بنغازي 22 أبريل 23017 (وال) – أظهر تقرير المركز الليبي لحرية الصحافة حول خطاب التحريض والكراهية في الإعلام الليبي أن قناة النبأ تصدرت القنوات التليفزيوية، في بث خطاب التحريض والكراهية، وكشف التقرير أن عملية الكرامة جاءت في مقدمة المستهدفين بهذا الخطاب.
وأوضح التقرير الذي أعده المركز عبر رصد وتحليل المحتوى الإعلامي لتلك القنوات أن تنظيم داعش والشيخ الصادق الغرياني جاء في ذيل قائمة المستهدفين بخطاب التحريض والكراهية.
ووفق نتائج التقرير الذي صدر الأحد الماضي ونشرته بوابة الوسط اليوم السبت، وشارك في إعداده خبراء ليبيون وعرب، تصدرت قناة «النبأ» الإخبارية القنوات التلفزيونية الثماني التي شملها التقرير، إذا كانت النبأ «الأكثر ارتكاباً للإخلالات المهنية بنسبة 16.26%، خلال الفترة من 16 إلى 21 فبراير الماضي.
تلتها قناتا (ليبيا 24) و(218) بنسبة 15.60%، وقناة (ليبيا الحدث) بالمرتبة الثالثة بنسبة 12.64%، ثم (ليبيا الأحرار) بـ 11%، و(التناصح) بـ10.5%، و(ليبيا روحها الوطن) بنسبة 9.63%، و(بانوراما) 5.42%، و(الرائد) بنسبة 3.45%، فيما خرجت قناة (ليبيا) الإخبارية عن الرصد لأسباب تقنية».
وحول الفئات المستهدفة بخطاب الكراهية، أشار التقرير إلى أن عملية الكرامة تصدرت الفئات الأكثر استهدافًا بخطاب التحريض والكراهية عبر وسائل الإعلام بنسبة بلغت 12.32%، يليها المسؤولون الحكوميون بنسبة 10.67%، والثورة الليبية بنسبة 9.52%، وخليفة حفتر بنسبة 9.36%، والجماعات المسلحة بنسبة 8.21%، وحكومة الوفاق بنسبة 4.93%، ومصطفى عبد الجليل بنسبة 1.46%، ومجلس النواب بنسبة 1.48%، يليها معمر القذافي بنسبة 1.31%.
وللمفارقة، كشفت الرسوم البيانية المرفقة بالتقرير أن نصيب تنظيم داعش من خطاب التحريض والكراهية لم يتعد نسبة 1.15%(!)، حيث جاء التنظيم في ذيل القائمة، تلاه المفتي السابق الشيخ صادق الغرياني، ثم المهاجرون غير القانونيين 0.49%، ومارتن كوبلر 0.33%، فالمؤتمر الوطني العام 0.33%.
وأشار التقرير إلى انقسام الإعلام الليبي، الذي تصطف وسائله «بكل إمكاناتها في صفوف متقابلة مع أطراف الصراع في الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد منذ صيف 2014»، ويعاني من «القصور والتخبط» ويؤدي «دورًا سلبيًا في تأجيج الصراع والحرب الأهلية بسبب تفشي خطاب الكراهية والتحريض على العنف من خلال المحتوى الإعلامي».
ووفق التقرير، فقد كانت الاتهامات دون حجة في صدارة الأكثر إخلالاً بالمهنية، إذ بلغت نسبتها 28.24% بمعدل 172 تكرار، فيما جاء خطاب الكراهية والعنف بنسبة 18.56% بمعدل تكرار 113، وحل السب والتشهير والدعوة للانتقام ثالثًا بنسبة 18.39% بمعدل تكرار 112.
وحول المحتوى الإعلامي في البرامج والتغطيات الإخبارية، كانت نسبة الإخلالات المهنية 46.96% وبنسبة 19.38% على التوالي، تليها البرامج التفاعلية والنشرات الإخبارية والبرامج الساخرة.
وأظهر التقرير أن مقدمي البرامج التلفزيونية أنفسهم تفوقوا على الضيوف في ارتكاب الإخلالات المهنية بنسبة وصلت إلى 31.03%، تلاهم الناشطون السياسيون بنسبة 24.3%، ثم الجمهور العام بنسبة 12%، وهو ما رآه معدو التقرير مؤشرًا على «مدى تأثر المواطن الليبي بخطابات الكراهية بشكل يومي» كما تظهر تلك الإخلالات المهنية «مدى التسييس للخطاب الإعلامي والتحكم في توجيهه وفقًا لرغبات مالكي وسائل الإعلام المختلفة، فضلاً عن الضعف المهني الذي يعانيه الصحفيون في غرف الأخبار بالوسائل الإعلامية المختلفة».
لكن التقرير نبه إلى أن «المشكلة الأساسية تتمثل في مدى احترام رؤساء التحرير ومالكي وسائل الإعلام في التزام الصحفيين بهذه القواعد والضوابط المهنية المتمثلة في مدونات السلوك، التي يجب أن يلتزموا بها، أضف إلى ذلك عدم دراية عدد من الصحفيين وغياب الوعي الكافي بالأخلاقيات المهنية والمبادئ التوجيهية أثناء تغطية النزاعات المسلحة أو الأحداث الإرهابية وكيفية الحد من خطاب الكراهية والعنف».
وشدد التقرير على ضرورة إعداد مذكرة شروط واضحة لمنح تراخيص العمل لكافة القنوات التليفزيونية الليبية، وتسوية أوضاع وسائل الإعلام، التي تبث بتراخيص تجارية أو خارج القانون، ودعا إلى ضرورة «إصدار مرسوم رئاسي لتشكيل اللجنة الوطنية العليا لإصلاح قطاع الصحافة الإعلام بمشاركة خبرات دولية، بهدف وضع رؤية وطنية للإصلاح الهيكلي لقطاع الإعلام»، مع إنشاء مرصد إعلامي تتركز مهمته في رصد الإخلالات المهنية المتعلقة بمراقبة خطابات الكراهية والعنف والنزاعات المسلحة والإرهاب، على أن يتبع هيئة الإعلام ويتمتع بالاستقلالية لضمان حياديته. ( وال – بنغازي) ع م