بنغازي 29 أبريل 2017 (وال)- عقد معالي نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات الدكتور عبد السلام البدري، اليوم السبت، اجتماعاً مع كبير الخبراء بمنظمة كارنيغي للسلام الدولي بالولايات المتحدة الأمريكية، البروفسور فريدريك بيلي.
وجاء ذلك خلال زيارة كبير الخبراء بمنظمة كارنيغي للسلام الدولي بالولايات المتحدة لجامعة بنغازي، ولقائه مع عميد وأعضاء هيأة التدريس والمهتمين بالشأن السياسي والاقتصاد والمالي الليبي.
وقال البدري – في تصريح خاص لوكالة الأنباء الليبية – إن اللقاء جاء لتبادل الآراء حول آلية وكيفية خروج ليبيا من أزمتها التي تمر بها، وإيجاد حلول علمية ترضي جميع الأطراف.
وأشار البدري إلى أن الاجتماع تم بحضور كل المتخصصين في مجال السياسة والاقتصاد من أساتذة جامعة بنغازي، مضيفاً أنه تم التوضيح للبروفسور فريدريك بيلي، بأن الشأن الليبي مُعقد جداً، وأنه لا حل للأزمة الليبية إلا عبر الليبيين بأنفسهم ومن الداخل، وأن الأطراف الخارجية التي تُحاول حل الأزمة لا علاقة ولا دراية لها بالشأن الليبي، ولا يستطيعون تقديم حلول لحل الأزمة الليبية.
وأوضح البدري، أن التدخل التركي والقطري والإنجليزي والإيطالي في الشأن الليبي، لا يحل الأزمة في ليبيا، وأن الحل لن يكون إلا من الداخل (ليبي -ليبي)، وأن الشعب الليبي قادر على حل مشاكله بنفسه دون تدخل من الخارج.
وأشار البدري، إلى أن البروفسور فريديريك بيلي على دراية بأن المنطقة الشرقية على أبواب التحرر من الإرهاب، خلال الأيام القليلة القادمة.
وأوضح البدري، أنه خلال جولته داخل أحياء وشوارع مدينة بنغازي، أبدى فردريك بيلي دهشته من الوضع الأمني في المدينة، من انتشار للأمن والهدوء الأمني، حيث تجول بأريحية كاملة دون أية مضايقات أو اختراق أمني يُذكر.
وتابع البدري، بالقول: “قد أخذ البروفسور فريدريك بيلي انطباعاً جيداً عن الوضع الأمني بشكل عام عن المنطقة الشرقية وعن مدينة بنغازي بشكل خاص، وهو يتفق مع مؤسسات الدولة الشرعية المتمثلة في المجلس النواب والحكومة المؤقتة، في إبعاد الشخصيات الفاسدة في المجلس الرئاسي، والتي لا تُريد بناء الدولة ولا تريد الاستقرار للبلاد وهمها السلطة والوصول لها بأي شكل، ونحن لسنا ضد المجلس الرئاسي ولا ضد أي حكومة توافقية، وقد تم التوضيح له صورة الخلاف الذي يتمثل في بعض الشخصيات في المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق والتي تعتبر جدلية لدى الشعب الليبي”.
وتابع البدري، “تم التأكيد له بأن الجيش الوطني الليبي هو جيش منظم ومهني ووطني وحرفي، وليس لديه أي تطلعات للحكم في ليبيا وأن القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية متمثلة في قائدها العام المشير خليفة حفتر تعمل من أجل بناء جيش والتأسيس لدولة ديمقراطية حديثة خالية من الإرهاب والتطرف ، وأن السلطات التشريعية والتنفيذية لا تسعى لتثبيت الحكم العسكري في البلاد، بل الهدف هو تحرير البلاد من الإرهاب والقضاء على الجماعات الإرهابية التي عاثت فساداً في البلاد، مثلما في دول منطقة الشرق الأوسط التي تُعاني من الإرهاب والإرهابيين” .
وأضاف، “تم التوضيح للبروفسور فريدريك بيلي الصورة بأن دول تونس والجزائر يجب أن لا تكون جزءاً من المشهد الليبي، وهي دول ليست لديها النية الصادقة في حل المشكلة الليبية بشكل كامل، وهم يريدون فقط تصدير الإرهاب والمقاتلين والتخلص منه في بلدانهم، وجعل ليبيا بؤرة للإرهاب وغير مستقرة”.
وحول ملف الهجرة غير الشرعية، قال البدري: “تم التحدث في هذا الملف الحساس مع الخبير الأمريكي، وتم التوضيح بأن ليبيا لا يجب أن تكون “مكب” للمهاجرين غير الشرعيين، وإننا لن نستضيف المهاجرين”.
وتابع: “أن على أوروبا أن تُحل مشاكلها بنفسها مع هذه الدول التي يأتي منها المهاجرين ولا دخل لليبيا، وإن كانت ترغب في مساعدة ليبيا فعليها أن تقوم بدعم السلطات الشرعية المتمثلة في مجلس النواب والحكومة المؤقتة، في تقديم الدعم المادي والمعنوي، عبر تقديم التقنيات لحماية الحدود البرية والبحرية، وتدريب الكوادر من حرس الحدود وخفر السواحل، فإذا كان كذلك فمرحب به، فليبيا كغيرها وأكثر من الدول التي تعرضت لأكثر من المقاومة من قبل الاستعمار، فقد أُنشأت خمس معسكرات للإبادة في ليبيا في السابق، كالتي أنشأت في ألمانيا في السابق، ولكن التجربة كانت في ليبيا قبل ألمانيا، وقد تحدث أساتذة التاريخ في ليبيا بأن الأرقام تتعلق بهذه المعسكرات، هي متقاربة سواء القتل والاغتيالات والتصفيات الجسدية في مدن : العقيلة والبريقة والمقرون وسلوق والأبيار ، وقد حدثت بعدها بحوالي 10 سنوات في ألمانيا إبان حقبة النازية، تشير ذلك إلى الاستفادة الألمانية النازية من خبرة الايطالية الفاشية في هذه الأفعال الشنيعة، وهذا الملف لم يتم التطرق له وسيتم فتح مع دولة إيطاليا قريبا تقديرا واحتراما لشهداء المعتقلات” .
وقال: “تطرقنا إلى أننا سنطالب عبر إحدى المكاتب القانونية الدولية الأمريكية، بتعويضات من الدول التي ساهمت في تدمير وحرق ليبيا، وإحداث هذه الفوضى في ليييا، بما فيها بعض الدول العظمى التي شاركت في تدمير بعض المدن الليبية بشكل كامل وهي بنغازي وسرت، ودرنة وهي تمت تدميرها نتيجة الإرهاب وذلك عبر دعمهم للإرهاب، مما تسببت في تدميرها والجميع يعرف ذلك”.
وأضاف، “كما سنطالب المجتمع الدولي بتعويض ليبيا والمساهمة في إعادة بناء هذه المدن المدمرة، والتي تم تدميرها بدون أي سبب”. (وال- بنغازي) ر ت