بنغازي 07 يونيو 2017 (وال)- لليوم الثاني على التوالي يواصل فريق من باحثي الآثار في مراقبة آثار بنغازي،عملية ترميم قصور الغليثة الواقعة في منطقة القوارشة غرب مدينة بنغازي.
هذا وكان فريق الباحثين قد أطلق الإثنين الماضي،مبادرة تهدف لترميم القصر الذي يُعد من أهم الحصون للدفاعات الرومانية في القرن الثاني الميلادي،وتستمر عملية الترميم حتى يتم إظهار معالمه كاملة،نظراً لتعرضه لعوامل التعرية التي أدت إلى وقوع أجزاء منه،مما قد يتسبب في ضياعها.
وقال مراقب آثار بنغازي الأستاذ فتحي الساحلي – لوكالة الأنباء الليبية – إن عمليات الترميم تأتي تحت إشراف قسمي الترميم والتسجيل والتوثيق في المراقبة،حيث قام الباحثون من ترميم العقود والمبنى ككل،دون الإساءة لشكله الأصلي وسيتم إرجاعه إلى حالته الطبيعية.
وأضاف الساحلي أن بعض الأبحاث تشير إلى أن بناء هذه القصور يعود تاريخها إلى القرن الثاني ميلادي،ولكن بعد إزالة بعض الأتربة والحشائش،تم اكتشاف بناء الجدران بشكل مائل،مما يُرجح أن عملية بنائه تمت في القرن الرابع الميلادي،بعد الزلزال الذي ضرب إقليم “كورينايكا” في 365 ميلادي.
وأكد الساحلي أن هناك عقداً من العقدين الذين يحتويهما المبنى،كان قد شاهده قائماً منذ حوالي ثلاثين عاماً مضت،عند زيارته للقصر في ذلك الوقت،ولكن تعرضه لعوامل التعرية أدى إلى سقوطه،وسيعمل الباحثون على إعادة بنائه كما كان.
من جهته قال الباحث في قسم الترميم أبريك العماري “نحن نعمل على قصر الغليثة حتى نُظهر معالمه،ونحاول إعادته إلى شكله السابق،حيث لاحظنا إن العقود بها انهيارات نظراً لتعرضها لعوامل التعرية،فهي من الحجارة الرملية ولو تُركت دون ترميم لسقطت كلها،مما سيفقد القصر الكثير من شكله الجمالي” .
وأضاف العماري أن الباحثين يُبذلون قصارى جهدهم تحت الشمس الحارقة،وهم صائمون فقط من أجل المحافظة على الموروث الثقافي الليبي،وتعريف الأجيال القادمة بالمراحل التاريخية التي مرت بها البلاد.
يشار إلى أن مدير إدارة البحوث والدراسات في ديوان المصلحة الدكتور صالح العقاب،كان قد زار الموقع في اليوم الأول لعملية الترميم،وأبدى ملاحظاته للباحثين . (وال- بنغازي) ر ع / س ع/ ر ت