بنغازي 24 مايو 2017 (وال) – “ما ايطيبله الراعي نوم .. ذباح الغلم نين يقتله” .. أهزوجة أطلقها الغاني سعد الصادق خلال مشاركته في موسم جز صوف الأغنام في شرق ليبيا خلال هذا العام بعد يوم دامي شهدته بلدة براك الشاطي جنوب البلاد والذي أقدمت فيه الجماعات الإرهابية على إعدام 141 شهيدا من رجال القوات المسلحة العربية الليبية ومدنيين آخرين.
وانطلق موسم جز الأغنام بالمنطقة الشرقية والمعروف شعبياً بموسم “الجلامة” حيث يُجَز صوف الأغنام للاستفادة منه، وذلك بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة ودخول فصل الصيف في أجواء تراثية تتسم بالتعاون والأغاني المعروفة بـ “غناوة العلم” أو “القذارة” في هذا الموسم.
وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك على نطاق واسع قذارة الغناي سعد الصادق وهو يرددها منحنيا على شاة يجز صوفها قائلا (ما ايطبله الراعي نوم .. ذباح الغلم نين يقتله) في إشارة إلى أن سيادة القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير أركان حرب خليفة أبو القاسم حفتر سيثأر للشهداء بقتل الإرهابيين كما اعتاد على عدم النوم إلى أن يتم ذلك.
وفى المجلم يجتمع الأهل والجيران والأصدقاء وسط فرحة بقدوم موسم لطالما كان سببًا في دخول السرور على أهل البادية، لإحياء التراث الثقافي في تناول الأغاني” غناوة علم، وشتاوي”.
ويتم نصب خيمة للقائمين على المجلم يقوم فيها الأقارب والجيران بإشعال النار لإعداد الشاي ووجبة الإفطار وعادة تكون وجبات شعبية كـ “المثرودة” بعد ذبح العديد من المواشي بالمناسبة.
وللجلامة طقوس تراثية خاصة تتوارثها الأجيال من الآباء ومازال يحرص عليها في الصحراء والبوادي رغم المتغيرات والتطورات التي نالت من كثير من الموروثات.
وفي منطقة المقزحة جنوب شرق مدينة بنغازي أظهر مقطع فيديو الغناي شمس الدين العبيدي وهو منحني يجز صوف إحدى الخراف يردد قذارته التي قال فيها (متواريات فيه اذياب … ربيع ياغلم ما ايغربك) في إشارة إلى الربيع الموعود الذي تطلقه الحكومة المرفوضة في طرابلس واصفا بأن من فيها ذئابا وأن ربيعهم كاذبا يجب الحذر منه.
وتشمل معظم “غناوي العلم” التي تطلق في “الجلامة” أوصافا عن الذئاب وخباثتها وعن الغنم ووداعتها ويضرب بها الأمثال في عدة شؤون لكن هذا العام كان أبرز تلك التشبيهات سياسية وأخرى داعمة للجيش والشرطة في حربهما على الإرهاب.
ويقول الأديب أحمد يوسف عقيلة وهو المهتم بالتراث الليبي: إن ﻗﺬﺍﺫِﻳْﺮ ﺍﻻﻓﺘﺘﺎﺡ ﻭﻫﻲ ﻏﻨﺎﻭﻱ ﺟَﺰّ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﺍﻷﻭﻟﻰ .. ﻭﺗﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﻛﻤﺪﺡ ﺍﻟﺠَﻼّﻣﺔ ﺃﻭ ﺳِﻴْﺪ ﺍﻟﻀﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﺄﻥ ﻧﻔﺴﻬﺎ .. ﻛﻘﻮﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻋﺼﻲ رحمه الله (ﻳَﺮْﻋﺎﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺿﺎﻥ .. ﺃَﺳْﻴﺎﺩِﻙ ﻭﻓَﺰّﺍﻋﺘِﻚ ﺍﻟﻜِﻞ).
ويشير إلى أن ﺷﺘﺎﻭﻱ ﺍﻟﺠﻼﻣﺔ تأتي لأنه ﻗﺪ ﺗﻄﻮﻝ ﺍﻟﺠﻼﻣﺔ ﻓﻴﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟْﺠَﻼّﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺭﺍﺣﺔ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ .. ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺸﺘّﺎﻭﺓ .. ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﻖ ﻳُﻄﻠِﻖ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟْﻤُﻨﻘﺒِﻀﺔ .. ويساعد الجسد على الراحة مع الحركات التي يؤديها الشتايين.
وكالة الأنباء الليبية رصدت الموسم وتشارككم بهذه القذارة مساهمة منها في الحفاظ على التراث الليبي وإحياء للمناسبة (رعيانها ايحقوا فيك … تقرب الضان يا ذيب تنقتل) . (وال – بنغازي) ام