البيضاء 03 مايو 2017 (وال)- أصدرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا اليوم الأربعاء،بياناً بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من شهر مايو من كل عام .
وقالت اللجنة في بيانها الذي تحصلت وكالة الأنباء الليبية على نسخة منه – إنه في الوقت الذي يحتفل العالم والصحافيين والحكومات بهذا اليوم العالمي تعرض العديد من الصحفيين الليبيين للاعتداءات والانتهاكات بحقهم،فضلاً عن تعرضهم للتضييق في حرية الصحافة والإعلام والكلمة والوصول إلى المعلومة وعدم السماح للرأي المخالف بالتعبير الحر بحق الصحفيين والإعلاميين والمؤسسات الإعلامية في ليبيا.
الإخفاء القسري
وأوضحت اللجنة أنه تم تسجيل العديد من جرائم الاختطاف والاعتقال والإخفاء القسري من قبل الجماعات والتشكيلات المسلحة بعموم البلاد في ظل استمرار حالة الإفلات من العقاب نتيجة انهيار الأجهزة الأمنية ومنظومة العدالة وغياب سيادة القانون التي باتت عاجزة عن ملاحقة الجُناة ومحاسبتهم.
وذكرت الوطنية لحقوق الإنسان أنه تم توثيق جرائمُ من قبل الميليشيات والجماعات المسلحة ضد مجهولين، وحتى إن عرفت لا تستطيع هذه الأجهزةُ الوقوف أمام سطوة وهمجية الجماعات المسلحة ذات التوجهات الأيدلوجية الراديكالية أو السياسية أو القبلية وعدم تدخل السلطات التشريعية والتنفيذية بإصدار التشريعات والقوانين والقرارات التي تكفل حماية واحترام حرية الصحافة والإعلام وحرية العمل الصحفي أو حتى الاستنكار لهذه الجرائم والانتهاكات مما يعزز من الإفلات من العقاب ويعطي دافعاً للمتورطين بالانتهاكات بحق الصحفيين والإعلاميين في استمرار ارتكاب مزيدٍ من الانتهاكات .
الإفلات من العقاب
وأضافت اللجنة أن ملفُ حرية الصحافة والإعلام وضمان وتعزيز حرية التعبير والعمل الصحفي والدفاع عنها يُعد من أبرز الملفات والقضايا الرئيسة التي تعمل عليها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا فيما يتعلق برصد ومتابعة وتوثيق الجرائم والانتهاكات التي ترتكب بحق الصحفيين والإعلاميين والمؤسسات الإعلامية والعمل على الحد منها ووقفها من خلال المكاشفة بهذه الجرائم والدعوة لمحاسبة مرتكبيها وإنهاء حالة الإفلات من العقاب التي باتت متفشية في ليبيا،نتيجة غياب العدالة والملاحقة القضائية وسط توسع دائرة العُنف والانتهاكات الجسيمة الموجه ضدَّ الصحفيين وغيابٍ للحُريات الإعلامية المنشودة في ليبيا .
32 حالة اعتداء
حيث رصد قسم شؤون الصحافة والإعلام وقسم تقصي الحقائق والرصد والتوثيق في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا منذ بداية سنة 2017 م وقوع عدد 32 حالة اعتداء وانتهاكات بحق الصحفيين والإعلاميين والمؤسسات الإعلامية في ليبيا تباينت بين الاختطاف والاعتقال القسري ووقف بث الوسائل الإعلام المسموعة والاعتداءات على مقر قنوات فضائية ومسموعة وتهديدات بالقتل والاختطاف لصحفيين وإعلاميين موزعة على مدن طرابلس وبنغازي وسبها ومصراتة وصرمان وطبرق والبيضاء ودرنة وتأتي في أبرز هذه الاعتداءات والحوادث التي طالت الصحفيين والإعلاميين والمؤسسات الإعلامية حادثة اختطاف المصور الصحفي لوكالة فرنسا برس الصحفي عبد الله دومة، لمرتين متتاليتين خلال أسبوع واحد، دونما أي سند قانوني، وكذلك اختطاف واعتقال قسري تعرض له الإعلامي مالك الشاردة ،في مطار الأبرق في مدينة البيضاء،بالإضافة إلى إيقاف بث راديو بوابة الوسط في مدينة طبرق،وكذلك تعرض مراسل ومصور قناة 218 الفضائية الليبية للاختطاف والاعتقال القسري من قبل مسلحين في العاصمة طرابلس على خلفية تغطية إعلامية لمظاهرات مواطنين ضد الجماعات الإرهابية في مدينة طرابلس ورافضين لبقائها في المدينة، وكما تعرض مقر راديو الأولي 88.1 fm في مدينة صرمان غرب العاصمة طرابلس للهجوم المسلح وإضرام النيران في مقر الراديو من قبل مسلحين مجهولين، وكذلك تعرض راديو وتلفزيون مصراتة،لحادثة اعتداء مسلح على الراديو والعاملين به وفرض بث بيانات مناهضة للمجلس البلدي مصراتة.
تضامن
وعبرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا،عن تضامنها الكبير مع الصحفيين والإعلاميين الضحايا والمتضررين جراء هذه الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت بحقهم، وتعتبر اللجنة هذه الاعتداءات والانتهاكات التي ترتكب بحق الصحفيين والإعلاميين والمؤسسات الإعلامية في ليبيا انتكاسه خطيرة لحرية التعبير وحرية الصحافة والإعلام ومصادرة لمكسب حرية التعبير في ليبيا،خصوصاً أمام تكرّر وتصاعد هذه الانتهاكات والاعتداءات والمحاولات التضييق على حرية الصحافة والإعلام في ليبيا.
وطالبت اللجنة جميع السلطات الأمنية والعسكرية بعموم البلاد بضرورة الالتزام بالقوانين والأعراف والمواثيق والإعلانات الدولية الضامنة لحرية الصحافة والإعلام، ووقف جميع أشكال الممارسات والانتهاكات التي تمس بشكل مباشر حرية الصحافة والإعلام وحرية الصحفيين والإعلاميين في ليبيا،وكذلك وقف ممارسة سياسة تكميم الأفواه أو تقييد العمل الصحفي والإعلامي .
مناهضة خطاب العنف
وكما تطالب الوطنية لحقوق الإنسان جميع الوسائل الإعلامية المختلفة على ضرورة العمل من أجل مناهضة خطاب العنف والإرهاب والتطرف وتحريض عليه وخطاب الكراهية والامتناع عن التحريض بمختلف أساليبه وأشكاله وصوره.
وعدم الانجرار والتورط في التحشيد والتجييش الإعلامي، الذي سبب ومازال يتسبب في تداعيات ضحيتها في كل ربوع الوطن وعمقت حالة التشظي والانقسام وعرقلة جهود المصالحة الوطنية وإحلال السلام واستعادة الاستقرار في ليبيا.
ودعت اللجنة جميع وسائل الإعلام والصحفيين والإعلاميين لتبني خطاب معتدل وخطاب وطني جامع يعلي ويعزز من قيم التسامح والتصالح والعفو والتوافق والسلام والاستقرار ويرسخ القيم الإنسانية والاجتماعية ويحث على تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وكذلك يحث علي احترام حقوق الإنسان والحريات العامة ويحافظ على حقوق المواطنة ويحترم التعددية السياسية والثقافية، ويبتعد عن لغة التحريض والعنف والكراهية والإقصاء والتهميش والتشدد الفكري والتطرف الديني . (وال – البيضاء) ع م