طرابلس 30 يونيو 2016 (وال) – وجه المركز الليبي لحرية الصحافة رسالة إلى مديري قنوات “ليبيا الأولى، tv218، ليبيا الرسمية – طرابلس” مطالبهم بوقف مشاهد العنف ببرامج الكاميرا الخفية.
وجاء في بيان رسمي للمركز – تحصلا وكالة الأبناء الليبية على نسخة منه “نكتب إليكم لنُعرب عن دهشتنا العميقة وانزعاجنا الشديد على ما يُبث بشاشاتكم الموقرة من برامج تحمل مشاهد عنف دموية وممس بكرامة الإنسان على مائدة الإفطار طيلة أيام شهر رمضان، وهو ما يُعد ترويجاً لأساليب العنف والترهيب بعقول المشاهدين فضلاً عن الترويج لأفكار الإرهابيين بشكل علني.
وخلال متابعتنا “بوحدة رصد وسائل الإعلام” طيلة أيام شهر رمضان المبارك، وبعد الاستشارات والحديث مع عدة خبراء دوليين، فإننا نحمل إدارة مؤسساتكم المسؤولية الأخلاقية والقانونية الكاملة كما يُبث من برامج نوع “الكاميرا الخفية” دون مراعاة لقُدسية الذات الإنسانية وترهيب المواطنين وتخويفهم بحجة إضحاك المشاهدين.
وخلال أيام شهر رمضان تلقى المركز الليبي لحرية الصحافة العديد من البلاغات والشكاوى من صحفيين ومواطنين طالبوا الجهات ذات الاختصاص بالتدخل لوقف مثل هذه البرامج، معبرين عن انزعاجهم لما يرونه على مائدة الإفطار.
ومن هذه البرامج برنامج “أشرف رعايش” والذي يبث بقناة 218، ومضمونه يتركز على تجسيد أفعال عناصر تنظيم داعش وهم يقومون بتوقيف المارة واتخاذهم ضحايا، وذلك باقتيادهم إلى جهات غير معلمة، والتحقيق معهم إشهار السلاح والسكاكين في وجههم وتعرضهم للتعذيب النفسي واللفظي، ويوهمون الضحية بأنه سيتم قتله دون أدنى مراعاة للإنسانية، ناهيك عن توظيف اللهجة التونسية الجارة في محاولة لتشويه صورة الأشقاء.
كما أن برنامج “الكمين” والذي يبث بقناة ليبيا الأولى هو الآخر لا يقل خطورة عن سابقه، حيث تتعرض خلالها إحدى الشخصيات الليبية لمقلب سخيف يقوم على أساس اقتحام قوة مدججة بالسلاح تطوق المكان وتقتحمه بحجة أنه ضالع في جرائم الهجرة غير الشرعية. فضلاً عن تعرض عمال أفارقة للإهانة والإذلال من قبل القائمين بالبرنامج أمام الضيف، وهو ما يُعد أمراً مستنكراً ومرفوضاً، بأن تتم معاملة العمال والمهاجرين غير النظاميين بهذه الطريقة.
“هي ولا مش هي” وهو برنامج كاميرا خفية أيضاً تبثه قناة ليبيا الرسمية – طرابلس ويتضمن العديد من مشاهد العنف والترهيب للمواطنين، حيث يحاولون استدراج أحدهم لمكان بعينه ويقومون بتجريده من سيارته ونقوده واتهامه بقتل شخص ما، ويبدؤون بتعنيف الضحية وتهديده بالقتل في مشاهد خارجة عن سياق المنطق والعقل.
وفي هذا الصدد فإننا نؤكد أن لمثل هذه البرامج تداعيات سلبية مباشرة على المشاهد الليبي، وبها دعوة صريحة ومباشرة لترسيخ الأفكار الفوضوية والمتطرفة وتشجيع المشاهدين على استخدام العنف واستسهال ترويع المواطنين وإشهار السلاح في وجههم.
وانطلاقاً من دورنا في رصد الاختلالات المهنية التي تقع بها وسائل الإعلام المختلفة، فإننا ندعوكم لوقف هذه البرامج وإلغائها من الخارطة البرامجية كي لا تحسب قنواتكم شريكاً متعمداً في نشر ثقافة التحريض والاختطاف والابتزاز واستخدام أسلوب العنف والترهيب، والالتزام بخطاب إعلامي يدعم إشاعة الثقافة والحوار المشترك ويقوي الأسس الوطنية المشتركة بين الليبيين.
وبالنظر للفوضى التي يعيشها قطاع الإعلام المرئي والمسموع وغياب مجالس التعديل والتنظيم الذاتي التي تضع الآليات وتراقب خطاب وسائل الإعلام، مما أدى لتعدد الاختلالات المهنية والتي تسبب في ضرب السلم الأهلي وتأجيج النزاعات.
عليه نأمل منكم وقف كافة مشاهد العنف بهذه البرامج أو إيقافها بالكامل عن البث أو إعادتها مرة أخرى سواء في رمضان أو غيره بشهور العام بالنظر للأسباب التي ذكرناها سلفاً. (وال – طرابلس) ع م