المحررة في بنغازي مثل القوارشة ومنطقة بوصنيب وقنفودة، كذلك مدينة سرت بعد تحريرها من داعش وفي مدينة درنة وهي تشكل أكبر عائق ضد رجوع الناس إلى بيوتهم وخطر وتهديد يواجه حياة السكان الذين عادوا و الذين يقدر عددهم بالآلاف.
وبحسب تقرير اعدته المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، فقد بلغ عدد ضحايا الألغام ومخلفات الحرب في صفوف لمدنيين من ضحايا ومصابين منذ بداية سنة 2017م فقد تم رصد خلال الفترة الممتدة من الأول من يناير حتى الواحد والعشرين من مارس الجاري من العام ألفين وسبعة عشر ” 9 قتلي من بينهم طفلين و23 جريحا من بينهم 3 أطفال ” جراء انفجار مخلفات الحرب والإلغام بمدن درنة وبنغازي وسرت، بحسب الإحصائيات الطبية وما تم رصده من قبل قسم تقصي الحقائق ورصد وتوثيق باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا .
■ نماذج لحالات الضحايا والمصابين في صفوف المدنيين جراء الإلغام ومخلفات الحرب :-
في 19 مارس 2017 أصيب المواطن رمضان عمر عوض البالغ من العمر 43 عامًا جراء انفجار لغم بمحيط بلدة التميمي غربي مدينة طبرق شرق البلاد.
في 22 فبراير قتل الطفل عوض رجب بوجلدين، الذي يبلغ من العمر 11عاما، وإصابة طفلين اخرين بجراح جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات تنظيم «داعش» في مقر شركة الكهرباء بحي ساحل البكوش شرق مدينة درنة .
وفي 13 فبراير 2017 أصيب الشاب إسلام جمال الغندور المجبري البالغ من العمر 18 عامًا جراء انفجار لغم أرضي في منطقة الحليس بمدينة بنغازي شرق البلاد.
كما أصيب الطفل حامد موسى البالغ من العمر 7 أعوام في 28 فبراير 2017 بشظايا مقذوف جراء سقوط قذيفة بمنطقة البركة في مدينة بنغازي شرق البلاد.
وفي 22 فراير 2017 سقط 4 ضحايا من المدنيين بسبب الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التي زرعتها التنظيمات الإرهابية بمنطقة القوارشة في مدينة بنغازي. (وال – البيضاء) ع م