بنغازي 13 يوليو 2017(وال)-سلّمت أمس الأربعاء القوات الخاصة البحرية القطاع الأول تمثالاً رخامياً لرأس امرأة يعود إلى الحقبة الرومانية في أوائل القرن الثاني الميلادي،إلى مصلحة الآثار الليبية في الحكومة المؤقتة.
وجرت عملية التسليم بعدما عثرت عليه القوات الخاصة البحرية وسط ركام أحد المباني في شارع المهدوي وسط بنغازي؛حيث سُلم التمثال الرخامي في مقر القوات البحرية بمحضر رسمي وقعه مدير إدارة البحوث والدراسات الأثرية الدكتور صالح العقاب،وآمر عمليات محور سوق الحوت علي الهادي بورزيزة.
وأفاد العقاب أن التمثال من التماثيل الشخصية ويمثل شخصية مهمة في العصر الروماني وبه الكثير من السمات،التي تمكننا من التعرف على تاريخه بسهولة.
وقال “يبدو أنه غير مسجل في مراقبة آثار بنغازي وسيتم التأكد من ذلك من خلال مراجعة القطع المسجلة لديها”.
وأضاف العقاب أن الرأس الرخامي ربما كان بحوزة أحد مهربي الآثار أو أنه قد جُلب من منطقة أخرى إلى منطقة سيطرة المجموعات الإرهابية،والتي ربما حاولت تجميعها وبيعها من أجل تمويل أعمالها الإجرامية.
وقدم العقاب الشكر الكبير لكل أفراد القوات المسلحة،الذين قاموا بتسليم هذه القطعة الرائع وأنه سيميط اللثام عن الكثير من المعلومات التي تخص تاريخ مدينة بنغازي.
من جهته أوضح مدير مكتب الآثار المسروقة الدكتور خالد الهدار،أن من خلال الملامح وتصفيفة الشعر وأيضاً من خلال استعمال مميزات النحت،كاستعمال المثقاب بشكل خفيف،ترجح بأنه يرجع إلى أوائل القرن الثاني الميلادي.
وقال الهدار “نحن نحتاج إلى دراسة وإلى مقارنات للتأكد من ذلك” مؤكداً أن التمثال روماني وربما يكون آلهة لدى الرومان أو أنها سيدة من الأسرة الحاكمة أو سيدة غنية جداً.
وتابع يقول”من خلال الشكل يتضح أنها شخصية مرموقة وهي إضافة جديدة ومهمة لأن مدينة بنغازي وما تملكه مدينة بنغازي من منحوتات يعتبر قليلاً جداً”.
وأضاف الهدار أن مدينة برنيكي (الاسم القديم لمدينة بنغازي) ممتدة من منطقة سيدي أخريبيش إلى وسط البلاد وغيرها.
وقال الهدار”أرجح أنه يكون قد استخرج هذا التمثال منها وقد سبق وأن تم العثور على الكثير من الاكتشافات في هذه المنطقة”.
من جانبه قال علي الهادي بورزيزة،آمر عمليات محور سوق الحوت إن التمثال عُثر عليه في نهاية شارع المهدوي في منطقة وسط البلاد من قبل الكتيبة “240”.
وأضاف بالقول”سلمها لنا رئيس عرفاء محمد الزوي،حيث وجدها ضمن مخلفات الحرب التي كانت دائرة هناك”.
وقال”من الواضح أنها كانت مخبأة في أحد المنازل هناك لغرض التصرف بها وبيعها ونقلها عن طريق البحر،ولكن أفراد القوات المسلحة قاموا بتسليمها ليكون دورهم غير مربوط بحماية الوطن والمواطن من الإرهابيين والمعتديين فقط بل من أجل الحفاظ على آثارنا”.
يشار إلى أن مصلحة الآثار ستعقد مساء الأحد المقبل مؤتمراً صحفياً في مقرها في منطقة الليثي بحضور رئيس المصلحة الدكتور أحمد حسين،وعدد من المختصين والبحاث،بحسب ما أفاد به مكتب إعلام المصلحة.
وأضاف المكتب أن المؤتمر سيتخلله توضيح لما توصلت إليه الدراسة المبدئية للكشف عن الشخصية التي يجسدها التمثال والفترة التاريخية التي ترجع إليها.(وال-بنغازي) ر ع/ ف خ