بنغازي 20 مايو 2017 (وال) – كشفت مصادر عسكرية ليبية تفاصيل مخطط تآمري ذي شقين،تقوده المخابرات القطرية والتركية ضد القوات المسلحة العربية الليبية،بهدف تفتيته وبث الفتنة بين صفوفه،وشغله عن حربه ضد الميليشيات الإرهابية وتأمين البلاد.
وأوضحت مصادرُ رفيعة المستوى لـ”اليوم السابع” أن الشق الأول من المؤامرة،يستهدف اغتيال القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير أركان حرب خليفة أبو القاسم حفتر شخصياً،لما سيكون لذلك من أثر في إسقاط الجيش الليبي،لصالح الميليشيات العسكرية المتطرفة المنتشرة غرب البلاد.
وأشارت المصادر إلى أن الشق الثاني من المؤامرة،والذي تحدثت عنه قيادات عسكرية لوسائل إعلام ليبية،يهدف للوقيعة بين المشير حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية وأبناء المنطقة الشرقية،عبر تنفيذ اغتيالات لعدد من الشخصيات السياسية من المنطقة،واتهام القائد العام خليفة حفتر بالوقوف وراء تصفيتهم،وذلك بغرض بث الفتنة في صفوف القوات المسلحة لهدمها وتقوية شوكة الميليشيات المسلحة.
وذكرت المصادر العسكرية أن المدعو الإرهابي عبد الحكيم بلحاج،ذراع المخابرات القطرية في ليبيا،وقائد الجماعة الليبية المقاتلة،والمتطرفين الإرهابي خالد الشريف والمدعو الإرهابي مصطفى نوح،جهزوا قائمة اغتيالات ضد عددٍ من ضباط القوات المسلحة وشخصيات سياسية ليبية فى المنطقة الشرقية،ليستغل الإعلام التابع لقطر ذلك في الوقيعة بين قائد القوات المسلحة وأبناء شرق ليبيا.
وأوضحت المصادر العسكرية لوسائل إعلام ليبية،أن صفحاتٍ على مواقع التواصل تتبع الجماعات الليبية المقاتلة،بقيادة الإرهابي عبد الحكيم بلحاج،بدأت في نشر قوائم بأسماء ضباط من القوات المسلحة،بزعم أن المشير حفتر سيقوم بتصفيتهم.
وأكدت المصادر أن المخابرات القطرية رصدت ميزانية ضخمة لتنفيذ عمليات التصفية،للقضاء على القوات المسلحة عبر الوقيعة بين ضباطه وجنوده وقائدهم ضمن مؤامرة دولية تقودها دولٌ إقليميةٌ ممثلةٌ فى قطر وتركيا لهدم الجيش الوطني.
وكشف مصدر ليبي رفيع المستوى تفاصيل المؤامرة لـ”اليوم السابع” تورط عناصر تابعة للمخابرات القطرية بها،لافتاً إلى أنها تهدف لتنحية المشير خليفة حفتر،القائد العام من المشهد الراهن في ليبيا،والقضاء على القوات المسلحة الذي يحارب الإرهاب،بما يصب في صالح الميليشيات والدروع المسلحة في ليبيا.
وأكد المصدر رفيع المستوى،أن العناصر التابعة للميليشيات “العميلة” للأجهزة الاستخبارتية،تقود محاولات لاغتيال المشير خليفة حفتر شخصياً،لما سيكون لذلك من أثر في تفتيت القوات المسلحة وشغله عن تحرير ليبيا بالكامل من الإرهاب.
ولفت المصدر إلى أن وسائل إعلام معادية تبث موادَ تُرَّهب وتشكك في الجيش الوطني الليبي،وتحاول الوقيعة بينه وبين قبائل المنطقة الشرقية،في سبيل شغله عن معركته الأساسية ضد الميليشيات المتطرفة،وهو ما ينتبه له قيادات القوات المسلحة جيداً.
من جانبه أكد الناشط السياسي والحقوقي الدكتور العربي الورفلي،أن دولة قطر لا يروق لها الانتصارات التي يحققها الجيش الوطني الليبي،ولذا تسعى للقضاء على الجيش وقيادته.
وقال الورفلي إن الدوحة ساهمت من قبل في اغتيال ضباط بالجيش في مدينة بنغازي بهدف القضاء عليه،فهي متورطة في اغتيال الشهيد عبد الفتاح يونس،وعدد من الضباط المتقاعدين عام 2011 خوفاً من قيامهم بإعادة بناء جيش ليبي قوى.
وتدعم قطر حزب العدالة والبناء في ليبيا،والذي يشكل الذراع السياسية لجماعة الإخوان التي ترفض المؤسسة العسكرية،وتحاول تشكيل دروع عسكرية في مدينة بنغازي.
ورأى الناشط السياسي والحقوقي أن انتصارات الجيش الوطني الليبي لا ترضي دولاً إقليمية لذا تسعى لبث الفرقة في المنطقة الشرقية،عبر الوقيعة بين الجيش وتلك القبائل التي تشكل العمود الفقري له،مؤكداً أن المؤامرات تحاك ضد الجيش الليبى منذ عام 2011.
وتابع الناشط أن قطر مستاءة عقب تحرير الجيش الليبي لمنطقة الهلال النفطي،لأن ذلك يهدد خطراً لعلى أطماعهم،ويهدم مخططهم لتفتيت ما تبقى من الأمة العربية عبر التآمر على بعض الدول العربية،تحت غطاء دعم الربيع العربي.
وأشار المحلل الليبي إلى أن المال القطري يلعب دوراً كبيراً في دعم المؤامرة على الجيوش العربية،حيث تنفق الدوحة أموالاً طائلة في ليبيا على جماعة الإخوان والمؤتمر الوطني ليكونوا شوكة في خصر الدولة المصرية لزعزعة استقرار أراضيها،في سبيل تحقيق المشروع الإستراتجي للجماعة الإرهابية بتشكيل ما يزعمون أنه دولة خلافة تمتد من مصر مروراً بليبيا إلى تونس.
وشدد الورفلي على أن الجيش الليبي حريص ومُدرب جيداً،وله أذرعه التي تكتشف المؤامرات الدولية التي تحاك ضده،خاصةً وأنه تشكل في البداية من 50 ألف عنصر مدربين بكفاءة،بعدما تم إقصاؤهم بالترهيب أو التهديد بالتصفية الجسدية،أو بالعزل العسكري من قبل المؤتمر الوطني العام الذي سيطرت عليه قيادات جماعة الإخوان،مشيراً إلى أن ما يجري في ليبيا هو نفس السيناريو الذي كانت تريد قطر تنفيذه في مصر من خلال التآمر على الجيش المصري،ومحاولة تفتيته،وهو ما أفشله الشعب المصري. ( وال – بنغازي)