البيضاء 23 يونيو 2017 (وال) – عقب لقاء عقده مع مجموعة من النشطاء فى مدينته البيضاء في الجبل الأخضر،شن المستشار مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطني السابق هجوماً لاذعاً على جماعة الاخوان المسلمين الليبية متهماً إياها بممارسة الخداع كل الليبيين.
صحيفة المرصد الليبية حاورت عبدالجليل مساء الخميس من البيضاء حول ماجاء فى اجتماعه مع النشطاء و صحة ماقيل في ذلك اللقاء،و قد أعرب في حديثه لـ المرصد عن تأييده و بقوة لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي مؤكداً بأن الجماعة و من خلفها تنظيمها الدولي هم السبب الرئيس في النكبات و النوازل التي ألمت بالبلاد.
وتابع ” دور جماعة الإخوان المسلمين في المجلس الانتقالي بالفعل كان مؤثراً و إيجابياً و لم نكن نعتقد أن لديهم هذه السلوكات العنيفة التي طفت لاحقاً على السطح ” .
و أضاف ” الإخوان و عندما تلقوا ضربة قاضية في مصر علموا أن ليبيا لم يعد لهم فيها تواجد فتحالفوا مع كل القوى المتطرفة بما فيها جماعة أنصار الشريعة و القاعدة و الجماعة الليبية المقاتلة و أظهروا الوجه الحقيقي الذي لم يكن نعرفه جميعاً كليبيين ” .
و عن الجماعة الليبية المقاتلة قال عبدالجليل إن الجماعة التي كانت تتواجد أكثر فى طرابلس لم يكن لها حضور فى المجلس الانتقالي كحضور و تواجد الإخوان مؤكداً رفضه و نائبه الأول مصطفى الهوني حينها لقرار تشكيل قوات الدروع قائلاً إن أعضاءً مارسوا ضغوطاً و عن طريق عضو آخر تمكنوا من تمريره نيابة عنه.
و فيما يتعلق بتدخل دولة قطر في ملف النفط الليبي سنة 2011 أكد عبدالجليل أن الدوحة سوقت شحنة واحدة من النفط عبر ميناء الحريقة النفطي في ليبيا و أن ثمنها تم توريده إلى مالية المكتب التنفيذي الذي كان يتولاه حينها د.علي الترهوني.
وقال ” سياسياً و عسكرياً قطر كانت تقفز على المجلس الانتقالي و المكتب التنفيذي و تتعاون مع شخصيات بعينها من جماعة الإخوان المسلمين و كانت ترغب في فرض أشياء كثيرة علينا كنّا نرفضها ” .
هذه الأشياء بحسب المستشار عبدالجليل كان على مقدمتها ملف تشكيل الحرس الوطني كبديل للجيش و الشرطة .
و قال ” الشيخ حمد أمير قطر السابق و رئيس أركانه عرضوا عليا صراحة إنشاء الحرس و لم أتخذ فيه قراراً و عرضته على المجلس الانتقالي و تم رفضه جماعياً،بعد ذلك دعاني الشيخ حمد لحفل العيد الوطني في الدوحة و بتلك لمناسبة أطلقوا اسم عمر المختار على شارع لديهم،واستعرض القوات و قال لي هذا الحرس الوطني لدينا موازي للجيش و الشرطة ”.
و في إجابته عن سؤال حول دور جماعة الإخوان المسلمين في الساحة السياسية الليبية بما فيه حضورهم الحالي في المجلس الرئاسي و حكومته المدعومة دولياً قال عبدالجليل ” رغم قناعتنا أن ليبيا للجميع بما يحقق مصلحة الليبيين،لكن الحقيقة هي أن الشارع الليبي لم يعد يثق فى الإخوان على الاطلاق و الثقة تجاههم فُقدت نهائياً،الآن المجلس الرئاسي به كجمان و العماري،هذه الشخصيات مرفوضة رفضاً قاطعاً في المشهد الليبي و خاصة المنطقة الشرقية ، صحيح من المفترض أن الحوار يضم الجميع و هذا عين العقل و لكن خاصة في الشرق لم يعد من الممكن قبول وجودهم على الاطلاق ” .
وفيما يتعلق بتسليم الانتقالي السلطة للمؤتمر العام ، أكد عبدالجليل أن الانتقالي لم يكن مُنزه و أنه ارتكب بعض من الأخطاء و قال ” سلمنا السلطة بسلاسة،ولم نتقاضى مرتبات ، منحنا منحة مالية فرح به كل الليبيين ، و حافظنا على سعر الدينار،والأوضاع الأمنية كانت مستقرة لكن بمجرد شعور الإخوان أنهم منبوذون في ليبيا من خلال خسارتهم الانتخاب المحلية و لجنة الستين فقلبوا الطاولة و تحالفوا مع القاعدة و المقاتلة و جبهة الإنقاذ و بقية المتطرفين ” .
و أكد رئيس الانتقالي السابق أن الإخوان هم من أعاقوا عمل المؤتمر الوطني العام و عرقلوا خطواته في بناء الدولة ، ثم جائت فجر ليبيا التي قال إنهم انقلبوا من خلالها بعد خسارتهم كل الانتخابات بما فيها النيابية لأنه لم يعد لهم وجود في الساحة الليبية لكونهم أصبحوا منبوذين شعبياً فظهروا على حقيقتهم و مارسوا العنف و ظهر أن لا ولاء لهم للوطن و لا اتصال لهم بالوطنية ، وذلك وفق تعبيره .
وحول الاتهامات الموجهة له باستعانته بعناصر محسوبة على التيار الإسلامي المتشدد كمستشارين له و منهم محمد أبوسدرة و عبدالوهاب قايد و عبدالجواد البدين و غيرهم ، قال عبدالجليل إنهم كانوا موجودين بالفعل كأي مستشارين آخرين فى المجلس الانتقالي و لم يكن كل ما يقولونه يؤخذ أو يتم العمل به .
وعرج عبدالجليل على الاتهامات الموجهة له بتنفيذه أجندة الإخوان الرافضة لمشروع الفيدرالية قائلاً ” أنا ضد الإخوان و ضد الفيدرالية و كنت و مازلت ضد هذا المشروع و قلتها صراحة يوم 6 مارس 2011 من مصراتة عندما أعلن الحراك الفيدرالي مجلسه الانتقالي في ذلك الوقت في بنغازي ” .
وفي ختام حديثه و عن ما إذا كان يريد توجيه رسالة معينة عبر عبدالجليل عن رغبته في توضيح مسألة التعاون و التعامل مع اليهود و قال لا أحد له جرأة على القيام بذلك مؤكداً أن الجملة التي أخذت عليه و ربما كانت غير مقبولة عندما قال ” سنستعين بشارون لو كان سيساعدنا ” كانت جملة مزاجية شعبية دارجة كتعبير منه على أنه مستعد لقبول أي مساعدة حتى من عدو لذوذ في سبيل إنقاذ بنغازي التي قال إن هناك قوات كانت تزحف تجاهها و قال ” أقسم بالله أنه بعد التحرير و قبله لم يكن لدينا اتصال بأي منظمة أو كيان يهودي، هذا لا يصدقه عقل و لا هو من شيمنا و لا أخلاقنا ” . ( وال – البيضاء)