القبة 09 يونيو 2017 (وال) – قامت ثورة 17 فبراير على أمل بناء دولة القانون والمؤسسات دولة تقوم على دستور يكفل حقوق متساوية في ادارتها وتسيير دفتها لمكونات الوطن الاساسية وبناء ديمقراطية حقيقية تعتمد على تاريخ وتجارب وقيم المجتمع ، لكن ابتليت ليبيا كغيرها من اقطار العالم لمخططات دولية واصبحت التنظيمات المتطرفة حليفاً استراتيجياً ووسيلة مسخرة للقوى الدولية للوصول عن طريقها لتحقيق هذه الأهداف وشاركت دولة إسلامية وعربية بفعالية في هذه المخططات خدمة ً لمصالح بعضها للحصول على مكاسب إقليمية وأنتجت هذه السنوات حصيلة مريرة باعدت بين الشعب وطموحاته وأصبح بناء الدولة المنشودة حلماً بعيد المنال وباتت الدولة المطروحة على مقاس دول معينة ومنظمات متطرفة ، ورغم مرور مدة طويلة لانتهاك كل القيم الدستورية والقانونية والسياسية بل والأخلاقية فقد فشل المجلس الرئاسي ورغم هذا الفشل الواضح والمكشوف وعجزه عن التحرك ولو خطوة واحدة وكسب ثقة هو في أمس الحاجة إليها أو انجاز أي عمل يُغطي أو يخفف من وجوده غير الشرعي في الساحة الوطنية لكنه ساهم في تفاقم الوضع وتوسيع الهوة بين جميع الإطراف وزاد الأمور تعقيداً وفوضى واكد بقوة تبعيته ومشاركته لتنفيذ المخططات المرسومة له.
أن أزمة ليبيا لا تحلها الملفات التي تُطرح هنا وهناك ولا تنهيها حقائب وزارية لهذا الشخص أو ذاك وليست في عدد أعضاء المجلس الرئاسي إلا إذا أعيد تكوينه من عناصر وطنية معروفه وتصنع السياسة من داخل ليبيا ويختار الشعب من يحكمه ووضع نظام سياسي يأتي به دستور يُبين شكل الدولة ونظام الحُكم والسلطات واختصاصاتها والحقوق والواجبات الثابتة لكل مكونات ليبيا ثم تقوم الدولة ومؤسساتها على أساسه.
أن الوطن في حاجه الى أبنائه المخلصين لانتشاله من محنته وإنقاذه من مصير يُساق إليه لتدميره وضياع مستقبله وجعله رهينة بيد السماسرة ، ولقد اصبح الطريق واضح لا تخطئه عين وقد فرضت الظروف تعرية الكثيرين وأصبح المال الفاسد يُدار لتولية فلان وإبعاد علان .
وبهذه المناسبة أدعو الشباب في كل أنحاء ليبيا إلى أن يكونوا يداً واحدة ويتحملوا الأمانة من أجل ليبيا واحدة وأمنها واستقرارها ومستقبلهم والأجيال القادمة وليثبتوا للعالم أن إرادة الشعب الليبي لا تُسلب ولا تُقهر وانهم يعملون على سلامة الوطن ووحدة ترابه رغم كيد الكائدين واحيي العقلاء من الكبار والصغار على مجهوداتهم من اجل لم الشمل والمصالحة .
ولا انسى وما انسى ان احيي الجيش الوطني والشباب الشجعان المساند وقائده المشير اركان حرب خليفة حفتر الذين ضحوا بأرواحهم وواجهوا كل التحديات بصبر وعزيمة وشجاعة نادرة المثال ، لقد كانوا خير خلف لأعظم سلف فاحييوا ميراث لهم فاصبحوا لهم نداً وكان لهم ولنا فخراً.
وبهذه المناسبة أطالب مجلس النواب ان يدخل التاريخ ويتحمل مسئولياته بقرار وطني بإعادة تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور لعجزها عن أداء مهامها على أن تكون لجنة معينة وليست منتخبة لوضع دستور يحدد شكل الدولة ونظامها السياسي وللمجلس اتخاذ مثل هذا القرار لأنه المجلس المنتخب الذي تقع عليه أمانة إنقاذ الوطن وادعوا النواب إلى الالتزام بحضور جلسات المجلس في مقره المؤقت بمدينة طبرق وتغليب مصلحة الوطن على أية مصالح شخصية أو جهوية فليبيا للجميع وتسع الجميع فلا إقصاء أو تهميش لأحد ولا استيفاء للحق بالذات.
وأطالب السيد النائب العام بتحمل مسئولياته القانونية والأخلاقية وممارسة اختصاصاته بالإفراج عن كل مقبوض عليه بدون وجه حق أو محجوز في مكان غير مخصص لذلك طبقاً للقانون وتنفيذ قانون العفو العام على من ينطبق عليه.
كما ندعوا لجنة الحوار لعقد الاجتماعات للاتفاق على الثوابت الوطنية التي طالب بها الشعب وقرار مجلس النواب لتعديل الاتفاق السياسي وتوحيد مؤسسات الدولة.
اعاهدكم عهداً… ونشهد الله على أن أكون عند حسن ضنكم …لا تنازل عن الثوابت الوطنية وكرامة الوطن وأهله ووحدة ترابه… ولا تفريط في دماء الشهداء وتضحيات المواطنين وحقوق الجرحى والمفقودين وذويهم… ولا صوت يعلو فوق صوت الشعب الذي شهد له الزمان بأنه شعب قوي الشكيمه لا يخضع ولا يطيع مهما كانت الظروف وأؤكد لكم مهما تعرضت من ضغوط أو مؤامرات في الداخل والخارج لم أوافق ولن تمر عن طريقي أية أملاءات أو قرارات لا يرضى عنها الشعب أو لا تصب في مصلحته.
عاشت ليبيا حرة أبيه شامخة
المستشار/عقيلة صالح عيسى – رئيس مجلس النواب الليبي القائد الأعلى للقـــوات المسلـحة