القاهرة 09 يوليو 2017 (وال)- انتقل نائب أمين عام الجامعة العربية السفير أحمد بن حلي اليوم الأحد في كندا إلى جوار ربه بعد صراع مع المرض لم يدم طويلاً.
والمرحوم بن حلي هو دبلوماسي جزائري سابق، شغل منصب نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس القطاع السياسي، في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ورئيس إدارة مجلس الجامعة، إضافة إلى ذلك فقد أشرف المغفور له على الأمانة الفنية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي.
ويعد بن حلي ثاني شخصية تتولى هذا المنصب بعد التونسي نور الدين حشاد، وهو النائب الوحيد الذي تم التجديد له نظرًا لكفاءته وخبرته الطويلة في منظومة العمل العربي المشترك.
وتدرج المرحوم بن حلي في عمله كمستشار للأمين العام للجامعة العربية، ثم كأمين عام مساعد أثناء فترة تولي عصمت عبد المجيد، ثم كنائب للأمين العام في عهد عمرو موسى، كما عمل قبل ذلك سفيرًا لبلاده في السودان.
ولد المرحوم بن حلي في بلدية الخميس في ولاية تلمسان في 26 أغسطس 1940 وتابع دراسته الابتدائية في مدرسة القرية وفي الكتاب، ودراسته الإعدادية وجزء من التعليم الثانوي في مدينة وجدة في المملكة المغربية في المدرسة الحرة زيري بن عطية ومدرسة القرآن الكريم وثانوية الوحدة.
التحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1960 حيث تدرب على فنون حرب العصابات وإزالة الألغام في مركز التدريب العسكري في مدينة كبدانة في المغرب،ثم انتقل إلى عمليات الحدود المغربية الجزائرية في الفيلق الرابع التابع لجيش التحرير الوطني الجزائري في أحفير ثم في سبدو بجبل عصفور، وترقى لدرجة مساعد أول.
وقبيل الاستقلال استدعي إلى مقر القيادة العليا لجيش التحرير في وجدة حيث عمل سكرتيراً في المكتب المركزي للعد BCE مع فريق من المسؤولين البارزين من بينهم الرائد عبد القادر عبد العزيز بوتفليقة والنقيب جمال شريف بلقاسم والملازم أول سليمان (التواتي).
وبعد إعلان وقف إطلاق النار بين الجزائر وفرنسا دخل بن حلي إلى الجزائر مع ما سمي بمجموعة وجدة عبر تلمسان واستقر في وهران.
التحق في سنة 1964 بالقاهرة حيث استكمل دراسته الثانوية والجامعية وتخرج سنة 1970 من جامعة القاهرة قسم الصحافة والإعلام. شارك سنة 1971 في مسابقة لوزارة الخارجية للتعيين في السلك الدبلوماسي،وكان ترتيبه الأول وتدرج في السلك الدبلوماسي إلى أن حصل على درجة سفير وعين في سنة 1992 سفيراً للجزائر في السودان حيث لعب دوراً هاماً في تنقية أجواء العلاقات الجزائرية السودانية التي كان يشوبها التوتر.
وفي سنة 1994 عين في جامعة الدول العربية بدرجة مستشار للأمين العام للجامعة حيث عمل مع الدكتور أحمد عصمت عبد المجيد وفي سنة 1997 ترقي إلى منصب أمين عام مساعد.
ثم عين في سنة 2009 نائباً لعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية في ذلك الوقت.
وعندما تولى الدكتور نبيل العربي منصب أمين عام للجامعة في سنة 2011 جدد تعينه كنائب للأمين العام،وقد احتل المرحوم أحمد بن حلي موقع الرجل الثاني في جامعة الدول العربية،وكان يتابع الملفات السياسية والقضايا الساخنة التي تتعامل معها الجامعة.
وكان الأمين العام السابق السيد عمرو موسى قد كلفه بتنظيم مؤتمر المصالحة للعراقيين في مقر الجامعة في نوفمبر 2005 والذي جمع مختلف التيارات العراقية بما فيها ممثلو المقاومة العراقية كما لعب دوراً هاماً مع مواطنيه السفير رمضان لعمامرة مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي والسفير سعيد جنيت ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لغرب أفريقيا في معالجة الأزمة الموريتانية التي اندلعت في سنة 2008 عقب الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس الموريتاني سيدي ولد الشيخ كما أسهم الفقيد في توسيع مجالات التعاون بين الجامعة والعالم الخارجي من خلال إقامة المنتديات مع الصين والهند وروسيا ودول أمريكا الجنوبية وغيرها.
وبعد أن تولى السيد أحمد أبو الغيط منصبه أميناً عاماً لجامعة الدول العربية خلال العام الماضي أصر على استمرار المرحوم بن حلي للعمل نائباً له غير أن الظروف الصحية للمرحوم خلال الآونة الاخيرة حالت دون ذلك.(وال–القاهرة) ف خ